النعيمي لـ«الشرق الأوسط»: «أوبك» لا تمارس الاحتكار وهدفها استقرار سوق النفط

ردا على تصريحات أميركية

TT

نفى وزير البترول والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي بشكل قاطع، المزاعم الأمريكية حول ممارسة منظمة أوبك الاحتكار وقال فى تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» ردا على مطالبة نواب أمريكيين أمس بشكوى «أوبك» لدى منظمة التجارة العالمية بدعوي المناورة والاحتكار «نحن نستهدف إحداث توازن في السوق فهناك 100 مليون برميل إضافية يجب التخلص منها لعودة الاستقرار في سوق النفط». وحول الاجتماع المقبل للمنظمة في أبوجا قال النعيمي «سننظر في الأرقام والإحصاءات، ونتبين تأثيرها ساعة الاجتماع، وما إذا كنا سنقرر خفض الإنتاج من عدمه، أما الآن فلا توجد معلومة لدينا لكي نتنبأ بما سنقرره». كانت وسائل الاعلام قد أوردت أمس مخاوف الإدارة الأمريكية من اتجاه «أوبك» لخفض الإنتاج فى اجتماعها المقبل يوم 14 ديسمبر (كانون الاول) الجاري، وقال وزير الطاقة الأمريكي سام بودمان «إن اوبك ليست في حاجة الى أن تخفض انتاجها النفطي، لأن الأسواق ما زالت تحتاج نفط أوبك لتلبية الطلب العالمي»، فيما أعرب عن قلقه بشأن آثار خفض الإنتاج على إمدادات زيت التدفئة في الولايات المتحدة مع بدء الشتاء.

بينما طالب السناتور الديمقراطي فرانك لوتنبرج، ردا على تصريحات النعيمى بأن «مخزونات النفط الأمريكية مرتفعة وتساعد على زيادة المعروض في سوق النفط العالمية»، وطالب السيناتور الأمريكي إدارة بوش بالمبادرة بتقديم شكوى على الفور ضد «أوبك» لدى منظمة التجارة العالمية بدعوى المناورة في أسواق النفط لدفع الأسعار للارتفاع. وقال لوتنبرج: في الوقت الذي بدأت فيه أسعار البنزين أخيرا في الانخفاض نرى «أوبك» تقوم بتحركات لدفع الأسعار للصعود مرة أخرى، وإذا رفض الرئيس بوش ونائب الرئيس تشيني الوقوف في وجه هذا «الكارتل» فإنهم عندئذ يرفضون مناصرة الأسر الأمريكية.

من جهته، قال وزير الطاقة القطري حمد بن عبد الله العطية لـ«الشرق الأوسط»: إن منظمة أوبك لا تناور في السوق ولا تمارس الاحتكار، لأنها ليست الجهة الوحيدة المنتجة فهناك الكبار من خارج «أوبك»، مشيرا إلى أن روسيا ثاني مصدر علي مستوي العالم وهناك النرويج ثالث مصدر، بالإضافة إلى كل من أنغولا والمكسيك وهناك مصر أيضا». وتابع العطية قائلا: إن أوبك منظمة دولية ذات سيادة، وهي تقوم بمراعاة مصالح أعضائها مثل كل الجهات الأخرى، مضيفا أن كل السيناريوهات مفتوحة أمام «أوبك» في الاجتماع المقبل في أبوجا وأن المنظمة ستتخذ القرار المناسب حسب تطورات الأوضاع السوقية ومنها خفض الإنتاج إذا استدعي الأمر ذلك، فهناك مليونا برميل إضافية في السوق، وهو أعلى من أي وقت مضي، لذلك على «أوبك» أن تتعامل مع هذا المخزون بحذر. وأشار العطية إلى أن الطاقة تقع تحت فلسفة العرض والطلب والنمو الاقتصادي، وتتعرض في كل وقت إلى طلب أعلى وأقل، وهناك اختلافات في الطلب بين الشتاء والصيف بسبب تقلبات الأجواء، و«أوبك» متفاعلة مع هذه الظروف، واعتادت على ذلك، ولا تقلق منها إطلاقا.

أما وزير البترول المصري سامح فهمي فقد رأى من جهته أن أهم نقطة في اجتماع الأقطار العربية المصدرة للبترول «أوابك» أمس هي مسألة تأمين الطاقة، مشيرا إلي أن مصر ستعلن اكتشافات جديدة في البترول والغاز في الوقت القريب.

على جانب آخر استعرض المؤتمر الوزاري لـ«أوابك» أمس بحضور 8 وزراء عرب سير العمل في بنك المعلومات والتطور والتحديث، الذي شهدته نظم معالجة البيانات والمعلومات، كما ناقش المؤتمر عددا من التقرير الاقتصادية والفنية حول المشروعات العربية المشتركة في مجالات الصناعات البترولية وبناء وإصلاح السفن ومساهمة «أوابك» في المشروعات الجديدة، فضلا عن مناقشة وإقرار مشروع ميزانية «أوابك» لعام 2007 والإعلان عن الفائزين بجائزة «أوابك» العالمية، والتي كان موضوعها تقنية تحويل الغاز إلى سوائل مستقبلها ومردودها الاقتصادي وتأثيرها علي صناعة التكرير.