السعودية واليونان تدعوان للاستثمار المشترك

خلال زيارة وفد سعودي رفيع إلى أثينا

TT

دعت كل من المملكة العربية السعودية واليونان، رجال الأعمال في كلا البلدين للاستثمار المشترك والتعاون في جميع المجلات التجارية والاقتصادية المتاحة، التي تعود بالنفع على شعبي البلدين، وقد تكررت تلك الدعوة في جميع اللقاءات، التي عقدتها مجموعة من أعضاء مجلس الشوري السعودي، التي تزور اليونان حاليا، بهدف دعم العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتعليمية والسياسية، بين أثينا والرياض.

وكان الرئيس اليوناني كارلوس بابولياس قد استقبل، أول من أمس في قصر الرئاسة اليونانية وسط أثينا، مجموعة الصداقة البرلمانية السعودية ـ اليونانية، برئاسة الدكتور فهد الشمري، مع مجموعة الصداقة البرلمانية اليونانية السعودية، برئاسة كوستاس كاربيناس والسفير السعودي لدى اليونان محمد بن حمود القحطاني، وأشاد الرئيس اليوناني بالعلاقات السعودية اليونانية، ودعا إلى التعاون والاستثمار المشترك بين البلدين.

كما شهد البرلمان اليوناني لقاء مجموعتي الصداقة من البلدين برئيسة البرلمان اليوناني أنه بسارودا بيناكي، التي شددت على أن المجال الاقتصادي من أهم المجالات التي لها أولوية في التعاون، حيث أن هذا المجال، يهم اليونان كما يهم السعودية، وقالت: «إن العلاقات في هذا المجال مجدية إلى حد ما، ولكن نريد تنمية مجالات الاستثمارات والاستيراد والتصدير والملاحة البحرية والسياحة، وهناك مواضيع أخرى عديدة يمكن التعاون فيها». وذكرت بيناكي، في حديثها أمام مجموعة الصداقة البرلمانية من البلدين، أن العلاقة بين أثينا والرياض وثيقة وتعود إلى القدم، ولكن خلال السنوات القليلة الماضية، كانت هناك فرصة للتعاون، وبناء علاقات دولية ممتازة، خاصة بعد نجاح زيارة الرئيس كارلوس بابولياس الى المملكة ولقائه خادم الحرمين الشريفين العام الماضي، وموضحة أن هناك مواضيع كثيرة مفتوحة لمساعدة تنمية وتطور البلدين.

كما التقى الوفد السعودي ووزير الدولة اليوناني للشؤون الاقتصادية الخارجية ايفريبيديس ستيليانيديس، الذي ذكر أنه بصدد تنظيم وفد من رجال الأعمال اليونانيين لزيارة السعودية خلال شهر مايو (أيار) المقبل، حتى يتمكن رجال الأعمال من الاطلاع على المشاريع الاستثمارية على ارض الواقع.

وخلال الاجتماع، الذي عقدة ستيليانيديس مع الوفد السعودي وحضرته «الشرق الأوسط»، أوضح أن اليونان من الممكن أن تكون جسرا للاستثمارات والمشاريع السعودية إلى دول البلقان وأوروبا، ونفس الدور من الممكن أن تلعبه السعودية، بأن تكون جسرا للاستثمارات اليونانية تجاه العالم العربي وقارة آسيا، وذكر أن أكثر من 3500 شركة يونانية تزاول نشاطها في منطقة جنوب شرق أوروبا، وحجم استثماراتها تزيد عن 12 مليار يورو، وبهذا الشكل تم توفير 200 ألف فرصة عمل في جنوب شرق أوروبا، وأن هناك 1200 فرع لبنوك يونانية تعمل في المنطقة، وتتحكم في حوالي 20 في المائة من السوق المصرفي في البلقان، بما فيها تركيا.

كما أعرب أعضاء الوفد السعودي عن رغبتهم في زيادة المعارض التجارية بين البلدين، سواء معارض سعودية في اليونان أو معارض يونانية في السعودية، وأيضا الرغبة في زيادة الاتفاقيات، التي تشجع على الاستثمارات المشتركة، موضحين أن المملكة تشهد مرحلة جديدة من البناء والتشييد، كما تشهد مناخا استثماريا جيدا.

وأثناء اللقاءات المشتركة بين الوفد السعودي والمسؤولين اليونانيين، تساءل أحد الأعضاء اليونانيين عن دور المملكة في أسعار البترول والطاقة، وذكر أعضاء الوفد السعودي أن موقف المملكة من الأسعار العالمية موقف معتدل، وأن المملكة حريصة على الحفاظ على أسعار معتدلة للطاقة، بما فيه مصلحة الدول المنتجة والدول المستهلكة، وأشار إلى «منتدي الطاقة»، الذي عقد بالرياض أخيرا لمناقشة هموم المنتجين وهموم المستهلكين وأن المملكة تخصص جزءا من مواردها لمساعدات الدول النامية، ومواقفها دائما مواقف معتدلة داخل منظمة اوبك، وأن المساعدات السعودية من البترول إلى الدول النامية وصلت الى نحو 50 مليون دولار.

يذكر أن الوفد البرلماني السعودي، الذي ترأسه الدكتور فهد الشمري، ضم ايضا كلا من الدكتور محمد آل زلفة من اللجنة الاعلامية والدكتور طلال ضاحي من اللجنة الاقتصادية، والدكتور علي العنزي من لجنة الشؤون الخارجية، والدكتور باسم آل إبراهيم من اللجنة التعليمية وعبد المجيد الصالح من المراسم، ومشعل الشعلان من الشؤون الإعلامية.