منتدى عربي ودولي يبحث في لندن دور المرأة كمحرك أساسي للنمو الاقتصادي

100 مليون وظيفة حاجة العالم العربي قبل 2020

TT

أجرى المنتدى العربي الدولي للمرأءة في مقر وزارة الخارجية البريطانية في لندن امس جلسة هامة من المباحثات والمناقشات المتعلقة بتقييم ما تم انجازه حتى الآن على صعيد التوصيات التي رفعت في المؤتمرات السابقة بخصوص تمكين المرأة من لعب دور كبير في مجتمعاتها وتنمية اقتصاديات هذه المجتمعات وبالتالي اخذ دورها الى جانب الرجل في خلق بيئة منفتحة ومزدهرة. بالإضافة الى تثبيت حقها في التعليم والتنافس مع رجال الأعمال في البلدان العربية وخارجها. وقد شارك في عمليات التقيم كل من رئيس المنتدى هيفاء الكيلاني والمتحدثة باسم البنك الدولي نظيرة شاملو والناطقة باسم المفوضية الاوروبية دومنيك داليكور. جميع المناقشات اكدت على ضرورة العمل الجدي لنقل الأفكار والمشاريع والتوصيات الى حيز التنفيذ رغم الصعوبات والمعوقات القانونية والسياسية والإجتماعية والدينية في العالم العربي التي تقف امام تحقيق مساواة بين المرأْة والرجل في الحقوق والواجبات. يسلط المنتدى (تشارك فيه نخبة من سيدات الاعمال والمجتمع والسياسة) الضوء بشكل عام على دور المراْة في قطاع الاعمال التجارية رغبة بالإطلاع على الوسائل التي يمكن للمرأة ان تسهم من خلالها في المشاريع الإقتصادية المحلية، إذ ان قدرات المراْة تتأثر عادة وبتفاوت في مواجهة مشاكل هامة مثل التعليم والتدريب والهجرة من الريف الى المدينة ومعوقات الدعم المالي للحصول على قروض مختلفة، اكانت كبيرة ام صغيرة.

وتشير بعض الدراسات الى ان المرأة العربية حققت انجازات اقتصادية مميزة في السنوات القليلة الماضية، ورغم ان عدد الوظائف الخاصة بها منخفض جدا هناك مؤشرات واعدة بأن عدد النساء العاملات في تزايد خصوصا في الشريحة التي تقع بين سن 25 و44 سنة.

وفيما يؤكد البنك الدولي ان 14 في المائة من المؤسسات العربية ملكا لسيدات الاعمال ، تشير هذه الدراسات الى وجود حاجة ضخمة للمهرات والكفاءات النسائية في اختصاصا الإدارة. ومن المعروف ان المرأة العربية لا تزال تواجه صعوبات تحول دون وصولها الى مواقع قيادية في المؤسسات التجارية بسبب عدم الدراية بالفرص المتوفرة للمراْة. وفي لقاء مع «الشرق الاوسط» قالت رئيس المنتدى هيفاء الكيلاني ان «تركيزنا اليوم كان على موضوع المرأة كمحرك للنمو الاقتصادي في العالم العربي وهذا التركيز ابتدأ منذ تأسيس المنتدى لأننا نؤمن بدور فعال للمرأة في كامل المجتمع لكن بشكل خاص بالتنمية الإقتصادية لأننا نؤمن ان التنمية الإقتصادية في الاساس تؤدي الى تثبيت الاستقرار والسلم في المنطقة. حين ننظر الى اميركا او اوروبا نرى ان سيدات الاعمال في تأسيسهن للمشاريع الصغيرة والكبيرة والمتوسطة الحجم يساهمون في خلق حركة اقتصادية قوية وفي تقدم اقتصاديات بلدانهم والبلدان الاخرى وخلق وظائف عديدة وجديدة». وعن حاجات العالم العربي في هذا الإطار وطبيعة تحرك المنتدى وشركائه اضافت الكيلاني، «نحن في العالم العربي بحاجة الى خلق 100 مليون وظيفة قبل العام 2020 وهناك 100 مليون من أصل 300 مليون من عدد سكان العالم العربي اعمارهم بين 12 و 24 عاما فهذا يعني انه لدينا مشاكل كبيرة وطاقات كبيرة نحن نركز على الإستفادة من الطاقات الموجودة بالتعاون مع حلفائنا، خاصة ان لدينا اتفاقيات مع حلفائنا خاصة ولدينا اتفاقية تسمى اتفاقية «برشلونة» التي تعني بالتنمية الإقتصادية والأجتماعية في العالم العربي، فعلينا ان نعمل عربيا عربيا وعربيا اوروبيا ودوليا، لكننا نركز في توصياتنا وتقريرنا كيف نتعامل مع موضوع المرأة واجرينا بعض التوصيات وعرضناها على الدول العربية والجامعة العربية والإتحاد الاوروبي وكل المنظمات الدولية المعنية بهذا الإطار. وركزنا في هذه التوصيات على مسائل التعليم والمهنية وتغيير القوانين واعطاء مجال للمرأة لكي تبرز ويتم تقبل دورها في العمل وتغيير صورتها في وسائل الإعلام بشكل عام. لقد قمنا بوضع توصيات مهمة فعلا». باية حال فإن المنتدى اليوم اراد ان ينظر لهذه التوصيات التي قدمت لجميع الشركاء بالإضافة الى التقارير التي سيرفعها هؤلاء لعرض ما انجزوه وقدموه حتى الآن مثل الجامعة العربية والإتحاد الاوروبي والبنك الدولي وشركة «أي بي ام» ووزارة الخارجية البريطانية. والى هذا يعتبر اليوم يوم تقييم للخطوات او الإنجازات التي تمت. وعلى هذا الاساس سيتم رفع تقرير جديد حول النتائج ومتابعتها. وسيقوم المنتدى بعقد مؤتمر في اليوم العالمي للمرأة في 8 مارس (آذار) في لندن للتركيز على دور المرأْة كمحرك للنمو الإقتصادي وتحقيق الإستقرار والسلم في منطقة الشرق الاوسط.