عمان: إنتاج الصلب في العالم العربي يرتفع إلى 35 مليون طن سنويا

مع انطلاق مؤتمر متخصص في هذا المجال

TT

يعطي النمو السريع في صناعة الصلب العربية وفي الطلب عليه اهمية متزايدة لهذه الصناعة، خاصة اذا ما اخذنا بعين الاعتبار ان الزيادة في الطاقات الانتاجية هي واحدة من اعلى الزيادات التي يتم تحقيقها على المستوى العالمي حيث من المتوقع ان تصل اجمالي الطاقات الانتاجية في العالم العربي الى 35 مليون طن عام 2010. وفي منطقة الخليج وحدها من المتوقع ارتفاع الانتاج من 10 ملايين طن في الفترة الحالية الى 17 مليون طن بين عامي 2008 و 2009 . واوضح امين عام الاتحاد العربي للحديد والصلب محمد الاشقر في افتتاح مؤتمر «قمة الصلب العربي 2007» المنعقد في مسقط ، «ان هناك اكثر من 80 مشروعا في مجال انتاج الحديد والصلب سيدخل منها اكثر من 20 مشروعا مرحلة التنفيذ العام الجاري ومعظم هذه المشاريع سيجد طريقه الى الدخول في مرحلة الانتاج خلال السنوات الخمس المقبلة وسوف ينجم عن استكمال هذه المشاريع الجديدة مضاعفة الطاقة الانتاجية خلال اقل من عشر سنوات».

وقال ان صناعة الصلب العربية تكتسب اهمية خاصة ليس من خلال انتاجها الذي ما يزال محدودا مقارنة مع الانتاج العالمي البالغ نحو مليار و240 مليون طن العام 2006 بل من خلال النمو السريع لهذه الصناعة حيث تعتبر الدول العربية احدى اكثر المناطق جذبا لمشروعات جديدة في مجال هذه الصناعة على المستوى العالمي. ولفت الاشقر الى «المشاركة الفاعلة لرأس المال الخاص في المساهمة في اقامة هذه المشاريع حيث اصبحت حصته تشكل اليوم اكثر من ثلثي الانتاج الحالي». ومن المتوقع ان ترتفع مستقبلا وتسهم في نمو هذه الصناعة سواء في اسواقها المحلية او في محاولة الاندماج بفاعلية اكبر مع العالم. «داعيا شركات الصلب العربية الى مراقبة ما تشهده هذه الصناعة من اندماجات على المستوى العالمي واخذه بعين الاعتبار سواء فيما بينها او من خلال تعزيز حضورها عبر الدخول في مشاركات قوية مع العالم».

وتعتبر منطقة الخليج العربي الاكثر نموا في هذه الصناعة، ويعتبر رئيس مجلس الاتحاد العربي للحديد والصلب محمد صالح الجبر «ان انتشار مصانع الحديد في الخليح يواكب النمو الحاصل في هذه الدول والذي يترواح بين 5 و9 بالمئة».

وقال الجبر الذي يتولى منصب نائب رئيس سابك لمجموعة المعادن ان المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي تشهد تطورا صناعيا وعمرانيا يستوجب السعي الى تطوير صناعة الحديد والصلب في المنطقة وجعلها صناعة ذات بعد استراتيجي. واضاف ان منتجات حديد سابك تشكل لوحدها نسبة 65 بالمئة بطاقة اجمالية هي خمسة ملايين وخمسمئة الف طن ويتم تسويق 90 بالمئة منها داخل المملكة. وسوف تشهد السعودية زيادة مصنعين جديدين للحديد والصلب بطاقة انتاجية تبلغ مليونا ومئتين وخمسين الف طن سنويا خلال السنوات القليلة القادمة. واوضح هاشمي الحمدي من شركة حديد، ان الطاقة الانتاجية للشركة سترتفع الى 17 مليون طن في العام 2020 من 5.5 مليون طن حاليا. وتشير التقديرات الى ان دول الخليج لوحدها سوف تحقق نسبة نمو في الطاقات الانتاجية تقدر بنحو 19 بالمئة. حيث تتوزع الطاقات الانتاجية المتولدة عن المشاريع الجديدة التي سوف تدخل مرحلة الانتاج خلال السنوات القادمة بين 49 بالمئة في دول الخليج و35 بالمئة في دول المشرق العربي و15 بالمئة في دول المغرب العربي.

واشار عدد من الخبراء المشاركين في المؤتمر الى ان حجم الاستثمارات العربية خلال السنوات الاربع المقبلة في مشاريع البتروكيماويات والتكرير تقدر بنحو 38 مليار دولار منها نحو 23.5 مليار في مجال البتروكيماويات فقط. ولفتوا الى ان وجود الغاز الطبيعي والطاقة يلعب دورا جاذبا في تطوير هذه الصناعة انما تبقى مسألة اعتمادها الكامل على استيراد المواد الخام. ولكن يقول الامين العام للاتحاد العربي للحديد والصلب انه اذا كان هناك من يرى بان عدم وجود وفرة في المواد الاولية لهذه الصناعة قد يشكل عقبة في المستقبل امام تطورها فلا بد من القول إن كبرى صناعات الصلب قد وجدت وكبرت في بلدان لا تمتلك المواد الاولية. وتحدث وزير النقل والاتصالات العماني محمد بن عبدالله الحارثي عن ارتفاع اسعار الحديد خلال الفترة من عام 2003 ولغاية اليوم الى اكثر من الضعف بينما ارتفعت اسعار شحن الحديد الخام الى اكثر من ثلاثة اضعاف خلال نفس الفترة.

وقال «من هنا تبرز اهمية ايجاد المواقع الاستراتيجية للسمتثمرين في الصناعات الحديدية بما يمكنهم من الحصول على الطاقة اللازمة لقيام هذه الصناعات ومن ثم شحن الواردات والصادرات باسعار تنافسية». واضاف «تعمل سلطنة عمان في هذا الاطار على تطوير وتوسيع البنية الاساسية اللازمة لاستقطاب هذه الصناعات وبالاخص عن طريق ميناء صحار الصناعي. كما تسعى لان يكون لها تاثير فاعل على مشاريع اخرى تسعى لارسائها مثل مشروع الحوض الجاف لاصلاح السفن في الدقم وفي مشاريع صناعية مستقبلية في البتروكيماويات».

بدوره تحدث وزير التجارة والصناعة مقبول بن علي سلطان عن اقبال شركات عالمية من البرازيل والمانيا والهند للاستثمار في مشاريع انتاجية للحصلب في السلطنة خاصة مع السماح للاجانب بتملك نسبة 100 بالمئة من هذه المشاريع الانتاجية. معتبرا ان غلاء اسعار الحديد مشكلة عالمية لا تعني المنطقة العربية فقط وترتبط الى حد كبير بارتفاع الاستهلاك ولاسيما في دول مثل الصين.