الهند تتحول الى لاعب كبير في سوق الطيران العالمي

تقدمت شركاتها بطلبات شراء 400 طائرة قيمتها 30 مليار دولار

TT

حقق قطاع الطيران في الهند زيادة بلغت 24 في المائة في السنة المالية الماضية، بعدما بلغ عدد المسافرين 52.12 مليون راكب مقارنة بـ42.47 مليون راكبا في السنة التي سبقتها.

وذكرت شركة إيرباص الأوروبية لصناعة الطائرات ان الهند واحدة من اكثر الأسواق الواعدة في العالم، وتكهنت بأن مائة مليون شخص من ابناء الطبقة المتوسطة في المناطق الحضرية من المحتمل ان يصبحوا راكبي طائرات محتملين بحلول عام 2010. وأوضح كيران راو نائب رئيس ايرباص في بيان «نري احتمال شراء الهند لما يتراوح بين 800 وألف طائرة خلال العشرين سنة القادمة». بينما توقع بحث اجرته مؤسسة «غلوباليسيس» نمو قطاع الطيران الهندي بنسبة 28 في المائة في السنوات الخمس القادمة.

وقال كابيل كاول رئيس الجانب الهندي في مركز الطيران في آسيا والمحيط الهادي، وهو مؤسسة أبحاث «قبل عامين كان من المستحيل التفكير في ان تصبح الهند مثل هذا اللاعب الكبير في سوق الطيران». وقد تقدمت شركات الطيران الهندية بطلبات شراء 400 طائرة قيمتها 30 مليار دولار خلال عام واحد فقط، طبقا لما ذكره كاول.

وقبل عقد من الزمن، كانت توجد شركتان حكوميتان فقط للطيران الخارجي والداخلي في الهند. وتحول قطاع الطيران من خدمة مخصصة لعدد محدود الى قطاع تنافسي مع وجود 12 شركة طيران خاصة وعامة.

وطبقا لتقديرات لمحلل كبير في جمعية النقل الجوي الدولية (اياتا) فإن الاستثمارات المطلوبة من جانب قطاع الطيران الهندي تصل الي ما يقرب من 90 مليار دولار في العشرين سنة القادمة وهو ما يقدم فرصة كبيرة للمستثمرين في جميع انحاء العالم.

ويرى خبراء الاستثمار ان شركات الطيران الهندية يمكنها، عبر طرح أسهم في الأسواق، الحصول على استثمارات قيمتها 500 مليون دولار خلال السنة والنصف القادمة.

والدليل على الازدهار في قطاع الطيران الهندي أن عدد الأشخاص الذين تقدموا بطلبات للحصول على رخصة طيران زادة ثلاث مرات. ففي ابريل 2005 كان العدد 300 شخص. وفي ابريل من العام الحالي بلغ عدد المتقدمين بطلبات 1045.

وقد جذبت كل تلك التوقعات العديد من الشركات العالمية. سواء من قطاع صناعة الطائرات الى ادارة المطارات، ومعاهد التدريب الى الشركات المتخصصة في تقديم الخدمات الترفيهية في الطائرات. وقد وقعت شركة بوينغ الأميركية اتفاقية لإنشاء تسهيلات للصيانة والإصلاح باستثمارات تصل الى 100 مليون دولار. وستستثمر الشركة 85 مليون دولار أخرى لتركيب أجهزة محاكاة وتقدم خدمات لدعم التدريب.

بينما استكملت شركة ايرباص عقدا لبيع 43 طائرة نفاثة الى شركة الطيران الداخلي «انديان» قيمتها 2.5 مليار دولار. وفي الوقت ذاته أعلنت مجموعة (eads) للفضاء والدفاع خطة لاستثمار 2.57 مليار دولار للإنتاج بالإضافة الى تسهيلات للأبحاث والتطوير.

وتستعد فرنسا لإقامة تسهيلات للتصنيع والتدريبات في الهند، طبقا لما ذكره سفير فرنسا في الهند دونيك جيرارد في بيان في الشهر الماضي.

وفي الوقت نفسه تقيم شركة رولز رويس لصناعة محركات الطائرات تسهيلات الخاصة للصيانة والإصلاح تصل تكلفتها الى 20 مليون جنيه استرليني. ويصل حجم قطاع محركات رولز رويس للطائرات في الهند الى 41 في المائة، حيث يصل عدد المحركات اكثر من الف محرك بما في ذلك القطاع العسكري.

وفي القطاع العسكري حصلت شركة بيل الأميركية على عقد بتزويد الشركات الخاصة الهندية بعشرين طائرة هليكوبتر سنوية. بينما ترى شركة «بريتش ايربورت غروب» وهي اكبر شركات ادارة المطارات البريطانية، وجود فرص اعمال تتراوح قيمتها ما بين 5 و10 مليارات دولارات لتطوير قطاع المطارات الهندية. وقال مدير الشركة مالكوم تيرغ في مؤتمر عقد في الأسبوع الماضي ان «الهند واحدة من اكثر أسواق الطيران اثارة». وينوي قطاع الصناعات الفضائية البريطانية استثمارات قيمتها 7 مليارات دولارات بحلول عام 2010 لتطوير المطارات وخدماتها بالإضافة الى ملياري دولار لصيانة اسطول الطائرات.

وتجدر الإشارة الى ان عددا من شركات الطيران البريطانية مثل منزيس وموت ماكدونالد وهوك تعمل مع هيئة المطارات الهندية.

وقد تقدمت العديد من الشركات الهندية بطلبات ضخمة لشراء طائرات سواء من بيونغ أو إيرباص هذا العام. وكان اكبرها شركة «انديغو» وهي من شركات الطيران التي تبيع تذاكرها بأسعار مخفضة، التي اشترت محرك «في 2500» من شركة رولز رويس، حيث تقود كونسورتيوم دولي لشراء طائرات «ايه 320» بقيمة 1.7 مليار دولار. في حين وقعت شركة سبايجيت عقدا قيمته 700 مليون دولار مع شركة بوينغ.

وتجدر الاشارة الى انه من المتوقع ان تسعى القوات الجوية لمناقصات لشراء 126 طائرة مقاتلة يمكن ان تصل قيمتها الى 8 مليارات دولار. ويعتقد ان الهند تجري دراسات حول طائرات بوينغ «اف 18» المعروفة باسم هورنتس، وطائرة لوكهيد مارتين المقاتلة فالكون، وطائرت ميراج الفرنسية وطائرت غريبنز السويدية والمقاتلة الروسية سوخوي.

ومن المحتمل أن يشهد قطاع الطيران تدشين ما لا يقل عن 12 شركة أخرى من شركات الخطوط الجوية الجديدة، وبينها بيميير ايرويز، وستار اير، وإيست ويست ايرلاينز، ونوك اير، واير آسيا ـ تايلاند، واير أرابيا وغير ذلك في العام الحالي.

وفضلا عن نقل المسافرين فان حركة الشحن الجوي شهدت نشاطا متزايدا. وقد سجلت حركة الشحن الى البلاد نسبة نمو بلغت 13 في المائة في مارس من العام الحالي بالمقارنة مع الشهر ذاته من عام 2005.

ويعتبر النمو الكبير في قطاع الطيران، والمنافسة بين شركات الخطوط الجوية القائمة والتي تأسست أخيرا، وسياسة السماء المفتوحة التي تتبعها الحكومة، والتركيز على خصخصة المطارات، والتحرك الواضح نحو بيئة ضوابط، تعتبر بعضا من العوامل التي جعلت الهند عنصرا اساسيا من خطط الاستثمار لدى كبريات شركات الصناعة الفضائية العالمية، وفقا لتقرير اتحاد الصناعات الهندية.

ويقول تارون بالي، الرئيس التنفيذي لشركة «إي بي سي كونسلتانتس»، انه ارتباطا بالازدهار في قطاع النقل الجوي فان الطلب على عمليات الهندسة والطيران (في مجال الطيران والموظفين الأرضيين والتقنية) والمهمات النوعية، زادت من توفير فرص توظيف هائلة للهنود».