الأسهم السعودية تخالف توقعات الاصطدام بحاجز7777 وترصف لأهداف جديدة

المؤشر واصل الصعود لليوم السابع على التوالي وقلص خسائره إلى 0.65 % منذ بداية 2007

TT

خالفت سوق الأسهم السعودية توقعات انتكاستها من أمام حاجز المقاومة القوية جدا عند 7777 وذلك بعد اختراقها لهذا المستوى، بل تخطه بقوة في تداولات الأمس والتي تعتبر آخر تداولات الأسبوع الجاري بإضافة 174.1 نقطة لتكون بذلك قد وسعت من نقاط المقاومة التي ستقابلها وترصف لأهداف نقطية جديدة في التداولات المقبلة. ورغم أن المؤشر العام يعيش حاليا انتعاشة غير مسبوقة منذ فترة طويلة، ويسير في رتم تصاعدي لليوم السابع على التوالي وتحقيقه أكثر من 1200 نقطة، إلا أن ذلك لا يمنع من إدراك قاعدة مهمة، وهي أن السوق قد أهلت نفسها آليا لعملية أرباح قد تحدث في أي لحظة، في حين تقوم بدعم ذاتها في وقت التداولات لمزيد من الاندفاع وزيادة النفس لمواصلة مشوار الصعود.

وتوضيحا لذلك، فالمؤشر العام بعد اختراقه أمس لحاجز7777 نقطة، وتجاوزه الذي يتم بدخول سيولة وقوى اختارت الشراء وبكميات جيدة من هذه المنطقة فإنه من الصعب التأكيد على أن جني الأرباح وارد في القريب. ولكنه لا يمنع من عملية جني أرباح ربما تؤدي لانخفاض المؤشر العام، إلا في حالة واحدة وهي عند رغبة المؤشر دعم ذاته وقت التداول بعمليات جني أرباح ناعمة يقصد منها تعديل المؤشرات للقدرة على مواصلة مشوار الارتفاع وتخطي نقاط مقاومة جديدة.

مثال ذلك يمكن توضيحه عبر ما تم في تداولات الأمس، إذ افتتحت التعاملات على صعود تواصل في مداه إلى مستوى جيد جدا لامس خلاله المؤشر العام نقطة 7916 نقطة كأعلى نقطة مسجلة قلص حينها خسائره منذ بداية العام الجاري إلى 0.42 في المائة قبل أن ينهي تداولاته على خسارة 0.65 في المائة. وشهدت تداولات الأمس توقفه لتعديل مؤشراته وتنفيذ عمليات جني أرباح بشكل ناعم لا يؤدي إلى تراجع السوق عند نهاية التداولات فوق مستوى الافتتاح، عند 7881.55 نقطة، جاءت كنتيجة لتداول 262.8 مليون سهم، بلغت قيمتها الإجمالية 10.6 مليار ريال (2.8 مليار دولار).

وأفصح سليمان الجربوع المحلل الفني لمؤشرات الأسهم السعودية أن تخطي حاجز المقاومة المذكور، يكشف بوضوح عن استهداف قوى السوق لبعد جديد سيكون مداه 8400 نقطة بينما سيكون خيار جني الأرباح قائم ومحتمل، مشيرا إلى أن مؤشر الأسهم السعودية يقوم بتعديل آلي لمؤشراته داخل التداولات بعد وصوله إلى أعلى نقطة ليقوم بعودة وتراجع تستفيد منها في إضفاء نفَس لمواصلة الصعود وتسجيل نقاط مقاومة جديدة.

وذكر الجربوع لـ«الشرق الأوسط» أن المؤشر العام في حال عودته سيكون أمام عدد من نقاط الدعم تتمثل في 7873 نقطة، 7480 نقطة، و7250 نقطة، مشيرا إلى دخول سيولة جيدة خلال تداولات الأمس اتجهت إلى الشركات القيادية ستكون مفسرة لآلية حركة المؤشر العام المتسارعة للصعود اليومي. من جهة أخرى، أبان عبد الله بن طارق القصبي المدير التنفيذي لشركة رواج للاستشارات بأن السوق لا تزال في مراحلها الأولى للبحث عن التوازن المطلوب، بين العرض والطلب، وبين حيوية الشراء والبيع، وبين الاستثمار والمضاربة، وبين دخول السيولة وخروجها. لافتا إلى أن السلوك التي تمر بها جاءت كنتيجة طبيعية لحالة الهبوط العنيفة الماضية. وقال القصبي في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن الصعود المستمر لأيام متتالية يمثل حالة غريبة لكن بالنظر إلى التراجعات السابقة، فإنه يمكن البحث عن عذر في تحرك المؤشر العام بهذا الشكل، كما أن الصعود يأتي ضمن سياق الارتداد المتوقع، مشددا على رأيه بأن السوق لا يزال في حالة هبوط عامة كما يكشفه «الترند» الهابط في الأنظمة الآلية لقراءة مؤشرات الأسهم.

وزاد القصبي بأن وقوف المؤشر عند مستواه أمس، تكون سوق الأسهم على مقربة من هبوط وشيك خلال التداولات المقبلة، موضحا أن السوق ستكون بين مستويي 6500 نقطة و8000 نقطة في مستوى توازن ومنطقة فنية مناسبة حتى نهاية العام الجاري.

من ناحيته، ذكر عبد الرحمن بن عبد الله الفطيماني، محلل فني سعودي، عن عدم ارتياحه لسلوك المؤشر العام خلال الفترة الماضية، إذ أبان أن الصعود السريع وبنسب جيدة كما حصل للسوق خلال الأيام الماضية، هو في حد ذاته غير طبيعي لعدد من الأسباب من بينها أن الظروف المحيطة بالسوق حاليا لا تساعد على انطلاقة كهذه، لا سيما أن السوق تبحث عن نقاط استقرار ومستوى لتثبيت أقدامها عليه.

وزاد الفطيماني أن هناك حركة ديناميكية من قبل المجموعات المضاربية ساهمت في خلق اهتزازات في أداء السوق والعبث بمستقبله وركوده واستقرار مكوناته، مفيدا بأن توجه السوق نحو الاعتماد على القياديات دون انتعاش وحيوية باقي الأسهم الصغيرة الأخرى لا تدعم التوازن المطلوب بين أضلاع السوق.

وقال الفطيماني في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «وصل المؤشر العام لمستويات قياسية ولكن وبسبب سلوك المتداولين أخفقت مؤشرات السوق في الاستقرار والركود، فكلما وصل المؤشر العام لمستوى قياسي كقاعدة ونقطة دعم رئيسية هبط وزاد من عمق قاعه».