بريطانيا تخفض الضريبة على الصكوك

بهدف تعزيز مكانتها كمركز عالمي للمصرفية الإسلامية

TT

أعلنت الحكومة البريطانية، بالتزامن مع طرح الميزانية الجديدة، عن مشروع قانون بخفض الضريبة على الصكوك (السندات التي تتطابق مع الشريعة الاسلامية) وذلك في إطار سعيها لتعزيز مكانة لندن كمركز عالمي للتعاملات المالية الاسلامية.

وقد أشارت صحيفة «الفايننشال تايمز» أمس إلى أنها المرة الأولى التي تعمد فيه الحكومة البريطانية لتشجيع منتج مالي بعينه بهدف جذب الاستثمارات من منطقة الشرق الأوسط التي تعرف تزايدا في حجم الثروات مع ارتفاع أسعار النفط، وفي الوقت نفسه، بهدف تعزيز التواصل من الجاليات المسلمة في المملكة المتحدة. وذكرت الصحيفة أن مشروع الحكومة يحظى بدعم كين ليفنغستون، عمدة لندن، وجون ستوتارد، عمدة منطقة المال والاعمال في العاصمة البريطانية (سيتي أوف لندن)، اللذين سارعا لإلقاء ثقلهما خلف المشروع.

ونقلت «الفايننشال تايمز» عن ليفنغستون قوله إنه «من المهم جدا للندن أن تصبح مركزا عالميا للتعاملات المالية الاسلامية من جانبين: من جانب المبدأ الذي يسمح للأشخاص بالقيام بأعمالهم وفقا لمعتقداتهم الدينية، ومن جانب أهمية جذب الثروات المتزايدة في الخليج والبلدان الاسلامية الأخرى».

ونقلت الصحيفة عن ستوتارد «ترحيبه الكبير بالمشروع الذي من شأنه تعزيز دور المملكة المتحدة كأحد المراكز الرائدة للمصرفية الإسلامية». من جهته أكد لـ«الشرق الأوسط» إقبال خان المدير التنفيذي السابق لبنك أمانة ـ الفرع الاسلامي لبنك «إتش.إس.بي.سي» ـ أن تخفيض الضرائب على الصكوك «تطور مهم ومن شأنه تأكيد ريادة لندن كمركز عالمي للمصرفية الاسلامية والمساهمة ليس فقط في جذب الاستثمارات لهذا القطاع ليس من العالم الاسلامي فقط بل حتى من أوروبا وأميركا».

يذكر أن السندات الاسلامية ليس مسموحا بوجودها في الولايات المتحدة، وقد أشارت «الفايننشال تايمز» في هذا السياق إلى أن الكثير من الأميركيين يظلون معادين للمصرفية الاسلامية بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001. ونقلت الصحيفة عن مستشار سابق للحكومة الأميركية قوله «إن الأميركيين يميلون الى الاعتقاد بأن المصرفية الاسلامية تعني تمويلا إرهابيا، وهذا حاجز أمام نمو القطاع».

وبرغم أن حجم الصكوك يبقى صغيرا نسبيا غير أنها عرفت تطورا كبيرا في السنوات الخمس الأخيرة، «حيث نمت من لا شيء تقريبا»، على حد وصف «الفايننشال تايمز» الى «70 مليار دولار حاليا». وإلى جانب النمو الذي تعرفه السندات الاسلامية في الشرق الأوسط وعموم العالم الاسلامي، فقد أصبح لها حضور واضح في بريطانيا كذلك، وقد أشارت الصحيفة الى «أنه في الشهر الماضي فقط طرحت شركة الدار الاماراتية، في بورصة لندن، أول سندات إسلامية بقيمة مليار دولار، وقد تم جني 2.5 مليار دولار منها». وبالإضافة إلى تعزيز مكانة لندن كعاصمة عالمية للتعاملات المالية الإسلامية، فإن مساعي الحكومة البريطانية لتشجيع جذب استثمارات المصرفية الاسلامية من شأنها كذلك تعزيز منافسة لندن لنيويورك كأول مركز مالي في العالم.