الأسهم السعودية: السوق تخسر مكاسب عامين وتنزلق إلى مستوى عام 2004

المؤشر يتراجع 6% دفعة واحدة والانخفاض يطال معظم القطاعات

TT

واصل المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية تراجعه أمس، بخسارة جميع مكاسبه في عامي 2005 و2006 لينزلق إلى مستويات لم يصلها منذ عام 2004 ليغلق أمس على هبوط 6.04 في المائة حيث أغلق المؤشر العام لسوق الأسهم السعودي عند 7665.73 نقطة من خلال تداول 133.3 مليون سهم بقيمة 5.2 مليار ريال متأثرا بهبوط جميع القطاعات وفي مقدمتها قطاعي الزراعة والكهرباء اللذان أغلقا على النسبة الدنيا، وسط انخفاض جميع أسهم الشركات المدرجة في سوق الأسهم السعودية البالغ عددها 84 شركة دون استثناء. وجاء الهبوط العنيف أمس وسط ذهول من المتابعين والمحللين ليس لأن السوق تراجع بل على مدى فداحة وحدة خسارة المؤشر العام لهذا المستوى من الهبوط القاسي (6 في المائة) إذ كانت لم تتوقع أشد المتشائمين بمثل هذا الانخفاض في جلسة تداولات واحدة. وتأتي الأسعار التي وصلت لها معظم الشركات المدرجة في السوق أمس، لتعكس استمرارية الخسائر المتحققة في سوق الأسهم التي بلغت تراجع عامين متتالين من الصعود المتواصل الذي دفعه ايجابية المؤشرات الاقتصادية للبلاد التي ما زالت تتقدم للأفضل، هذه المؤشرات التي لا تستجيب لها سوق الأسهم السعودية منذ انهيار فبراير (شباط) الماضي. في هذه الأثناء، اعتبر شبيب الشبيب محلل فني لمؤشرات الأسهم السعودية، أن هذا الهبوط هو عبارة عن عد تنازلي لإعلان القاع السعري لمؤشر السوق حيث يرى أن نهاية الموجه الرابعة عند 7480 نقطة هي نهاية التصحيح. وأوضح الشبيب لـ«الشرق الأوسط» أن هناك دلائل تدل على وصولنا إلى نهاية الهبوط نقرأها في نفسيات المتداولين حيث أن الإشاعات السلبية والتشاؤم المفرط الذي يرى في السوق هو إشارة دائما ترشد إلى القيعان بعكس التفاؤل الذي يدل على القمم.

وأضاف الشبيب في قراءته للمؤشرات العامة، بأن السوق حاليا يعد في مرحلته الأخيرة من التصحيح بدلالة القرب من الارتداد عن منطقة قاع متكون قديما قبل عامين وهو بداية الموجة الصاعدة لسوق الأسهم التي دفعته للوصول إلى 21 ألف نقطة. من ناحيته، أشار لـ«الشرق الأوسط» عبد الرحمن العواد محلل فني لتعاملات السوق، إلى أنه بمجرد كسر مؤشر السوق لنقطة الدعم عند 8300 تمثل لكبار المضاربين خروج 75 في المائة من السيولة لأنه إشارة لتوجه مسار السوق لمستويات أدنى. ويتوقع العواد أن يرتطم السوق حاليا بمناطق دعم قوية الأولى عند مستوى 7400 نقطة والدعم الثاني عند مستوى 7200 نقطة، لافتا إلى أن الذي يؤثر في توجهات السوق هو الإشاعات التي يستقيها أغلب المتداولين والتي تتحكم بإتخاذ قراراتهم الاستثمارية المستقاة من المنتديات المنتشرة مؤخرا، والجوال، وعدم الاعتماد على التحليل العلمي الأساسي والفني. وزاد العواد بقوله «عندما يتساءل المساهم الذي يتجرع المرارة حاليا نتاج ما صنعت يداه، لا بد أن يفكر في مصدر الإشاعة التي كان يستقي منها المعلومات، وفي مصلحة من تصب». من جهة أخرى، أفاد جار الله الجار الله المحلل الفني المستقل، أن المؤشرات الفنية تعكس مدى خطورة تجاوز منطقة 8000 نقطة التي ربما تصل بمؤشر السوق إلى مستويات وخانات نقطية جديدة أشد عمقا مما تم رؤيته بالأمس، موضحا أن جميع المؤشرات الاقتصادية تشير إلى توفر البيئة المناسبة والقوية التي ترفع من تعزيز ثقة المتداولين في سوق الأسهم، وهي المعيار الأساسي التي لا بد أن ينطلق من عندها المتداول (الثقة في قوة الاقتصاد المحلي)، التي توضحه المؤشرات العامة وتقارير المؤسسات المالية في البلاد.

السعودية: «العبد اللطيف الصناعية» تستعد لطرح 30% من أسهمها للاكتتاب العام