عطلة اقتصادية طويلة

علي المزيد

TT

في نهاية الأسبوع الماضي وبمناسبة انعقاد مؤتمر القمة العربية في الرياض أعطت الحكومة الثلاثاء والأربعاء إجازة لموظفي المدينة، رغبة في عدم اختناق الحركة في الرياض، ومع إعلان الإجازة وجدنا شركات الخطوط تقفل رحلاتها المنطلقة من مدينة الرياض خلال ثلاث ساعات، إضافة إلى أن السكن في المنطقة الشرقية اكتمل معظم حجزه، وبدأ الناس يتنقلون في حركة دؤوبة وهي في النهاية حركة إيجابية للاقتصاد، فتحرُك الناس يعني (صرف الأموال)، مثل شراء التذاكر، وحجز السكن، وتكلفة الفسح في المنطقة المقصودة سواء المنطقة الشرقية أو الغربية أو أية منطقة أخرى، إضافة إلى صرف نثريات نحن لسنا في مجال تعدادها.

ومع هذا وجدنا نظام تداول يمارس عمله كالمعتاد وتفاجأنا بأن سوق الأسهم السعودية تعمل، وكنا نأمل بما أن الحكومة أعطت موظفي مدينة الرياض إجازة أن تستغل لإقفال السوق، أولاأولأولا: لإعطاء أرباب الأسر الذين تمتعوا بالعطلة فرصة للتمتع بها مع أسرهم لضم شمل العائلة في عطلة أسبوعية طويلة يتناقشون حولها في أمورهم، ولكن فتح السوق وجعل الأب ينشغل بشكل أو بآخر مع السوق سيفسد لذة هذه العطلة هذا من حيث الهدف الاجتماعي، إضافة إلى أن إقفال السوق سيتيح لرب الأسرة التحرك مع أسرته في شتى الاتجاهات بدلا من المكوث في الشقة أو غرفة الفندق، وأنتم تعرفون خيرا مني أن التحرك يعني إنفاق مزيد من الأموال مما يعني ضخ سيولة في الاقتصاد تحركه وتنشطه.

ومن الفوائد أيضا أن إقفال السوق يعطي فرصة للمتعاملين لترتيب أوراقهم وإعادة خططهم ودراسة أخبار السوق وتقييمها من جديد ومناقشة الشائعات المنطلقة وإخضاعها للفحص ومعرفة كذبها من موافقتها للأنظمة، فبعض الشائعات تأتي كبيرة جدا إلى درجة أنها تخالف أنظمة السوق ومع ذلك يصدقها المتعاملون نتيجة انشغالهم بتعاملات السوق وعدم اخضاع مثل هذه الشائعات أو الأخبار للفحص. ونحن نعرف أن السوق هبطت خلال اليومين الماضيين الثلاثاء والأربعاء فلو كانت السوق متوقفة وبدأت العمل اليوم السبت، ربما غير المتعاملون رأيهم، ولم تهبط السوق سيقول قائل إنك لن تتكلم فيما لو كانت السوق صاعدة وأقول بلا فالصعود غير المقنن والجنوني هو مثل الهبوط الجنوني بحاجة إلى أن يتوقف فحتى لو كانت السوق صاعدة فسأنادي بإعطاء السوق عطلة طويلة.

وبقي أن نعرف أن هذا الأمر ليس أمرا يخص السوق السعودية فقط او اقتراحا نرغب بتطبيقه في السوق السعودية فقط بل هو اقتراح تطبقه الأسواق العالمية، فهي تطبق ما يسمى بإجازة نهاية الأسبوع الطويلة فنحن احيانا نرى أنها مجازة الجمعة والأثنين بالإضافة إلى نهاية الأسبوع أو يوما قبل إجازة نهاية الأسبوع أو بعده، وهي إجازات نهاية أسبوع نراها متكررة في السوق العالمية، وللأسف مثل هذا الأمر لا يطبق لدينا.

ولقد جمعتني في الأسبوع الماضي مناسبة اجتماعية مع مدير تداول الأستاذ عبدالله السويلمي، وحاولت طرح هذا الموضوع معه ولكني لم أجد إجابة محددة، ولقد عذرته بحكم أن المناسبة لها طقوسها الخاصة، ولعلي أرجع السبب وهذا رأي خاص بي جدا إلى البنوك في عدم رغبتها بإيجاد عطلة نهاية أسبوع طويلة بحكم أنها مستفيدة من العمولة، ويبدو أن قوة ضغطها أجبرت تداولا على الرضوخ له وإن كان هذا السبب غير صحيح فأرجو من نظام تداول أن يخبرنا عن الأسباب التي لا يطبق فيها مثل هذا الاقتراح مع العلم أن عدد شركاتنا لا يتجاوز الثمانين شركة إلا ببضع شركات والأسواق العالمية مدرج بها آلاف الشركات ومع ذلك تخضع لمثل هذه الإجازة الطويلة.

* صحافي وخبير اقتصادي