قطاع الاسمنت و«سامبا» يقلصان خسائر الأسهم السعودية في آخر التعاملات

تراجع «القيادات» يدفع المؤشر العام إلى الانخفاض لليوم الثالث على التوالي

TT

واصلت سوق الأسهم السعودية تراجعها لليوم الثالث على التوالي بعد أن افتتحت تعاملاتها أمس على انخفاض أوصلها إلى ملامسة مستوى 8084 نقطة بخسارة 229 نقطة (ما يعادل 2.7 في المائة) قبل أن تتقلص الخسارة في آخر فترات التداول بعد التحرك اللافت على القطاع الأسمنتي، بالإضافة لأسهم «سامبا». وجاء هذا الانخفاض مدفوعا بتراجع جميع الأسهم القيادية التي أجمعت مع بداية التعاملات أمس على التأثير في مسار المؤشر العام، حيث أغلقت أسهم شركة سابك و«الاتصالات السعودية» على انخفاض بنسبة 2.3 في المائة وتراجعت أسهم مصرف الراجحي وشركة الكهرباء بمعدل 1.8 في المائة. ولاصق هذا الهبوط أسهم الشركات القيادية في الثلاثة أيام الماضية بعد الارتفاعات المتواصلة التي دفعتها إلى تحقيق نسب صعود مغرية لمقتنيها قبل الارتفاع مما يغري المستثمر قبل المضارب للبيع لوصولها إلى معدلات ارتفاع بمتوسط 25 في المائة في 14 يوما.

وإثر هذا التراجع الذي يعتبر قويا نسبيا إذا ما قورن في تعاملات الهبوط الماضية، والتي لا تتعدى 45 نقطة انخفاضا إلى خسارة جميع القطاعات في سوق الأسهم السعودية باستثناء قطاع الاسمنت الذي أنهى تداولات أمس على ارتفاع مدفوعا بالصعود اللافت على أسهم 4 شركات فيه.

وأنهت سوق الأسهم السعودية تعاملاتها أمس عند مستوى 8176 نقطة بانخفاض 137 نقطة ما نسبته 1.6 في المائة عبر تداول 294.5 مليون سهم بقيمة 14.4 مليار ريال (3.8 مليار دولار). وتصدر الاتصالات القطاعات المنخفضة بخسارته 2.4 في المائة بسبب التراجع على جميع أسهم القطاع. ولم يستبعد محللون أن يكون للتراجع الحاد الذي أصاب سوق الصين المالية تأثير على السوق السعودية من عدة أوجه، من بينها: قوة الاقتصاد الصيني على المستوى العالمي وتأثيره في كثير من الاقتصادات، إذ أدى تراجعه إلى التأثير في الأسواق العالمية التي سايرت هبوطه والذي ينعكس على نفسيات المستثمرين في الأسواق الأخرى. من جهته، أوضح لـ«الشرق الأوسط» محمد الخالدي، محلل فني لمؤشرات السوق، أن المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية ما زال يحتفظ في مساره الصاعد الذي بدأه في 30 يناير (كانون الثاني) عند انطلاق السوق من مستوى 6767 نقطة.

وأضاف الخالدي أن المؤشرات الفنية التي تراقب حركة السوق اللحظية أعطت في فترة الصعود الماضية تضخما مقلقا للمتابعين الفنيين لكن بعد هذا الانخفاض انعكست الايجابية على سلامة سير المؤشر وقدرته على المحافظة على مستوياته الحالية فوق 8000 نقطة. من جانبه، قلل سعد الجار الله، مراقب لتعاملات السوق، من التراجع الذي اعترى سوق الأسهم السعودية في الثلاثة أيام الماضية. ووصفه بأنه غير مقلق لأنه حدث بخروج كميات قليلة بتأثير من أسهم الشركات القيادية مما يدل على رغبة قوة الشراء التي دخلت في الآونة الأخيرة على التمسك بكمياتها الاستثمارية.

وأفاد الجار الله أن الاحتفاظ بالأسهم القيادية يجفف المعروض منها مما يسهل عملية ارتدادها، مستشهدا بالتداولات الماضية، على أسهم شركة الكهرباء التي ـ حسب وصفه ـ تعكس دخول سيولة قوية مما يرجح تحركه في الفترة القريبة المقبلة ليدعم حركة السوق الصاعدة بعد وصوله لأقوى منطقة دعم عند مستوى 8025 نقطة.

من ناحيته، يرى خالد العبد السلام محلل مالي، أن سوق الأسهم السعودية يملك ضمانات جيدة في الفترة الحالية تتمثل في احتفاظ السوق بقطاعات قوية لم تستهلك في فترة الارتفاع الماضية مما يرجح تحركها في حال حاول المؤشر العام الهبوط عن مستوى 8000 نقطة، مستدلا بذهابه لهذا القراءة عن صعوبة تنازل المؤشر العام عن هذا المستوى الذي أعاد الثقة نسبيا للمتداولين بعد اعتلائه، بالإضافة إلى ملاحظة دخول سيولة في آخر التعاملات من كل يوم الذي حد من نسبة الانخفاض عند إغلاق السوق.