كريديه سويس: صناديق التحوط «الإسلامية» مصيرها الفشل

لأنها ليست الحل المناسب لتقديم منتجات متوافقة مع الشريعة

TT

قال مسؤول كبير في بنك «كريديه سويس» السويسري ان صناديق التحوط الاسلامية سيكون مصيرها الفشل لأنها ليست الحل المناسب لتقديم منتجات استثمارية اسلامية او متوافقة مع الشريعة.

وقال فارس مراد، رئيس الاستثمارات الاسلامية في البنك، «صناديق التحوط الاسلامية تعمل كمن يريد قيادة طائرة وسط شوارع مدينة مزدحمة. هذا لن ينجح وسيكون مصيرها الفشل». وقال مراد في لقاء بدبي مع «الشرق الاوسط» أخيرا ان البنك يخطط لإطلاق اول صندوق اسلامي للاستثمار بالاسهم بحجم 50 مليون دولار كبداية، مستبعدا ان يفكر البنك بالعمل على صناديق تحوط. ولقي لجوء بعض المؤسسات المالية الى اطلاق صناديق تحوط انتقادات لأن مبدأ هذه الادوات الاستثمارية يتعارض في جوهره مع مبادئ الشريعة. وتحرم الشريعة الاسلامية صور البيع على المكشوف لانها تنطوي على بيع صندوق تحوط لشيء لا يملكه. كما تعتبر مسألة «البيع قبل الاستحقاق» (وهي من ابرز عمليات صناديق التحوط) من اقوى المشكلات التي يعتبرها علماء الشريعة مخالفة للدين الاسلامي.

ولكن مع هذا يرى خبراء بأن توفير صناديق تحوط اسلامية قد يستقطب اكثر من 50 مليار دولار مقارنة مع حجم يصل الى 1.3 تريليون دولار لصناديق التحوط في العالم.

الا ان مراد، الذي اسس قسما للاستثمارات الاسلامية في «كريديه سويس» قبل ستة اشهر فقط، يرى أن بساطة الحلول الاستثمارية الاسلامية هي الحل.

وقال «الادوات المالية الاسلامية صارت ظاهرة عالمية، والمنتجات التي نطرحها في هذا السوق هي غاية في البساطة وخالية من التعقيد، ونرى اقبالا جيدا حتى ان اول زبون لمنتج بسيط جدا طرحناه هو المرابحة كان من دولة لا تخطر على البال.. فنزويلا». ويرى انطوان مسعد، رئيس «مان إنفستمنتس» البريطانية في الشرق الأوسط التي تدير صناديق تحوط تقليدية بحجم يتجاوز 60 مليار دولار ان صناديق التحوط «الاسلامية» تعد بالعشرات حاليا الا انها جميعها فاشلة. وقال خلال مؤتمر عقد أخيرا بدبي «لم يستطع أي منها اجتذاب زبائن بالقدر الكافي. اعتبرها صناديق غير ناجحة». ومع هذا تخطط «مان انفستمنتس» لاطلاق صندوق تحوط اسلامي خلال سنوات قليلة حيث صرح مسعد بأن شركته «مهتمة بطرح صناديق تحوط تتعامل باستثمارات بديلة متوافقة مع الشريعة». وتعطي صناديق التحوط التي تستثمر في الادوات البديلة كالمشتقات والعقود الآجلة والمستقبلية عوائد عالية تصل الى 25% سنويا. ويرى خبراء ان توفر سيولة هائلة قابلة للاستثمار في المنطقة تقدر بأكثر من 1.8 تريليون دولار تشجع مديري الاستثمار على استنباط حلول اسلامية تستقطب جزءا من هذه السيولة.

ويقول هؤلاء ان توفر ادوات استثمارية لصناديق التحوط مثل عقود الطاقة والمعادن وغيرها من العقود المستقبلية التي اطلقها مركز دبي للسلع المتعددة مثلا توفر فرصة متاحة لصناديق التحوط التقليدية والاسلامية للانتعاش في هذه المنطقة. ويقول خبراء ان هناك طلبا كامنا ضخما على المنتجات الاسلامية، الا ان النقص هو في جانب المنتجات .

ويرى مراد أن هناك طلبا عالميا متزايد على المنتجات والحلول الاسلامية الصرفة التي تختلف كما المنتجات والحلول المتوافقة مع الشريعة والتي هي في الاصل منتجات تقليدية عدلت لتصبح متوائمة مع متطلبات الشريعة. ويقدم البنك الذي بلغت ارباحه العام الماضي 9.3 مليار دولار عدة منتجات اسلامية بسيطة تشمل ادارة محافظ، والاسهم العالمية، والعقارات والملكية الخاصة، وصندوق ائتمان للاجيال، بالاضافة الى الصندوق المشترك الجديد (براق) الذي ينتهي الاكتتاب به نهاية الشهر الحالي. وساهم البنك ايضا في اصدار صكوك اسلامية لشركة الدار العقارية الاماراتية العام الماضي بحجم 2.5 مليار دولار، وهو منتج ـ وفقا لمراد ـ «سيصبح في غضون سنوات امرا عاديا بخلاف الوقت الحالي الذي يثير فيه الكثير من الاهتمام على مستوى العالم». وقال «هناك العديد من اصدارات الصكوك التي يتم الاعداد لها حاليا وهذا القطاع سينضج في غضون سنوات قليلة».