خبراء: السيولة الكبيرة في المنطقة توفر فرصا اقتصادية واعدة لكنها تنطوي على مخاطر

دول المنطقة تجني 600 مليار دولار من عوائد النفط للعام الحالي

TT

افتتح مركز دبي المالي العالمي ومجلة «يوروموني» البريطانية امس مؤتمرهما السنوي « إدارة السيولة فائقة الوفرة»، وذلك ضمن فعاليات الأسبوع الأول لمركز دبي المالي العالمي.

وناقش المؤتمر الفرص التي توفرها السيولة المتاحة إقليمياً، والأسباب التي أدت إلى نشوء هذه الوفرة والمخاطر المصاحبة لها. وسلط المتحدثون الضوء على القنوات الاستثمارية التي تصب فيها هذه السيولة، وتوجهات المستثمرين الإقليميين، والدور الذي يمكن أن تلعبه المصارف الاستثمارية على هذا الصعيد.

وقال خبراء انه فيما تجلب السيولة الكبيرة المتدفقة إلى دول مجلس التعاون الخليجي معها العديد من المكاسب والفرص الواعدة لاقتصاد المنطقة، فقد تنطوي أيضاً على بعض المخاطر إذا لم تتم دراسة سبل استثمارها بالشكل الصحيح. وقال خبراء في مركز دبي المالي العالمي ان المركز يطمح إلى الحد من هذه المخاطر عبر التركيز على استيعاب السيولة المتاحة في المنطقة وإدارتها عبر مبادرات ومؤسسات عدة، بما في ذلك الدور الذي يمكن أن تؤديه بورصة دبي العالمية. وساعدت اسعار النفط المرتفعة خلال العامين الماضيين على وفرة في السيولة لدى حكومات المنطقة حيث تقدر عوائد النفط لهذا العام بحوالي 600 مليار دولار. وقال الدكتور عمر محمد أحمد بن سليمان، محافظ مركز دبي المالي العالمي في كلمة افتتاح المؤتمر ان مسألة السيولة فائقة الوفرة تحظى حالياً بحيز كبير من الاهتمام على المستويين الإقليمي والدولي.

واضاف «أكثر من يدرك الضرورة الملحة لتوفير قنوات استثمارية لتوظيف السيولة المتوفرة بالشكل الأمثل هم صناع القرار ومديرو مؤسسات الخدمات المالية سريعة النمو في المنطقة».

واشار الى ان صناع القرار والشركات الدولية يتابعون باهتمام بالغ الخطوات التي تتخذها المنطقة على هذا الصعيد، معتبرا انه ستكون للقرارات التي يتم اتخاذها في هذه المرحلة آثار بعيدة المدى على مسيرة النمو الاقتصادي، وكذلك على صعيد رسم ملامح قطاع الخدمات المالية الصاعد في المنطقة. ويرى محللون ان السيولة الفائقة التي تدفقت على المنطقة منذ احداث 11/9 ساعدت من جهة على خلق قطاعات استثمارية جديدة مثل القطاع العقاري الذي يعتبر حاليا من انشط القطاعات نموا في دول المنطقة. وأضاف المحافظ «من المهم بالنسبة لاقتصادنا الوطني والمستثمرين الإقليميين والعالميين أن يتم استثمار السيولة المتدفقة بحكمة، بحيث تسهم عائداتها في دفع عجلة النمو والتطور في المنطقة».

وأدى ارتفاع أسعار النفط وزيادة معدلات الطلب العالمي عليه، خاصة في مناطق آسيا، إلى تدفق السيولة بكميات كبيرة وظهور فرص استثمارية جديدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتناول المؤتمر كيفية توفير المناخ الآمن لهذه الفرص الاستثمارية، وأسباب اختلاف التوجهات الاستثمارية الحالية عن تلك التي سادت في طفرة الثمانينات. وناقش المتحدثون والمحاورون المخاطر التي يمكن أن ينطوي عليها تراكم هذه الأحجام الكبيرة من السيولة والدور الذي يمكن أن يؤديه مركز دبي المالي العالمي في توجيه هذه السيولة إلى قنوات استثمارية مجدية. كما درس المؤتمر الدور الحالي والمستقبلي لمصارف الخدمات الاستثمارية في تطوير المنطقة.

كما استعرض المشاركون الوجهات الاستثمارية التي تصب فيها السيولة المتوفرة في المنطقة، والجوانب التي يركز عليها المستثمرون عند القيام باستثماراتهم، والأسلوب الحديث الذي تتبعه بعض المؤسسات المالية، والذي يجمع بين عنصري الاستثمار الخارجي والتطوير الاقتصادي المحلي.

وتضمنت قائمة المتحدثين عدداً من خبراء القطاع، بمن فيهم ديفيد إيلدون، رئيس مجلس إدارة سلطة مركز دبي المالي العالمي؛ وبراد سيتسر، مدير الدراسات العالمية وكبير الاقتصاديين في «روبيني غلوبال إيكونوميكس»؛ وديفيد هودجكينسون، مدير العمليات في «إتش إس بي سي»، وريتشارد ميدينجز، مدير تنفيذي في «ستاندرد تشارترد».