رئاسة الاتحاد الأوروبي تبحث في موسكو ملف الطاقة وإزالة العوائق أمام إبرام اتفاقية للشراكة

بعد توقف ضخ النفط من روسيا إلى ألمانيا وأوكرانيا وبولندا

TT

تقوم المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل التي تتولى بلادها الرئاسة الحالية للاتحاد الاوروبي اليوم الاحد بزيارة الى روسيا تلتقي خلالها عددا من المسؤولين الروس. وتأتي الزيارة في اعقاب تصريحات لعدد من المسؤولين داخل مؤسسات المجموعة الاوروبية الموحدة اظهرت القلق من الاعتماد الاوروبي على مصادر الطاقة القادمة من او عبر روسيا.

ونقلت مصادر الرئاسة الالمانية للاتحاد الاوروبي ببروكسل امس عن ميركل تصريحات قبل وقت قصير من مغادرة برلين في طريقها الى موسكو قالت فيها إن موضوع الطاقة سيكون في صلب محادثاتها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأبدت ميركل رغبتها في أن تتجاوز سريعا الصعوبات التي تقف حائلا أمام مفاوضات ابرام اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الاوروبي وروسيا.

يذكر أن موجة من الانتقادات عمت الدوائر السياسية والاقتصادية في ألمانيا عقب توقف ضخ خط النفط من روسيا الى ألمانيا وأوكرانيا وبولندا عبر بيلاروسيا وبرز على السطح مجددا تمديد عمل مفاعلات الطاقة النووية في ألمانيا للحد من التبعية لروسيا في مجال الطاقة.

وجاء ذلك بعد ان طالبت ميركيل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بانتهاج سياسة أمينة وصادقة مع الاتحاد الاوروبي من خلال واردات الاتحاد للنفط والغاز الطبيعي من روسيا وعدم اتخاذ سياسة المساومة مع الاوربيين اذا ما وقع خلاف بين روسيا والدول التي تقع بين روسيا والاتحاد الاوروبي مثل اوكرانيا وروسيا البيضاء مؤخرا عندما عمدت موسكو الى إغلاق منشأة منطقة دروشبا النفطية في وقت سابق هذا الشهر جراء خلاف بين موسكو ومينسك حول أسعار مرور البترول الروسي بين البلدين الى اوروبا. وأبلغت ميركيل للصحافيين انها ستؤكد لبوتين أثناء مباحثاتهما في موسكو حرص المانيا والاتحاد الاوروبي على علاقات قوية مع بلاده.

وقبل وصولها بساعات قليلة وفي محاولة لطمأنة الجانب الاوروبي أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا ستبذل كل ما بوسعها لتنفيذ التزاماتها أمام مستوردي موارد الطاقة الروسية. جاء ذلك في كلمة له في حفل تسلم أوراق اعتماد سفراء عدد من الدول الأجنبية. ولفت إلى أن روسيا كانت تحرص على الوفاء بالتزاماتها كمصدر أمين للنفط والغاز وغيرهما من موارد الطاقة خلال عشرات السنين مؤكدا أن روسيا ستستمر في الوفاء بالتزاماتها.

وكانت تقارير اعلامية قد نقلت عن وزير الخارجية الالماني فرانك شتاينماير قوله بان بلاده تشعر بالقلق من جراء الاعتماد الاوروبي على مصادر الطاقة من روسيا وشدد على ضروروة العمل من اجل تحديد اللوائح المنظمة لاستهلاك الطاقة وخفض التبعية لها وقال الوزير «ان هناك بعض التطورات التي تثير قلق الجانب الاوروبي في روسيا ويجب في الوقت نفسه ان لا نغفل ان ما يربطنا بها ليس التاريخ المشترك فقط.

وفي اطار السياسة الاوروبية التي ترمي الى تفادي تعرض الاتحاد الاوروبي لازمة قد تهدد وصول مصادر الطاقة اليه عبر الاراضي الروسية على غرار ما وقع في اعقاب الخلاف الروسي الاوكراني ثم الخلاف بين موسكو وروسيا البيضاء توصل الاتحاد الاوروبي في ديسمبر (كانون الاول) الماضي الى اتفاق لتطوير العلاقات مع جمهورية كازاخستان احدى دول الاتحاد السوفياتي السابق ويسمح الاتفاق الجديد بتسهيل حصول الاتحاد الاوروبي على البترول والغاز من الجمهورية التي تقع في اسيا الوسطى وبذلك يقل بشكل كبير الاعتماد الاوروبي على روسيا في هذا الصدد.

وقد وقع الاتحاد الأوروبي وكازاخستان على مذكرتي تفاهم لدعم التعاون بين الجانبين في مجال الطاقة والاستخدام السلمي للطاقة النووية. وعقب التوقيع أكد رئيس المفوضية الأوروبية، خوسيه مانويل باروسو أن هذين الاتفاقين يؤسسان لتعاون أوثق بين الطرفين في مجال الطاقة بما يخدم مصالحهما المشتركة. ويحدد الاتفاقان سبل دعم التعاون بين الاتحاد الأوروبي وكازاخستان في مجال أمن الطاقة، والتعاون الصناعي في هذا القطاع، وتبادل المعلومات والتنسيق فيما يتعلق بالسياسات الخاصة بذلك، والتعاون في مجال تطوير البنية الأساسية الخاصة بنقل إمدادات الطاقة واستحداث تكنولوجيا نظيفة تحترم المعايير البيئية. وتعد كازاخستان من أهم الدول المنتجة للطاقة في منطقة بحر قزوين حيث يتوفر لديها احتياطي من البترول يبلغ 9 مليارات برميل واحتياطي من الغاز الطبيعي يقدر بتريليوني متر مكعب. كما تملك كازاخستان أيضا حوالي 20% من الاحتياطي العالمي من اليورانيوم. وكان الاتحاد الأوروبي قد وقع اتفاقات مماثلة مع العديد من الدول الهامة كدول منتجة أو دول عبور لإمدادات الطاقة للدول الأعضاء في الاتحاد مثل أوكرانيا وأذربيجان. كما يتوقع إقرار اتفاق في مجال الطاقة قريباً بين الاتحاد الأوروبي والجزائر، «حيث المفاوضات بشأنه وصلت إلى مرحلة متقدمة».