كارلايل .. أضخم مجموعات الاستثمار الخاص تغزو أسواق الشرق الأوسط من بوابة دبي

يدير عملياتها في الإمارة موظف سابق في الخارجية الأميركية

TT

أعلنت هذا الأسبوع مجموعة كارلايل العالمية للاستثمار في الشركات المساهمة الخاصة عن افتتاح مكتب لها في مركز دبي المالي العالمي بدبي، بعد أن حصلت على رخصة للعمل في المركز من سلطة دبي للخدمات المالية.

ديفيد روبنشتاين، الشريك المؤسس والمدير التنفيذي لمجموعة كارلايل، اعتبر دخول منطقة الشرق الأوسط بالحضور المباشر عبر فرع دبي «جزءا مهما من استراتيجية توسعنا العالمية»، مشيرا الى ان دبي «مدينة عالمية ديناميكية تقع على مفترق طرق الاقتصاد العالمي».

وكانت «الشرق الأوسط» أشارت في سبتمبر (ايلول) الماضي الى ان مجموعة كارلايل الاميركية العملاقة تعتزم جمع 1.8 مليار دولار من منطقة الشرق الاوسط وتحديدا منطقة الخليج عبر صندوق للاستثمار في الملكية الخاصة ستقوم بترويجه قريبا في المنطقة، وهو ما اعتبره مسؤولون في مؤسسة التمويل العالمية التابعة للبنك الدولي امر «يحمل دلالات مهمة».

وتدير كارلايل صناديق عديدة يبلغ حجم الواحد منها عشرات مليارات الدولارات، الا ان دخول هذه المجموعة للمنطقة يعتبره محللون خطوة مهمة للمنطقة الغنية بالسيولة. وساعدت اسعار النفط المرتفعة على جني دول الخليج خلال الأعوام الثلاثة الماضية عوائد مرتفعة يقدر ان تصل العام الحالي لوحده الى ما يزيد على 300 مليار دولار.

كما ساعدت هذه المداخيل على احداث فورة انتعاش كبيرة في المنطقة وخاصة اسواق المال والقطاع العقاري حيث وجهت الحكومات جزءا كبيرا من مداخيلها النفطية الى دولها. ويقول محللون ان المناخ الاستثماري في المنطقة لا يزال محفوفا بالمخاطر والعديد من العوامل السلبية التي تثبط تدفق الاستثمارات الخارجية المطلوبة.

وأثارت الأنباء حينئذ عن دخول كارلايل للمنطقة استغراب بعض الأوساط الاستثمارية الخليجية حيث اعتبر ربيع خوري نائب رئيس دبي انترناشيونال كابيتال النشطة في الاستثمار بالملكية الخاصة لصالح حكومة دبي، دخول كارلايل المنطقة أمرا «مفاجئا». وتبلغ قمية الاصول التي تديرها كارلايل عالميا نحو 45 مليار دولار فيما استثمرت اكثر من 23 مليار دولار في 528 صفقة بسعر شراء إجمالي يبلغ 95 مليار دولار. وتنشط في المنطقة اعداد قليلة من صناديق الاستثمار الخاص اهمها ابراج كابيتال التي تأسست في دبي عام 1996 والتي استثمرت نحو 500 مليون دولار عبر ثلاثة صناديق في شراء الشركات والعقارات والفرص الخاصة فضلا عن استثمار ملايين الدولارات أخيرا في شراء حصص من شركات قائمة. كما أعلنت حكومة دبي عن اطلاق صندوق الاستثمارات الخاصة «دبي انترناشيونال كابيتال» التابع لدبي القابضة وكان اول استثماراته شراء حصة من شركة ديملر كرايسلر بقيمة مليار دولار. وفي مصر ينشط البنك الاستثماري الخاصة «اي اف جي ـ هيرمس» الذي يدير حاليا اكثر من 300 مليون دولار عبر خمسة صناديق تركز على استثمارات المخاطر والتكنولوجيا في الشرق الاوسط وشمال افريقيا. اما شركة فرسان الأردنية فتركز على قطاعي الاتصالات والتكنولوجيا وهي تدير حاليا صندوق الأردن بقيمة 10 ملايين دولار بالشراكة مع دويتشه بنك الألماني ومجموعة أطلس للاستثمارات. ودخل السوق ايضا بنك «اتش اس بي سي» عام 2002 حينما اطلق صندوقه الخاص للاستثمارات الخاصة مغلقا اياه عند 118 مليون دولار بنهاية ذلك العام، وهو اول بنك دولي يطلق صندوقا يركز على الفرص في الشرق الاوسط. ويدير البنك الاستثماري شعاع كابيتال ومقره دبي ذراعا للاستثمارات الخاصة ايضا تركز نشاطها على منطقة الشرق الأوسط وهو يدير حاليا صندوق «مينافست» بحجم 55 مليون دولار. ووفقا لمحللين فإن تطور قطاع الاستثمارات الخاصة في المنطقة سواء عبر الدور الذي ستلعبه الاصلاحات الاقتصادية او بسبب دخول مزيد من اللاعبين للسوق سيرمي امام الحكومات والشركات فرص دعم مالي هائلة لم تكن تفكر فيها من قبل. ومن هذه الفرص وفقا لعارف النقفي الرئيس التنفيذي لأبراج كابيتال تخصيص نحو 100 شركة تتجاوز قيمتها 600 مليار دولار. كما ان انفتاح الشركات العائلية وتقبلها للتغيير من خلال السماح للاستثمارات الخاصة لتطويرها سيكون عاملا مهما آخر في نضج السوق. الى ذلك اشار بيان لكارلايل انها عينت بول باغاتيلاس القادم من مصرف كريديه سويس، مديرا تنفيذيا لعلاقات المستثمرين ومسؤولا تنفيذيا رئيسيا في مكتب دبي حيث سيباشر مهامه على الفور.

وقال باغاتيلاس «يسر مجموعة كارلايل أن تسهم الآن في الفرص الاستثمارية المتنامية في منطقة الشرق الأوسط التي نعتبرها منطقة مهمة وموطنا لبعض أهم المستثمرين لدينا».".

وكان باغاتيلاس يعمل قبل التحاقه بالعمل في مجموعة كارلايل، مديرا في مصرف كريدي سويس بدبي، بصفة رئيس فريق التغطية الخاصة بالشرق الأوسط. وكان يعمل قبل ذلك مديرا في المصرف الخاص لمجموعة سيتي غروب في دبي واليونان وسويسرا. وبدأ باغاتيلاس حياته المهنية في وزارة الخارجية الأمريكية، حيث عمل في مقر الوزارة في واشنطن العاصمة وفي البعثة الأمريكية لدى الاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل.