ميريل لينش: سوق النفط تسير في الاتجاه المعاكس وتوقعات بازدياد تقلبات الأسعار في 2007

في ظل استقرار مستويات المخزون واضطراب أسهم قطاع الطاقة

TT

ذكر تقرير لميريل لينش ان تصنيف قطاع الطاقة في اكتوبر (تشرين الاول) 2006، كان توصية مبكرة الا ان السوق اتجهت آنذاك في الاتجاه المعاكس، ويشير التقرير الى انه نظراً الى حجم التقلبات والاتساع في أسعار النفط والأسهم المرتبطة بالطاقة في الأشهر القليلة الماضية وتوقعنا ازدياد التقلبات في السوق في أوائل 2007، رأينا من باب الاحتراس تحديث نظرتنا الحالية الى القطاع. ويشير التقرير الذي تسلمته «الشرق الأوسط» أمس الى اسعار النفط حيث يذكر بان الفرق الكبير منذ تاريخ تخفيض تصنيف قطاع الطاقة واليوم هو انه حصل ارتداد قوي في أسعار النفط ثم تراجع. في 3 اكتوبر (تشرين الاول) حيث بلغ خام غرب تكساس 58.56 دولار للبرميل وهو اليوم يقارب 52 دولاراً. فهل يستمر النفط في الهبوط ام يستقر حول 50 دولاراً؟ يصعب التكهن بالوجهة التي سيسلكها ولكن يبدو بالتأكيد ان الذروة قد أصبحت وراءنا وبما ان غالبية أسعار الاسهم مرتبطة الى حد بعيد بسعر السلعة فهذا لا ينبئ بالخير. كما ان الطقس يزيد الصورة تعقيداً، فدرجات الحرارة هي عالية على غير المألوف في أجزاء واسعة من الولايات المتحدة، وهنا يجب ان نذكر انه ليست لتخفيض التصنيف في هذا القطاع اية علاقة بأنماط الطقس، لكن مع ذلك، أضاف الطقس ضغطاً نزولياً الى السلعة والقطاع.

وعلى امتداد التغير بالأسعار، شهدنا ايضاً ارتفاعاً طفيفاً بمؤشر أسعار منتجات النفط والغاز (قوة تسعيرية)، مع اننا نعتقد ان اتجاه الأمد الطويل السلبي يبقى بمجمله. ربما كان التدني الكبير الذي حصل في أكتوبر (تشرين الاول) كان المفارقة وفي كلا الحالين نعتقد ان القوة التسعيرية هي في تدهور، رغم ان المعطيات الشهرية قد تبقى متقلبة. اما في جانب المخزون فيشير التقرير الى ان مستويات المخزون لدى دائرة الطاقة في الولايات المتحدة لمنتوجات الخام والمقطّرات ومنتجات البنزين هي حالياً فوق المعدلات الموسمية. كما ان الخام والمقطّر هما ايضاً فوق معدلاتهما السنوية للسنوات الخمس الاخيرة. ان البنزين هو تماماً فوق المعدل الطويل الامد، بعد أربعة أسابيع من التكديس. وبينما الحرارة المعتدلة في كثير من مناطق الولايات المتحدة لعبت دورها في المحافظة على مستويات المخزون عالية خلافاً للمعتاد، كنا قلقين على المخزونات حتى قبل حلول الشتاء. لا يبدو ان منتجي أوبك راغبون في خفض الانتاج بحدة وإعادة قدرة التكرير في الولايات المتحدة الى المستويات المعتادة، ثم ان الطلب العالمي وان ظلّ كافياً، يرجّح ألاّ يتسارع في الامد القصير. اما من ناحية الجيوسياسية فان أسعار السلع عامة بلغت الذروة ثم بدأت تنحدر، بعضها أخذ في الهبوط بحدة (النحاس). فهل هذا يعني شيئاً بالنسبة الى النمو العالمي؟ فالخطر الكبير الذي واجهنا عندما خفضنا تصنيف القطاع كان ان يأتي النمو العالمي أقوى قليلاً من المتوقع او ان يحصل اختلالات بالامدادات من الشرق الاوسط او كلاهما. (جاءت مؤخراً أخبار اختلالات بالانتاج في روسيا لكن ذلك لم يكن كافياً لزعزعة السوق). تتكهن ميريل لينش ان الناتج الداخلي الاجمالي سيرتفع بمعدل 2.2% في كل من الأقاليم المتقدمة (الولايات المتحدة ومنطقة اليورو واليابان) ونحو 8% في آسيا. ينجم عن ذلك، انه لا يبدو في هذه الآونة، ان هذا يشكل خطراً على سوق الطاقة.