السعودية: الرئيس الكوري يطلب الدعم النفطي على المدى الطويل وزيادة استثمارات الطاقة

إبرام 5 اتفاقيات أهمها تجنب الازدواج الضريبي

TT

ينتظر أن يطلب روه مو هيون رئيس الجمهورية الكورية من السعودية، جملة من الرغبات الاقتصادية والاستثمارية خلال زيارته الرسمية التي تبدأ اليوم السبت، ويقابل خلالها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، في أولى زيارة لرئيس كوري منذ أكثر من 27 عاما، سينتج عنها إبرام 5 اتفاقيات مهمة في مسيرة العلاقات الاقتصادية من الطرفين.

ويتوقع أن تطلب كوريا من السعودية تزويدها بخام النفط ضمن استراتيجية طويلة المدى، لاسيما أنها مقبلة على أعمال صناعية وإنتاجية كبيرة، في الوقت الذي أوضحت التصنيفات الأخيرة أن كوريا تأتي في المرتبة الرابعة كأكبر مستهلك لخام النفط على مستوى العالم، بينما يرشح أن تطلب كذلك توسيع استثمارات السعوديين ولاسيما في مجال النفط، مستفيدة من وجود شركة «أرامكو» السعودية باستثمار يبلغ قوامه 400 مليون دولار.

وبحسب المصادر الدبلوماسية، فان الزيارة ستتضمن إبرام 4 إلى 5 اتفاقيات مشتركة بين البلدين أبرزها على الإطلاق التوقيع على اتفاقية الازدواج الضريبي، في الوقت الذي سيرافق الرئيس وفد حكومي تجاري يضم أكثر من 150 رجل أعمال يمثلون مختلف القطاعات الاقتصادية بجمهورية كوريا الجنوبية، حيث سيجتمعون مع نظرائهم السعوديين في مقر مجلس الغرف السعودية غدا الأحد.

وكشفت معلومات دبلوماسية أن كوريا التي زارها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله خلال اكتوبر (تشرين الأول) من عام 1998، تسعى لزيادة حضور شركاتها في السعودية وسط المستجدات التشريعية والتنظيمية الجديدة المتعلقة بالاستثمار الأجنبي، بعد التزام الحكومة الكورية بمساعدة شركات بلادها في تجاوز صعوبات القيام بأنشطتها التجارية خارج البلاد، مفصحة أن من بين مساعيها المساعدة لحصول الشركات على مشاريع في الطفرة الاقتصادية السعودية من بينها مشروع بناء المدن الاقتصادية الجديدة، والمنشآت البتروكيماوية، ومصافي تكرير النفط، ووحدات تحلية المياه، ومشاريع توليد الطاقة، إضافة إلى سكة الحديد.

وأوضحت المعلومات الكورية عن رغبة الكوريين المشاركة في تأسيس مشروع الحكومة الإليكترونية الذي تسعى السعودية لتنفيذه، تمثلت بوادرها في توجيه دعوة للخبراء والشركات في السعودية المتخصصة في تقنية المعلومات لزيارة كوريا والاستفادة من التجربة الكورية، مؤكدة عن توقعها لوجود دعم من حكومة السعودية لبعض المشروعات التي تزيد العلاقة في التعليم والمصادر البشرية.

وتبين الأرقام الكورية الحديثة عن بلوغ الميزان التجاري المشترك بين البلدين يبلغ 23.5 مليار دولار بنهاية العام الماضي، مواصلا بذلك نموه الكبيرة من 18.2 مليار دولار في عام 2005، تستحوذ فيها الصادرات الكورية على نحو 2.9 مليار دولار تغطي السيارات، الحديد، منتجات كيماوية، قطاع غيار السفن، بينما يصدر السعوديون خام النفط والبتروكيماويات والغاز الطبيعي بما قيمته 20.5 مليار دولار. في المقابل يبلغ حجم الاستثمارات بين البلدين بما قوامه 374 مليون دولار معظمها استثمارات مشتركة بين المؤسسات للعمل على الحصول على طلبيات مشاريع، بينما تتركز الاستثمارات الكورية داخل السعودية على مشروعات صغيرة الحجم أو مجموعة من الاستثمارات، مع استبعاد استثمارات أرامكو مع شركة أس أويل الكورية التي انطلقت في عام 1991.