الأسهم السعودية تنتظر السيولة الجادة ومستوى الـ8000 نقطة يتحول إلى مقاومة

انخفاض 53% من الشركات المتداولة.. وهيئة سوق المال تدرج «البابطين للطاقة» الثلاثاء

TT

كشفت معدلات هبوط سوق الأسهم السعودية أمس، بوضوح عن بداية رصف المؤشر العام لمنطقة مراوحته الجديدة، بعد انتظار القراءات الفنية لوضع المؤشر لتداولات الأمس، التي جاءت مخيبة للآمال بمواصلة السوق تسجيل الخسائر، وسط فشل ذريع لقوى الشراء لاختراق حاجز 8000 نقطة المستهدفة. وتحول ذلك المستوى من منطقة دعم رئيسية إلى نقطة مقاومة، حسب ما أوضحته تفاعلات التعاملات ومعطيات السيولة آخر 5 جلسات تداول، كان آخرها تداول الأمس الذي وصل فيها المؤشر إلى مستوى 7915 نقطة. ويرشح أن تكون المنطقة العامة الجديدة لمراوحة المؤشر العام لتداولات الأيام المقبلة، بين 7000 و8000 نقطة، وتحديدا في هذا الأسبوع، يتوقع أن تكون مستويات مراوحة السوق بين 7500 نقطة و8000 نقطة، ما لم تستقبل السوق نجدة فعلية من قبل سيولة جادة تسهم في انتشالها وبدء حركة صعودية نشيطة لتحطيم نقاط مقاومة جديدة فوق مستوى نقطة المقاومة الحالية. وبتداولات الأمس، ينكشف الأمر جليا فيما يخص وضع السيولة، التي أوضحت أن دخولها في فترات الهبوط الماضية كانت وهمية، يقصد منها تسجيل أرباح فعلية ثم الفرار مجددا خارج السوق، وهو ما يزيد المطالبة بضرورة دخول سيولة مؤسساتية جادة تبحث عن استثمار طويل المدى، كخيار فاعل يحقق مصالح كثيرة للسوق. وبلغت قيمة ما تداول في الأسهم السعودية أمس 8.3 مليار ريال (2.2 مليار دولار)، جاءت بعد تداول 233.5 مليون سهم، نفذت عبر 225.7 ألف صفقة، ليغلق المؤشر عند 7821.21 نقطة نهاية التعاملات، التي شهدت ارتفاع أسهم 15 شركة، مقابل هبوط لأسهم 63 شركة من أصل 84 شركة مدرجة في السوق (أي ما نسبته 53 في المائة من الشركات المتداولة) أسهمها واستقرار المتبقية. وفي شأن متصل، تدرج هيئة السـوق المالية بشركة إضافية ليرتفع عدد الشركات المدرجة إلى 85 شركة، حيث أعلنت أمس أنه سـيتم إدراج وبدء تداول سهم شركة البابطين للطاقة والاتصالات ضمن قطاع الصناعة بالرمز 2320 يوم الثلاثاء المقبل، لافتة إلى أن نسبة التذبذب ستكون للسهم مفتوحة لليوم الأول فقط، في حين ستتم إضافة السهم إلى مؤشرات السوق والقطاع بعد استقرار سعره. وهنا يكمن استفسار عن مدى ملائمة طرح أسهم الشركة في وقت تشتكي منه سوق الأسهم حاليا من شح في السيولة تدعم موقف مؤشرات الأسهم. في هذه الأثناء، يرى خالد بن صالح الشثري رئيس مجلس إدارة ثلاث شركات مساهمة هي: المتطورة وإسمنت تبوك وجازان للتنمية، أن التفاؤل وبرغم ما يجتاح الأسهم من خسائر متوالية، هو السمة التي لا بد أن يتحلى بها المتعاملون في سوق الأسهم، موضحا أن العوامل الأساسية المحيطة تقطع بمستقبل إيجابي جيد للأسهم السعودية.

وأكد الشثري لـ«الشرق الأوسط» أن السوق لا تزال تحتاج إلى مزيد من ضخ الثقة في نفوس المتعاملين وكشف مزيد من الزخم الحقيقي لواقع السوق ومحفزاته المنظورة، مشددا في ذات الوقت على أهمية تحرك الجهات المالية المختصة للجم وإخراس كافة محاولات الإحباط التي تشاهد في بعض الوسائل الإلكترونية، على رأسها منتديات الإنترنت.

وقال الشثري «على جميع الجهات أن تبادر بنفي أي إشاعة تخرج عنها أو تقع تحت اختصاصاتها، لأنها المصدر الوحيد الذي يمكن الوثوق برأيه، وستكون جهودها في إيضاح الإشاعة بتأكيد أو نفي، مصدر طمأنينة واستقرار لسوق الأسهم». وتوقع الشثري أن يواصل مؤشر سوق الأسهم المحلية مراوحته في مستويات بين 7000 و8000 نقطة، نتيجة الظرف النفسي المحيط بالمتعاملين، في حين يبقى المؤشر تحت مظلة تحرك إيجابي في الفترة المقبلة مع دخول العام المقبل 2007. من جهته، أفاد محمد الشميمري الرئيس التنفيذي لمكتب محمد الشميمري للاستشارات المالية، بأن سوق الأسهم أثبتت بتعاملات يوم أمس تواصلها في موجة هابطة في وقت لم تنفع معها الأنباء الإيجابية التي طرأت مؤخرا، كما هو حال تقارير المؤسسات المالية كـ«تامورا»، دويتشه بانك، وشعاع كابيتال، التي أكدت وصول مكررات الأرباح لمستويات منطقية جدا وباتت معظم الأسعار عادلة. وأضاف الشميمري لـ«الشرق الأوسط»، أن إشكالية السوق اتضحت عبر اهتزاز وفقدان السيولة للثقة اللازمة، مبينا أن الأموال التي ضخت خلال الأسبوع الماضي ورفعت بالمؤشر العام ما كانت سوى ارتدادات وهمية، بينما يحتاج السوق إلى سيولة جادة تنشله من حالته المحبطة، مشددا على أهمية دخول السيولة المؤسساتية التي تبحث عن استثمار طويل المدى في أدناه ثلاث سنوات، لتضيف استقرار سيولة فنيا. وتوقع الشميمري أن يستمر هبوط سوق الأسهم ودخوله في مرحلة اختبار عدد من نقاط الدعم، التي ستكون تاريخية، من بينها مستوى دعم عند 7470 نقطة، ستشهد خلالها ارتدادات ربما تكون وهمية ما لم تبحث السيولة المشاركة في الارتداد عن الفرص الاستثمارية، مضيفا أنه في حال توجه السيولة لشركات المضاربة فإن سمة الهبوط ستكون هي الأقرب لوضع السوق. وأفاد عبد المحسن الهويدي مستثمر في سوق الأسهم في حديثه لـ«الشرق الأوسط» بأن الوضع المتأزم في خلق فرصة واضحة لصعود المؤشر وانعتاقه من مستوياته الحالية، يزيد من الوضع النفسي المأساوي للبقية المتبقية من المتعاملين.