الأسهم السعودية: المؤشر العام على أعتاب منطقة الدعم «الخطيرة» للمرة الثالثة

السوق تخسر 1.9% وخبراء يصفون مستويي 8000 و8500 نقطة بأنهما «حقل مضاربة»

TT

باتت سوق الأسهم السعودية على أعتاب منطقة الدعم القوية «الخطيرة» الواقعة عند مستوى 8000 نقطة للمرة الثالثة، والتي ثبت عندها مؤشر السوق مرتين من قبل، في 11 و14 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قبل أن يصعد منها إلى مستوى 8750 تقريبا في كلتا المرتين. حيث نجحت قوى السوق في دفع المؤشر فوق هذا المستوى وبقاء مراوحته لفترة امتدت لأسابيع. ويلاحظ على هذه المنطقة تذبذب مؤشر سوق الأسهم السعودي بين 8000 و8500 نقطة، كمساحة استطاع المضاربون أن يتفننوا بالسيطرة على مدى المؤشر العام داخلها بأهداف ربحية سريعة، في حين يمثل خروج المؤشر من هذه المنطقة (8000 و8500 نقطة) دليل على خروج المسار العام لمؤشر السوق من مساره الجانبي، وتشكيله لمسار جديد.

ولابد من الإشارة، إلى توقعات تلمح بأن هبوط المؤشر دون مستوى ثمانية آلاف نقطة ربما يهوي بسوق الأسهم للبحث عن مناطق نقطية جديدة، في حين أن اختراق المؤشر لنقطة المقاومة 8500 نقطة ستكون إشارة تفاؤلية بقدرة المؤشر للسير في مسار صاعد يهدف إلى 9200 بعد تجاوزه منطقة المقاومة الأولى 8750 نقطة التي عجز المؤشر عن اختراقها مرتين متتاليتين.

وأنهت سوق الأسهم السعودية تعاملاتها ليوم أمس على هبوط 165.91 نقطة بمعدل 1.9 في المائة حيث أغلق المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية عند 8158.52 نقطة من خلال تداول 208.9 مليون سهم بقيمة 9.2 مليار ريال (2.4 مليار دولار) متأثرا بهبوط جميع القطاعات في مقدمتها قطاع الزراعة الذي أغلق على هبوط بنسبة7 في المائة يليه قطاع الخدمات الذي أغلق متراجعا 4.8 في المائة.

من ناحيته، أفاد «الشرق الأوسط» حسن القاضي محلل فني، أن مستوى 8000 نقطة وحتى مستوى 8500 نقطة عبارة عن «حقل مضاربي» بحت لا يشير إلى أي اتجاه حقيقي للمؤشر العام لسوق الأسهم، مضيفا بالقول «سوى أن الارتداد من مستوى 8000 نقطة يعطي انطباعا بترجيح الجانب الايجابي لمسار مؤشر السوق».

وأوضح القاضي أن زيادة معدل السيولة على السوق عند مناطق دعم يعني دخول سيولة استثمارية وهذا ما يلاحظ عند مستوى دعم 8000 نقطة، ملمحا إلى ظاهرة انفصال أسهم بعض شركات السوق عن المؤشر العام وتغريدها خارج السرب يدل على محافظة كبار ملاك أسهم هذه الشركات على أسهمهم ويعني أن خبرتهم مدركة بأنه مجرد هبوط وهمي مفتعل بأسهم الشركات القيادية يدل على ذلك أيضا ارتفاع مستوى دعم أسهم الشركات الصغيرة في كل هبوط يتلو ارتفاعا يعطي انطباعا بمعرفتهم ـ أي كبار ملاك الأسهم ـ بقرب مسار مؤشر سوق الأسهم من القاع وترقبهم للارتداد القوي. من جهته، أشار لـ«الشرق الأوسط» جار الله سالم الجار الله محلل فني لمؤشرات السوق، أن مؤشر السوق لا يبرح أن يعود إلى منطقة الدعم المحصورة بين 7900 نقطة و8200 نقطة التي بكسرها يكون مؤشر الأسهم أعلن البدء بالبحث عن قاع جديد، موضحا أن المؤشرات الفنية تدل على أن المؤشر العام ارتد من دعم متوسط 25 يوما الذي كوّن قاعا واضح المعالم في الوقت الذي تنتظر فيه السوق انطلاقة شرارة البداية للصعود إلى المقاومة القوية عند منطقة 9200 نقطة.

وبين الجار الله، أنه ما زال سائدا في أوساط المتعاملين في سوق الأسهم ترقب المفاجآت والأخبار التي قد تعيد للسوق الثقة المفقودة حيث فشلت جميع الإعلانات الايجابية السابقة للشركات في رفع مستوى الثقة للسوق خاصة أن أخبار المنح وزيادات رأس المال أصبح تأثيرها معدوم بعكس السابق، وكذلك الأمر بالنسبة لترقب المفاجآت السعرية بالهبوط بعد ما حدث للسوق من انهيارات متوالية وصل بأسعار بعض الأسهم إلى مستويات مايو (آيار) 2004. في هذه الأثناء، لفت لـ«الشرق الأوسط» بدر الغيث مستثمر في سوق الأسهم، أن ما تمر به سوق الأسهم السعودية في هذه الفترة عبارة عن ظرف وقتي وبانتظار المرحلة الانتقالية بعد الانهيارات المتوالية لسوق الأسهم السعودية، مبينا أن المؤشرات الاقتصادية في البلاد تسير من حسن إلى أحسن حيث تعكس الفرص الاستثمارية التي بدأت تظهر ملامحها على بعض أسهم شركات السوق.

وشدد الغيث، على وجوب اتجاه المتداولين للاستثمار على مدى آمن وبخاصة في الشركات الواعدة بتوسعات مستقبلية وتحقيق أرباح فعلية والابتعاد عن المضاربات التي تحكمها الإشاعات حيث أصبحت هي المحرك الفعلي للمتداولين الأفراد.