شركات الطيران العالمية تقلص خسائرها إلى 500 مليون دولار في 2006

توقعات بتحقيقها 2.5 مليار دولار أرباحا في 2007 بعد 6 أعوام من الخسائر

TT

باريس ـ (اف ب): بعد إعادة هيكلة مؤلمة يعود قطاع النقل الجوي ليثير مجددا اهتمام المستثمرين كما يتبين من شراء شركة الطيران الاسترالية كنتاس بقيمة قياسية ومن المناورات الكبرى التي تشهدها السماء الاميركية.

وتفيد آخر التوقعات للاتحاد الدولي للنقل الجوي (اياتا) التي نشرت هذا الأسبوع، ان الشركات الدولية ستعود لتسجل العام المقبل أرباحا للمرة الأولى منذ العام 2000 والربح المتوقع لهذا القطاع يقدر بـ 2.5 مليار دولار بالرغم من أسعار الوقود المرتفعة، أي أكثر من الربح العام الذي كان الاتحاد يتوقعه في السابق وهو 1.9 مليار دولار.

واعتبارا من هذا العام ينتظر ان يعيد القطاع خسارته إلى 500 مليون دولار. وفي هذا الصدد قال كبير الخبراء الاقتصاديين في الاتحاد الدولي للنقل الجوي براين بيرس «نعتقد اليوم ان القطاع عاد تقريبا ليسجل أرباحا» موضحا «ان كل الخسائر تقريبا تشمل سوق اميركا الشمالية».

ومع الجهود الكبيرة لخفض التكاليف ما زالت شركات الطيران اليوم في وضع هش لكنه ثابت بعد ان خسرت مبالغ متراكمة قدرت بحوالى 40 مليار دولار في الإجمال منذ العام 2001 والاعتداءات في الولايات المتحدة التي أغرقت القطاع في الأزمة. فضلا عن ذلك واجهت هذه الشركات ارتفاعا كبيرا في أسعار الكيروسين، خصوصا ان أسعار النفط الخام تضاعفت ثلاث مرات في غضون أربع سنوات. وفجأة عاد القطاع ليكون محط اهتمام. فشركة كنتاس سيتم شراؤها من البنك الاسترالي ماكواري وصندوق الاستثمار الاميركي تكساس باسيفيك غروب بقيمة 8.7 مليار دولار، وهو مبلغ غير مسبوق بالنسبة لشركة طيران. وفي الوقت نفسه هبت رياح جديدة ايجابية بالنسبة للنقل الجوي في الولايات المتحدة مع محادثات تجري حاليا لاندماج بين شركتي كونتيننتال ويونايتد ايرلاينز بحسب الصحافة المحلية.

وتأتي هذه المحادثات اثر عرض بسعر 8 مليارات دولار أعلنته قبل شهر شركة يو.اس ايروايز التي تعتبر سادس شركة طيران وطنية، لشراء شركة دلتا ايرلاينز التي تعد الثالثة. ولخص ريتشارد ابولافيا المحلل في مكتب الاستشارات «تيل غروب» الوضع بقوله «ان مبيعات البطاقات بدأت تستعيد حركتها. وأسعار البترول تراجعت قليلا، بعبارة أخرى هناك ما يكفي من الأمل في الأفق ليسمح للقطاع المالي بمثل هذا التطور».

إلى ذلك وعلى درجة اقل أعلنت الشركة الجوية الاميركية ذات الكلفة المنخفضة «ايرتران ايروايز» الأربعاء الماضي انها قدمت عرضا لشراء منافستها ميدويست ايرلاينز بقيمة 290 مليون دولار.

وفي أوروبا ما زال القطاع يعاني من وضع هش ما يدفع أيضا إلى عمليات تقارب. فبعد «اير فرانس» و«كي.ال.ام» و«لوفتهانزا» و«سويس» تسعى الشركة الايطالية الوطنية بدورها لإيجاد شريك من اجل ان تتجنب المصير الذي لاقته شركة سابينا البلجيكية التي لم تعد موجودة.

وقد وافقت الحكومة الإيطالية التي ما زالت تملك 49.9 في المائة من أسهم شركة «أليتاليا» لتوها على التخلي عن قيادة الشركة من خلال بيع حوالى 25 في المائة من الأسهم.

وترتبط «أليتاليا» أصلا مع اير فرانس-كي.ال.ام باسهم متقاطعة بنسبة 2 في المائة وقد عاودت الاتصالات لدراسة عملية اندماج محتملة مع شريكتها. لكن روما تفضل ان تكون الشركة الوطنية من نصيب مستثمرين إيطاليين.