الأسهم الصينية تستعيد توازنها وسط «تبخر» 280 مليار دولار في آسيا

TT

انتعش امس مؤشر الاسهم الرئيسي في الصين الذي كان سببا في تراجع بورصات الاسهم العالمية، وزاد نحو أربعة في المائة ليمحو نحو نصف خسائر اليوم السابق بعدما ادرك المستثمرون ان الهبوط لا يستند إلى عوامل اساسية.

وأظهر الانتعاش الجزئي ان معظم المستثمرين يعتقدون ان تراجع المؤشر أمس بنسبة 8.8 في المائة وهو أكبر هبوط في عشرة أعوام لا يعد مقدمة لاتجاه نزولي في سوق الاسهم الصينية على المدى الطويل. ويرجع الهبوط لتهافت صناديق الاستثمار على جني الارباح بعدما ارتفعت الاسعار لمستويات قياسية.

وذكر ستيفن جرين كبير الاقتصاديين في بنك ستاندرد تشارترد في شنغهاي في تقرير «تحرك أول من أمس كان لجني الارباح وليس تحولا في المعنويات بناء على عوامل اساسية»، وأضاف أنه ليس هناك ما يبرر الفزع الذي اجتاح الاسواق العالمية ازاء انهيار الاسهم الصينية والذي امتد الى أسواق الصرف بالاسواق الناشئة وأثر حتى على أسعار المعادن والنفط لتنخفض جميعا اول من أمس. واضاف جرين «اعطى اول من امس انطباعا للبعض بأن بورصة الاسهم الصينية وبورصة العالم مرتبطتان من حيث العوامل الاساسية ولكن تحركات اليوم احبطت هذه النظرية».

وقال سماسرة ان الهبوط لم تفجره فيما يبدو انباء ملموسة لكنه جاء بعد يوم من صعود المؤشر الرئيسي الى أعلى مستوى له على الاطلاق ليصل مجمل مكاسبه هذا العام الى 14 في المائة. وكان مؤشر السوق قد قفز 130 في المائة العام الماضي، الامر الذي جعلها افضل الاسواق اداء في العالم.

وانخفض مؤشر شنغهاي أكثر من واحد في المائة في التعاملات المبكرة امس، ولكنه عاود الصعود ليغلق مرتفعا 3.94 في المائة الى 2881.073 نقطة. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن رئيس الوزراء وين جيا باو قوله امس ان الحكومة ستعطي الاولوية للحفاظ على سلامة واستقرار الاسواق المالية في البلاد.

وتأتي هذه التعليقات غداة انهيار بورصة شنغهاي بنحو 9%، اي اكبر تراجع لها منذ عشرة اعوام اثر شائعات حول مشروع فرض ضرائب على الارباح التي يجري تحقيقها في البورصة، وقد نفت بكين امس هذا المشروع وعادت البورصة الى الارتفاع مقفلة على ارباح بنسبة 3.94 في اليوم نفسه، الا ان هذا النفي لم ينجح في لجم تدهور البورصات الاخرى في العالم خصوصا في آسيا، وفي هذا السياق تراجعت اسواق (اليابان، كوريا الجنوبية، سنغافورة، ماليزيا، الهند، استراليا، الفلبين) اكثر من 2 في المائة، بعد شهدت وول ستريت اسوأ ايامها منذ هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001. وفقدت الاسهم الاسيوية امس نحو 280 مليار دولار من قيمتها السوقية مع استمرار التراجع بحسب البيانات التي اوردها امس موقع بلومبيرغ المالي على شبكة الانترنت. وكان مؤشر داو جونز قد هبط اول من امس لادنى مستوى له منذ غزو العراق عام 2003، في حين تراجعت الاسهم الاوروبية لادنى مستوياتها في اربعة اعوام، بينما سجل مؤشر فوتسي اكبر خسائره منذ شهر يونيو (حزيران) الماضي.