باركليز البريطاني و«إيه.بي.إن أمرو» الهولندي يقتربان من تشكيل خامس أكبر بنك في العالم

بقيمة سوقية تصل إلى نحو 166 مليار دولار

TT

اقترب بنك باركليز، وهو ثالث أكبر بنوك بريطانيا، من الاستحواذ على بنك «إيه.بي.إن أمرو هولدنغ» اكبر البنوك في هولندا ومقره أمستردام، في صفقة تقدر قيمتها بحوالي (166 مليار دولار). وأعلن البنكان في ساعة متأخرة من أول من أمس أنهما وافقا على بعض بنود الاندماج.

وقال البنكان في بيانين منفصلين تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منهما إن باركليز وافق على نقل مقره الرئيسي الى امستردام، وان الشركة الجديدة سيقودها مدير تنفيذي يعينه باركليز في حين ان رئيس مجلس الإدارة سيتم اختياره من مجلس ادارة بنك «إيه.بي.إن أمرو».

يذكر أنه في حالة اندماج باركليز و«إيه.بي.إن أمرو» سينتج خامس اكبر بنك في العالم بقيمة سوقية تصل الى نحو 166 مليار دولار، يصل عدد عملائه إلى 47 مليون عميل ويعمل فيه 220 ألف موظف في 50 بلدا. ويملك «إيه.بي.إن امرو» بنوكا ضخمة موجهة للأفراد في أمريكا الشمالية والبرازيل وايطاليا والشرق الأوسط والولايات المتحدة. وقال المستثمرون ومنهم صندوق التحوط «تي.سي.اي» إن على البنك أن يبحث البيع أو التقسيم لتعزيز العائد على المساهمين.

وفي رد فعل على تلك الانباء صعدت اسهم باركليز امس بنحو 2.4 في المائة لترفع قيمته السوقية الى 45 مليار جنيه استرليني (88.1 مليار دولار)، بينما ارتفعت اسهم «إيه.بي.إن أمرو» 0.6 في المائة لتبلغ قيمته السوقية اكثر من 59 مليار يورو (78.4 مليار دولار).

ومع احتمال اتمام الصفقة وانتقال المقر الرئيسي لباركليز الى امستردام بعد مشاعر القلق تنتاب العاملين في مقر باركليز الرئيسي في «كناري وورف» في لندن، كما الامر قد ينهي وجود المقر الرئيسي لباركليز في العاصمة البريطانية والذي امتد على مدى 317 عاما.

وكانا بنكا «ايه.بي.ان امرو» الهولندي وبنك باركليز البريطاني قد أكدا اول من امس انهما يجريان «مباحثات استطلاعية» مغلقة لدمجهما. وقال «ايه.بي.ان امرو» في بيان «يؤكد ايه.بي.ان امرو أنه يجري محادثات مبدئية مغلقة مع باركليز بشأن دمج محتمل للكيانين».

وفي بيان منفصل أقر باركليز أيضا بدخوله في مناقشات مبكرة ومغلقة مع «ايه.بي.ان امرو».

وأضاف البنك الهولندي «هذه المباحثات حصيلة دراسة متأنية لإقامة شراكة وثيقة التكامل. المحادثات في مرحلة مبكرة واستطلاعية ولا يمكن التيقن من أنها ستتمخض عن صفقة».

وكانت صحيفة «الصنداي تايمز» البريطانية، التي تصدر كل يوم أحد، وكانت اول من كشف اخبار المحادثات قد ذكرت ان باركليز فاتح «ايه.بي.ان امرو» أكبر بنك هولندي في مسألة الاندماج بعدما دعا صندوق التحوط «تي.سي.اي» البريطاني في الآونة الاخيرة الى دمج «ايه.بي.ان امرو» أو تقسيمه.

وأضافت الصحيفة أن الاتصالات بين البنكين في مراحلها المبكرة وقد لا تسفر عن اتفاق قائلة ان باركليز «حريص على لعب دور الفارس الابيض الساعي لانقاذ ايه.بي.ان من مشاكله الراهنة».

وقال تقرير «الصنداي تايمز» الذي لم يفصح عن مصادره ان البنكين أجريا محادثات.

ويرى كثير من المحللين بالقطاع أن «ايه.بي.ان» معروض للبيع أو التقسيم. وكان صندوق «تي.سي.اي» الذي سبق وفجر مع مجموعة من المستثمرين النشطاء عرض البورصة الالمانية لشراء بورصة لندن للأسهم في 2005 قد قال في فبراير (شباط) ان «ايه.بي.ان» مقدر بأقل من قميته بكثير ودعاه الى الاندماج أو بيع بعض أصوله وربما النشاط بأسره.

كما يضغط مستثمرون آخرون على ادارة «ايه.بي.ان» من أجل التغيير وفي الشهر الماضي دعا صندوق التحوط البريطاني توسكافاند الى الاستحواذ عليه بعد أداء ضعيف لخمس سنوات.

ولا يخفي باركليز خططه للتوسع دوليا وفي 2006 جاءت نصف أرباحه من الخارج صعودا من الربع فقط في 2004.

ويقول محللون مصرفيون ان اندماج «ايه.بي.ان» وباركليز ذو جدوى استراتيجية جيدة، لكن يصعب تنفيذه. وربما يكون باركليز منجذبا بصفة خاصة الى أنشطة «ايه.بي.ان» الموجهة للأفراد في هولندا وايطاليا والولايات المتحدة وأعماله الاسيوية.

كما أن نشاط ادارة الصناديق للافراد قد يتناغم بصورة جيدة مع وحدة باركليز كابيتال انفستورز، لكن وحدة باركليز كابيتال سريعة النمو قد لا تتفق تماما وأنشطة «ايه.بي.ان» المصرفية الاستثمارية.