الاتحاد الأوروبي يوافق على اتفاق «الأجواء المفتوحة» مع أميركا

أجل تطبيقه حتى مارس المقبل تحت ضغوط بريطانية

TT

وافق امس وزراء النقل والاتصالات في الاتحاد الاوروبي على اتفاق الطيران الجديد بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة. ويهدف الاتفاق إلى تحرير خدمات الطيران والنقل الجوي بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة بعد أن تخلت بريطانيا عن معارضتها له.

وقال مسؤولو الاتحاد الاوروبي إن وزراء الدول الاعضاء وعددها 27 دولة وافقوا بالاجماع على الاتفاق بعد تقديم بعض التنازلات لتهدئة المخاوف البريطانية.

ورغم ذلك لم يكشف المسؤولون النقاب عن التغييرات التي أدخلت على الاتفاق الذي كان الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة قد توصلا إليه في وقت سابق من الشهر الحالي.

وقال جاك باروت، مفوض شؤون النقل والمواصلات بالاتحاد الاوروبي في بيان تلقت «الشرق الاوسط» نسخة منه «الاتفاق له أهمية سياسية واقتصادية كبيرة. حقيقة ان الجميع داخل مجلس ـ وزراء المواصلات ـ رحب بالنتيجة أمر مهم».

وسيمكن الاتفاق الذي تم التوصل اليه بعد محادثات استمرت أربع سنوات أي شركة طيران أوروبية من تسيير رحلات من أية مدينة داخل دول الاتحاد وعددها 27 دولة الى أي مدينة أميركية والعكس. وكان المنتظر ان يدخل الاتفاق حيز التنفيذ في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، الا ان وزير النقل الالماني فولفجانج تيفنزيه ان الاتحاد الاوروبي وافق بالإجماع امس على اتفاق مع الولايات المتحدة لتحرير النقل الجوي عبر الاطلسي لكنه أجل بدء سريانه لخمسة أشهر نزولا على طلب بريطانيا، التي تشكل 40 في المائة من الطيران عبر الاطلسي، ونحو 60 في المائة من ايرادات «بريتش ايرويز». وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية ان اتفاقا للنقل الجوي عبر الاطلسي وافق عليه وزراء نقل الاتحاد الاوروبي امس يمثل «صفقة جيدة» لبريطانيا.

وقال متحدث بمكتب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير «أعتقد أنها صفقة جيدة للمملكة المتحدة. أعتقد أن الركاب البريطانيين سيستفيدون من زيادة المنافسة وتراجع الاسعار وما نأمله هو أن تكون هناك خدمات أفضل».

وقال تيفنزيه الذي ترأس اجتماع وزراء نقل الاتحاد الاوروبي ان الاتفاق سيسري اعتبارا من 31 مارس (اذار) 2008 بدلا من أكتوبر كما اتفق أول الامر مع واشنطن.

وسيمكن الاتفاق الذي تم التوصل اليه بعد محادثات استمرت أربع سنوات أي شركة طيران أوروبية من تسيير رحلات من أي مدينة داخل دول الاتحاد وعددها 27 دولة الى أي مدينة أميركية والعكس.

يذكر أن مفوضية النقل الاوروبية توصلت إلى اتفاق يسمى «اتفاق الاجواء المفتوحة» مع الولايات المتحدة يسمح لشركات الطيران الاوروبية بالسفر من اي مطار من مطارات الدول الاعضاء وعددهم 27 دولة إلى أي مطار في الولايات المتحدة والعكس بالعكس. حيث يلغي الاتفاق أي قيود على نشاط حركة الطيران بين الجانبين.

ويشار هنا ايضا إلى أن بريطانيا هي الدولة الوحيدة في الاتحاد التي تعارض الاتفاق لانه سيؤدي إلى فتح مطار هيثرو البريطاني المزدحم أمام المنافسة الكاملة بين شركات الطيران. ورغم أن بريطانيا تسعى إلى الحصول على تنازلات في اللحظة الاخيرة قبل التصويت فإنها أشارت إلى عدم اعتزامها عرقلة الاتفاق.

وتخشى شركتا الخطوط الجوية البريطانية و«فيرجن اتلانتيك»، اللتان ربما تواجهان خسائر في حال تزايد التنافس في مجال السفر الجوي عبر المحيط الأطلسي من خلال فتح مطار هيثرو لشركات الطيران الاخرى، خصوصا الاميركية منها. وفي هذا الاطار، قال بول تشارلز من «فيرجن اتلانتيك» ان الاتفاقية ليست كافية.. انها لا تعني التحرير الكامل، انها لا تفتح السوق الاميركي بالكامل بحيث تمكن شركات الطيران الاوروبية من السفر من مدينة الى اخرى بحرية». وتنص الاتفاقية التي استغرقت 4 سنوات من المفاوضات على امكانية شركات الطيران الاوروبية السفر من أية مدينة اوروبية الى أية مدينة اميركية بغض النظر عن بلدها الأم، وكذلك الحال بالنسبة لشركات الطيران الاميركية التي يمكنها الطيران من أية مدينة اميركية لأية مدينة اوروبية.

وعلى الرغم من ان شركات الطيران الاميركية ستتمكن من الدخول بحرية الى المطارات الاوروبية، الا ان شركات الطيران الاوروبية لن تتمكن من استخدام خطوط الطيران المستخدمة في الطيران المحلي داخل الولايات المتحدة.

ويصل سوق الطيران الى نحو 18 مليار دولار عبر المحيط الاطلسي. وقالت دراسة صادرة عن المفوضية الاوروبية هذا الاسبوع ان الاتقاقية ستؤدي الى تعزيز المنافسة بين شركات الطيران والتي بدورها ربما تؤدي الى تحسين الخدمات وتقديم اسعار تنافسية تكون في متناول الجميع.

واشارت الدراسة الى ان الاتفاقية ستؤدي الى زيادة عدد المسافرين بين اوروبا والولايات المتحدة بنحو 26 مليون مسافر الى 73 مليون شخص على مدى خمس سنوات المقبلة. كما انه من المتوقع ان توفر الاتفاقية على المستهلكين حوالي 16 مليار دولار، وتساهم في خلق 72 الف وظيفة.