المغرب يحقق مداخيل سياحية قياسية بقيمة 6 مليارات دولار في العام الحالي

قرب إطلاق صندوقي استثمار سياحي بقيمة 595 مليون دولار

TT

قال وزير السياحة المغربي عادل الدويري ان بلاده تترقب تحقيق مداخيل سياحية قياسية خلال السنة الجارية نتيجة نمو الرواج السياحي. وأشار الدويري، الذي كان يتحدث امس خلال افتتاح الدورة الرابعة للمناظرة الوطنية للسياحة في مدينة أكادير، الى أن مداخيل المغرب من السياحة ستناهز هذه السنة قيمة 50 مليار درهم (6 مليارات دولار)، اي بنسبة زيادة قدرها 22% مقارنة مع السنة الماضية، وذلك نتيجة تزايد عدد السياح الأجانب الوافدين على المغرب بنحو 15% خلال السنة الحالية.

وأوضح الدويري أن نسبة امتلاء الفنادق بلغت في المتوسط 50% خلال السنة الحالية مقارنة بنسبة 48% خلال السنة الماضية، مشيرا إلى أن هذه النسبة بلغت 69% في مراكش و60% في أكادير.

وأشار الدويري إلى وجود خصاص كبير في العرض الراقي نتيجة بطء إنجاز الوحدات الفندقية من الجيل الثالث، وقال «إنني أمارس ضغطا يوميا على المنعشين لتسريع وتيرة إنجاز المشاريع المبرمجة حتى نكون في الموعد المحدد لرؤية 2010».

وذكر الدويري أن المغرب قطع أشواطا كبيرة في تنفيذ استراتيجية النهوض بالسياحة التي وضعها في بداية الألفية، والتي حددت كأهداف لها إنجاز 160 ألف سرير جديد موزعة بين 130 ألف سرير في الوجهات الشاطئية ضمن برنامج «المخطط الأزرق»، و30 ألف سرير في الوجهات الثقافية، وذلك للتمكن من رفع مستوى الطاقة الإيوائية إلى 230 ألف سرير من أجل استقبال 10 ملايين سائح. وحسب تقديرات الوزارة فإن إنجاز هذه الأهداف سيتطلب استثمارات بقيمة 90 مليار درهم (11 مليار دولار). ويترقب أن تبلغ مداخيل السياحة في حال تنفيذ هذه الاستراتيجية نحو 80 مليار درهم (9.6 مليار دولار). ويرى الدويري أن المغرب قطع أشواطا مهمة في تحقيق هذه الأهداف، مشيرا إلى أن مداخيل السياحة ارتفعت من 22 مليار درهم (2.7 مليار دولار) في 2002 إلى 50 مليار درهم (6 مليارات دولار) في 2006، وقال «الآن أعتقد أننا دخلنا مرحلة الخط المستقيم الأخير في تنفيذ استراتيجيتنا، فقد حققنا تقدما كبيرا على مستوى تحرير وانفتاح النقل الجوي، وكذلك على مستوى التسويق وجلب الاستثمارات».

وعبر الدويري عن ارتياحه لمستوى تقدم تنفيذ المخطط الأزرق الذي يهدف إلى إنشاء 6 مناطق سياحية شاطئية مندمجة، مشيرا إلى التقدم الكبير في أشغال إنجاز محطة السعيدية في شمال المغرب من طرف المجموعة الإسبانية «فاديسا»، وإلى انطلاق أشغال إنشاء منطقة «موغادور» ومنطقة «لكسوس». كما تم توقيع اتفاقية تطوير منطقة «تاغازوت» قرب أكادير مع مجموعة من المستثمرين بقيادة صندوق الاستثمار «كلوني كابتل» خلال السنة الجارية، والتي تضمنت إنشاء منطقة عقارية وسياحية حديثة بقدرة إيوائية تقدر بنحو 21 ألف سرير وقيمة استثمارية تبلغ 12 مليار درهم. وترقب الدويري أن يتم تطويرمنطقة «الشاطئ الأبيض» قرب كلميم جنوب أكادير مع بداية السنة المقبلة. وأعلن الدويري عن قرب إطلاق صندوقين استثماريين من طرف مجموعات مصرفية مغربية، كل واحد منهما بقيمة 2.5 مليار درهم (300 مليون دولار). وقال ان الصندوقين سوف يستثمران في بناء الفنادق التي ستبقى في ملكيتهم، وسوف يفوضون تدبيرها لشركات عالمية متخصصة في تسيير الفنادق.

وقال الحسين الصاحب، مدير أنشطة السوق لدى مصرف «التجاي وفا بنك»، لـ«الشرق الأوسط»، ان صندوق الاستثمار الذي تسعى مؤسسته إلى إنشائه بشراكة مع مجموعة «البنك الشعبي» دخل أطواره الأخيرة وسوف يوقع أولى اتفاقياته خلال الربع الأول من السنة المقبلة. واضاف «لقد انتهينا من التركيبة المالية والقانونية للصندوق، ودرسنا نحو 40 مشروعا استثماريا في مختلف المواقع، وسوف نعلن عن النتائج الأولى خلال انعقاد المناظرة الدولية للسياحة بفاس في 3 مارس(اذار) المقبل».

ومن جهته، قال المهدي الطاهري، مدير عام «كابتال أنفست» التابعة لمجموعة «البنك المغربي للتجارة الخارجية» لـ«الشرق الأوسط» ان الصندوق الذي تكفلت مجموعته بإنشائه دخل مرحلته الأخيرة. واضاف «لدينا التزامات من مستثمرين محليين ودوليين بقيمة 500 مليون درهم، ونسعى لاستكمال مبلغ 2.5 مليار درهم بالترويج للصندوق خاصة في أوروبا والشرق الأوسط، ونتوقع أن نعلن عن أولى مشاريعنا في مارس المقبل».