الأسهم السعودية تفقد 8.5 مليار دولار من قيمتها السوقية في أسبوع

تراجعت إلى 288.8 مليار دولار.. وتعليق تداول الشركات الخاسرة يرغم المتعاملين على البحث في أرشيف التحليل المالي

TT

فقدت سوق الأسهم السعودية نحو 12 في المائة من قيمتها السوقية خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من العام الجديد 2007، بعد أن زار مؤشرها العام، مستويات قديمة غادرها منذ الـ20 من أكتوبر (تشرين الأول) 2004 بإغلاقها لهذا الأسبوع عند مستوى 6987.86 نقطة. وأدى هذا الانخفاض إلى أن تفقد السوق نحو 32 مليار ريال (8.5 مليار دولار) من قيمتها السوقية خلال الأسبوع الجاري لتصل إلى 1.08 تريليون ريال (288.8 مليار دولار). وشهدت سوق الأسهم هذا الأسبوع إعلان 69 شركة في السوق لنتائجها المالية والتي عكست أرباح تاريخية وقياسية لم تتجاوب معها السوق إلا فترة تداول واحدة داخل الأسبوع لتبدأ مسلسل الهبوط عاكسة التوقعات، بإضافة هذه الإعلانات زخم قوي يدفع مؤشر السوق إلى استعادة عافيته.

ووفقا لتقرير منشور لبنك الرياض، فإن الأرباح الصافية للشركات التي أعلنت نتائجها بلغت 74.3 مليار ريال (19.8 مليار دولار) في عام 2006، بارتفاع 18.2 في المائة عن عام 2005، مقابل ارتفاع 42 في المائة في عام 2005 عن عام 2004.

وأشار البنك في تقريره إلى أن الأرباح الصافية لهذه الشركات في الربع الأخير لعام 2006، بلغت نحو 16.9 مليار ريال، بارتفاع 8.2 في المائة عن الربع الرابع عام 2005م، ولكن بانخفاض 15.7 في المائة عن الربع الثالث للعام الماضي 2006. وبدأت سوق الأسهم السعودية تعاملاتها لهذا الأسبوع على انخفاض إلى مستوى 7077 نقطة مقتربة من أدنى ما حققه المؤشر العام المتمثل بمستوى 7029 نقطة، وفي اليوم التالي أظهرت السوق تماسكا فوق 7000 نقطة لتبدأ ملامح ارتفاع في يوم الاثنين مدفوعا بإعلانات بعض الشركات القيادية لنتائجها المالية. ولاقت هذه النتائج ردة فعل إيجابية مصحوبة بطلبات شراء قوية، أرغمت المؤشر على ملامسة 7348 نقطة، ليصبح هذا المستوى أعلى ما وصلت إليه السوق هذا الأسبوع. لكن السوق لم تستطع أن تصمد وبدأت الهبوط القوي في اليومين الأخيرين لتنهي تعاملات الأسبوع خاسرة 227 نقطة بمعدل 3.1 في المائة، مقارنة بالأسبوع الماضي عبر تداول 1.15 مليار سهم بقيمة 41.3 مليار ريال (11.03 مليار دولار). يذكر أن قيمة التداول انخفضت هذا الأسبوع بمعدل 4.6 في المائة عن الأسبوع السابق. وكشفت تعاملات اليوم الأخير لهذا الأسبوع كسر المؤشر العام لأدنى نقطة عند مستوى 7029 هذه المنطقة التي أوحت للجميع بقدرتها على حمل المؤشر للانطلاق إلى مستويات عليا أو على الأقل استقراره فوقها، خصوصا بعد ظهور الأرباح القياسية لأغلب الشركات القيادية. وأدى تجاوز هذا المستوى إلى مواجهة السوق لكميات بيوع قوية من قبل المتعاملين خوفا من مواصلة الهبوط في الأسبوع المقبل، لأن هذا المستوى يعتبر عند الأغلبية بكسره إشارة خروج من السوق.

وأرغمت القرارات الأخيرة لهيئة سوق المال بشأن تعليق أسهم بعض الشركات الخاسرة إلى بحث المتعاملين في أرشيف التحليل المالي والتقصي عن القوائم المالية للشركات كبادرة ايجابية ونقطة تحول تاريخية يسلكها المتعاملون في السوق. واستقبلت السوق في بداية هذا الأسبوع إدراج أسهم شركة «المتقدمة» والتي أنهت الأسبوع عند مستوى 17.75 ريال بارتفاع 77.5 في المائة عن قيمة الاكتتاب البالغ 10 ريالات. إلا أن الهبوط الذي عانت منه السوق جرف هذا السهم لينهي تعاملات الأسبوع الأول له عند مستوى 15 ريال خاسرة 15.4 في المائة، مقارنة بإغلاق أول يوم تداول.

* المؤشر العام: يتضح من سير المؤشر العام في هذا الأسبوع، ومن خلال كسره لمنطقة دعم عند مستوى 7050 التي استطاعت ردعه عن الهبوط 3 مرات متوالية، يوحي بتحول هذا المستوى لمنطقة مقاومة. وبإغلاق يوم الأربعاء تتضح بعد ارتداد المؤشر العام من مستوى 6854 نقطة محاولة السوق في الأسبوع المقبل تجاوز هذا المستوى ليستعيد قواه أو العودة إلى مستوى الدعم الجديد والقوي عند مستوى 6730 نقطة.

* البنوك:

استطاع مؤشر قطاع البنوك التأثير على المؤشر العام عبر تحقيقه لمستويات دنيا جديدة، ولم يستطع هذا القطاع جذب أنظار المتداولين بالرغم من الإعلانات الايجابية المتوالية على شركاته لسلوكه المسار الهابط، وانهى هذا القطاع تعاملاته منخفضا 5.5 في المائة.

* الصناعة أنهى قطاع الصناعة تداولاته محققا مستويات على ارتفاع 1.3 في المائة عن إغلاق الأسبوع الماضي، مدفوعا بالإعلانات الايجابية لشركة سابك التي قادته للوصول إلى مستوى 15200 قبل أن يعود إلى مسايرة السوق بالهبوط. وما زال هذا القطاع مستقرا فوق مستويات دعم قوية عند 14700 نقطة.

* الإسمنت أغلق هذا القطاع بارتفاع طفيف مقارنة بأسبوع التعاملات الماضي، بعد بقائه فوق نقطة دعم عند مستوى 5700 نقطة. ويدل استقراره فوق دعمه السابق، مخالفا بذلك مؤشر السوق وكذلك اتجاهه إلى الارتفاع إلى الثقة عند المتداولين في هذا القطاع الذي يهواه كثيرا من المستثمرين. حيث يعقد عليه المتابعون لمؤشراته الاقتصادية آمالا كبيرة لمساعدة مؤشر سوق الأسهم السعودية على الاستقرار، مشاركا القطاعات المؤثرة في الفترات المقبلة لظهور بعض الإعلانات الايجابية لنتائجه المالية وازدهار القطاع الأسمنتي بسبب توجهات الدولة لإنشاء المدن الصناعية وغيرها.

* الخدمات أنهى هذا القطاع تعاملاته هذا الأسبوع على انخفاض قوي بمعدل 9.2 في المائة، مقارنة بالأسبوع الماضي من التعاملات. ويرجح هذا الانخفاض أولا مسايرته للسوق، بالإضافة إلى تعليق أسهم شركة أنعام القابضة التي تعتبر من الشركات المؤثرة في هذا القطاع، لا سيما بسبب كثرة تداول أسهمها والتي تصل في أحايين إلى تداول جميع أسهمها مرتين في اليوم الواحد، خاصة عندما كان السوق في حالة ارتفاع. إضافة إلى ذلك احتوائه على عدة شركات تعتبر من الشركات الخاسرة الطاردة للسيولة.

* الكهرباء أنهى قطاع الكهرباء تداولات الأسبوع على انخفاض بمعدل 5.7 في المائة عن إغلاقه في تداولات الأسبوع الماضي، وتعكس الكميات المتداولة داخل القطاع عزوف السيولة عن هذا القطاع.

* الاتصالات أنهى قطاع الاتصالات تعاملات الأربعاء منخفضا بمعدل 4.7 في المائة، مقارنة بالأسبوع الماضي، مع أن هذا القطاع يعتبر من القطاعات الرابحة. كما يلاحظ على هذا القطاع تداول كميات كبيرة هذا الأسبوع.

* الزراعة أنهى قطاع الزراعة تداولاته لهذا الأسبوع على انخفاض 12.1 في المائة، مقارنة بالأسبوع الماضي متصدرا القطاعات في نسبة الانخفاض. ويرجع ذلك إلى أن هذا القطاع يخافه كثير من المتعاملين لاحتوائه على بعض الشركات الخاسرة، بالإضافة إلى تعليق تداول أسهم أحد شركاته.

* التأمين أغلق مؤشر قطاع التأمين هذا الأسبوع على ارتفاع 2.9 في المائة مقارنة في الأسبوع الثاني من تعاملات 2007، وتظهر المؤشرات الفنية بأن قطاع التأمين ما زال مستمرا في قناة جانبية التي بدأها في 4 ديسمبر (كانون الأول) العام الماضي 2006.