الأسهم السعودية.. نزيف المؤشر العام يستمر وملامح قاع الارتداد لم تظهر

الأسعار تتهاوى ومحافظ التسهيلات البنكية تقلص فرص تخفيف ضغوط البيع

TT

انتهت تعاملات سوق المال السعودية إلى استمرار نزيف نقاط المؤشر العام، فيما لم تظهر بعد ملامح قاع الارتداد في ظل تهاوي الأسعار بشكلها الحالي، وتوقع ظهور مزيدا من ضغوط البيع بسبب تسييل المحافظ التي يعتمد ملاكها على نسب متفاوتة من التسهيلات البنكية. وخسر المؤشر العام للسوق في نهاية تعاملات أمس، 4.48 في المائة من قيمته، بعد أن تنازل عن 394.81 نقطة بهبوطه إلى مستوى 8427.22 نقطة، إثر تداول 126.6 مليون سهم، بقيمة 6.5 مليار ريال (1.7 مليار دولار)، نتيجة تنفيذ 173.1 ألف صفقة.

واختلف مراقبو تعاملات سوق المال السعودية بشأن المستقبل القريب لأكبر بورصة أوراق مالية في منطقة الشرق الأوسط، إذ أن هناك من يرى أن التراجع دون مستوى ثمانية آلاف نقطة لن يتم، بينما هناك من يرى أن بحر الخمسة آلاف نقطة احتمال وارد، فيما لا يزال بعض المراقبين يبحثون عن المبررات التي قادت الأسعار إلى المستوى الحالي.

لكن بالنظر إلى ميكانيكية السوق يتضح أن الأسعار السائدة لم تتشبع من عمليات البيع حتى نهاية تعاملات الأسبوع الذي انتهى أمس، فضلا عن أن كثيرا منها لا تبدو قريبة من التشبع، فيما تظهر المعطيات الراهنة احتمالات كبيرة لمواصلة المسار الهابط. وفي كال الأحوال يبدو أنه من غير المجدي البحث عن الأسباب التي قادت إلى الوضع الراهن لأن الأسباب صارت من ذكريات الماضي. وينتظر أن تواصل المحافظ التي تعتمد على تسهيلات بنكية في شراء الأسهم، الضغط على المؤشر العام، وذلك نتيجة وصولها إلى مستويات تسمح للبنوك باتخاذ قرار التسييل دون إذن أصحاب هذه المحافظ. وعلى الرغم من أن المسار الحالي مسار هابط، إلا أن ذلك لا يمنع إمكانية تسجيل قمما هابطة، أثناء الارتدادات التي ستتم خلال التعاملات المقبلة.

يشار إلى أن من طبيعة تداولات الأسواق تسجيل قيعان هابطة وقمما هابطة أثناء المسار الهابط، فيما تسجل في المسار الصاعد قمما صاعدة وقيعان صاعدة أيضا. وتعتبر القمم الهابطة فرصا للتصريف، فيما تعتبر القيعان الهابطة فرصا للشراء، لكنها فرصا يجب على غير المحترفين تجاهلها تماما، فيما تعتبر القمم الصاعدة فرصا للتخفيف ويمكن لغير المحترفين تجاهلها، أما القيعان الصاعدة فهي فرص شراء حتى لغير المحترفين.

وترشح المعطيات الحالية استمرار التراجع وفقدان المزيد من النقاط والقيم السوقية لمختلف الأسهم المدرجة في البورصة السعودية، وذلك ما لم تظهر أحداثا غير متوقعة توقف المسار الذي يسير عليه المؤشر العام.

وبشأن أوضاع سوق المال السعودية، أوضح لـ«الشرق الأوسط»، محمد السويد مدير مجموعة الخليج للاستثمار، أن الوضع الراهن للأسعار السائدة يدعو لتوقع المزيد من التراجع.

وبشأن المؤشر العام، قال إنه يبدو قريبا من القاع، في إشارة منه إلى أن حالة نزيف نقاط المؤشر العام مرشحة للتوقف، فيما شدد على أن أسعار معظم الأسهم المتداولة لا تزال بعيدة عن قاع الارتداد.

وعلى الطرف الآخر، قال لـ«الشرق الأوسط» عبد المنعم عداس وهو محلل مالي ومحاضر في كلية دار الحكمة في جدة، إن سوق المال السعودية مريضة حاليا، وفي حال شفيت فإنها ستحتاج إلى فترة نقاهة، في إشارة منه إلى أن بوادر التحول إلى مسار صاعد قد يطول انتظارها. وشدد على أن الوضع الراهن لا يسمح بدخول المضاربين، لكنه قادر على إغراء الأموال الباحثة عن فرص استثمارية بعوائد مجزية، في ظل تداعي أسعار مختلف الأسهم المدرجة في السوق.

من جهته، بين لـ«الشرق الأوسط» سعود الشامخ وهو مراقب لتعاملات سوق المال السعودية ومحلل فني لها، أن المؤشر العام يبدو عاجزا عن وقف النزيف الذي يعاني منه، وبالتالي غير قادر على النهوض مجددا وهو في هذه الحال من التردي. وقال إنه «بناء على هكذا وضع يضطر المؤشر العام في حال تجاوز نقطة الدعم المسجلة عند مستوى 8229 نقطة، إلى امتحان نقاط الدعم البعيدة»، مشيرا إلى أن هناك ثلاث نقاط دعم تاريخية قد يصل لها المؤشر العام خلال أيام من التداولات الهابطة.

وبين أن نقاط الدعم التي يتحدث عنها، مسجلة في بحور السبعة آلاف نقطة، والستة آلاف نقطة، والخمسة آلاف نقطة، مشيرا إلى أن آخرها مسجل بالقرب من مستوى 5700 نقطة.