الصالح لـ«الشرق الأوسط»: شركتان فقط في مجالنا تعملان في السعودية ونتهيأ للتحول إلى «مساهمة»

المدير العام لشركة «هلا» : متغيرات الاقتصاد تفرض تحولات جديدة في القطاع

TT

كشف حسام الصالح المدير العام لشركة هلا لخدمات الإمدادات المساندة أن ساحة القطاع الخاص ستشهد قريبا نشوء شركات الإمدادات بمفهومها الأساسي كقطاع متخصص لاسيما مع نمو نشاطات تجارية واستثمارية متعددة، مبينا أن الساحة العربية تفتقد لعمل شركات الإمدادات والمساندة والدعم اللوجستي جراء جملة من الظروف التي بدأت في التفاعل مؤخرا مع المتغيرات الاقتصادية الجديدة.

وأكد الصالح على أهمية نشوء قطاع متخصص في مجال الإمدادات لدعم عملية النمو الاقتصادي الحاصل في البلدان العربية مشيرا إلى أن نجاح الشركات الجديدة والقائمة حاليا يمكنه أن يخلق قدرة للشركات المحلية المتخصصة في هذا النشاط للاستفادة من الانضمام لمنظمة التجارة العالمية والنفاذ إلى بعض الأسواق في المنطقة والعالم، لتكون الفرصة متوازية مع الشركات العالمية التي يرشح أن تدخل السوق قريبا.

وقال الصالح في حوار خاص في الرياض إن أهمية نشوء قطاع متخصص في خدمات الإمدادات المساندة يأتي متواكبا مع توجه الشركات لرفع الكفاءة العملية الإدارية والإنتاجية مع خفض وتقليل النفقات وتوظيف الموارد والطاقات التوظيف الأمثل في منظومات الأعمال، مشيرا إلى أن القطاع فرصة لخلق فرص وظيفية ملائمة للنساء. إلى نص الحوار:

* هل بدأت الشركات والمؤسسات العاملة في السعودية في تكوين قطاع متخصص في خدمات الإمدادات والمساندة؟

ـ أجبرت المنافسة العالية في الأسواق العالمية اليوم وتقديم منتجات ذات دورة حياتية قصيرة وزيادة الخدمات المطلوبة من عملاء المؤسسات التجارية في أن تستثمر وتركز انتباهها على خدماتها في الإمدادات والمساندة مع التركيز على خفض التكاليف وخاصة في النقل والتوزيع ومعالجة نظم المؤسسات التجارية ورفع كفاءتها وضمان إنتاجيتها، إضافة إلى أن عمليات التقدم المستمر في تقنية الاتصالات والنقل حفزت عمليات التطور المستمر في خدمات الإمدادات والمساندة والتقنيات المستخدمة في إدارتها، نتيجة لذلك توفرت العديد من الفرص لخفض التكاليف في خدمات الإمدادات المساندة. وليس غريبا أن عددا من الشركات في السعودية على وجه التحديد والدول العربية أصبحت قادرة على زيادة إيراداتها أوتخفيض تكاليفها بصورة جوهرية عن طريق إدارة خدمات الإمدادات والمساندة بطريقة علمية.

* كيف تقيمون مستوى خدمات الإمدادات والمساندة لاسيما مع توسع الاقتصاد السعودي وتزايد أعماله بشكل يدعو إلى تكثيف الحاجة لمثل هذه الخدمات؟

ـ كما أسلفت مجال الإمدادات والمساندة ضخم وواعد ويتطلب درجة من المهنية والاحتراف نتيجة الدقة المطلوبة في انجاز الأعمال وتقنية وجودة العمل، والاقتصاد السعودي صار واعداً ويتطلب الكثير من مثل هذه الأنشطة لحفزه ونقله للعمل على معايير من الدقة والضبط والتطور.

* هل تم الاستفادة من تجربة الشركات الأجنبية في مجال خدمات الإمدادات والمساندة؟

ـ بالطبع من الضروري لنا أن نستفيد من المهارات الفنية واللوجستية للشركات وللشركاء الاستراتيجيين حيث ندخل في شراكة استراتيجية مع شركة «سوبر جروب» من جنوب أفريقيا والشركة الفرنسية الكندية «زايون تكلوجيكس» وذلك في تنسيق وتصميم شبكات النقل اللوجستي وتقنية خفض التكاليف ورفع القدرات وزيادة الكفاءة التفضيلية للمؤسسات التي نعمل على إدارة مستودعاتها وخدماتها.

* هل من الممكن أن توضحوا لنا ما هي مهام أعمال خدمات الإمدادات المساندة والجدوى من إنشائها؟

ـ يمكن تصنيف خدمات الإمدادات في 4 مجالات رئيسية وهي الاستشارات، التدريب، الإدارة، تولي مسؤولية التخزين والتوزيع. وأعمال خدمات الإمدادات والمساندة متعددة وذات بعد مباشر وغير مباشر، ولعلي أضرب هناك بشركة هلا العربية المحدودة التي أطلقت في عام 2003 برنامجها الطموح للتوسعة والتنوع المستمر الذي يهدف إلى تعزيز منافستها الأساسية بكفاءة أكثر فقامت بإنشاء شركة هلا لخدمات الإمدادات المساندة.

وهدفنا بذلك إلى ترقية قدرات الإمدادات لعملية إدارة الخدمات المساندة عبر رأسمال فكري من خبرة وتقنية من خلال «سوبر جروب» وبالبراعة التقنية التي تتمتع بها. وتتمثل أهمية الإمدادات في تصميم الشبكة ونظم إدارة المستودعات ونظم الاندماج وخفض النفقات وترشيد الفاقد في عمليات النقل والتخزين، المناولة، إدارة النقل والوضع الأمثل للمخزون، المؤدية إلى جودة التشغيل والابتكار وتعزيز المقدرة التنافسية للمجموعة والتوفير عبر دول الخليج.

* ما هي أبرز قطاعات السوق التي تعمل فيها شركات الإمدادات والمساندة؟

ـ هناك عدد كبير من النشاطات ولكن أبرزها مواد التغذية بسبب حساسية الوقت للمنتجات، وتقديم خدمات النقل، وتقديم خدمات حيوية للمشاريع الكبرى إضافة إلى تطبيق عمليات التخزين. والأهم من النشاطات التي تعمل فيها شركات الإمدادات والمساندة هي مدى حجم تلك النشاطات ومدى نموها الحالي وتوسع أعمالها. كما أن خدمات الإمدادات المساندة تعتبر مجالا جديدا عالميا لما تختص به من الدفع برفع الكفاءة العملية الإدارية والإنتاجية مع خفض وتقليل النفقات وتوظيف الموارد والطاقات التوظيف الأمثل في منظومات الأعمال، وأن هذا المجال الجديد يوفر فرص عمل ممتازة للشباب السعودي.

* في ظل انضمام السعودية لمنظمة التجارة العالمية ودخول شركات أجنبية منافسة ما هي استراتيجيتكم المستقبلية لمواجهة هذه المنافسة وكيف تنظرون إلى أهمية وجود شركات خدمات الإمدادات المساندة وتطبيق المعايير العالمية والأنظمة الجديدة في السوق السعودية؟

ـ السوق السعودية سوق متجددة والفرص فيها كبيرة كذلك هي سوق متنوعة وبها إمكانات تؤهلها لارتياد سوق الأعمال العالمي، عليه أرى أن مثلما تلوح الفرص للشركات الأجنبية بالعمل في السوق السعودي تتيح هذه الاتفاقية للشركات السعودية العمل لدى الدول المنضوية تحت هذه الاتفاقية مما يوسع الفرص لقطاع العمال السعودي للمنافسة في السوق العالمي في ضوء وجود فرص متساوية وشروط عمل متساوية مع الآخرين، أيضا وجود شركات منافسة بالسوق السعودية يلزم الجميع بتجويد الأداء والسعي للتنافس على مستوى الجودة ورقي الخدمات مما يبشر بمستوى جيد للملائمة مع المعايير العالمية المطلوبة.

* ما هي آليات العمل في شركات الإمدادات والمساندة؟

ـ خدمات الإمدادات المساندة تنطلق من 4 آليات مهمة في العمل، أولا بحث الإجراءات المستخدمة من قبل العميل لتحديد أفضل الطرق لإدارة مشتريات ومخزون وتوزيع سلع أو غيرها من المهام الرئيسية، وثانيا تأكيد فاعلية تكلفة تشغيل خدمات الإمدادات المساندة وتقديم مستوى عال من الخدمة للعميل، وثالثا تحديد مؤشرات الطلب ومساعدة العميل على إعادة تخطيط استراتيجيات المعالجة التجارية لخدمات الإمدادات المساندة لاستيفاء تحديات التغيير في تحسين مستوى العمل التجاري، ورابعا إعطاء العميل القدرة على العمل المجزي في حال أن يكون في نطاق التفكير هو السيناريو والاستراتيجية.

* تقوم إدارة خدمات الإمدادات والمساندة بتقديم فوائد ومميزات تنافسية بجانب الحلول الابتكارية، هل يمكن أن توضحوا لنا بعض الجوانب المتعلقة في هذا الشأن؟

ـ استيفاء وتجاوز مستوى خدمات العميل المطلوبة فوق معدل 90 في المائة، ربما يحدث على أن تكون ذات كفاءة ومحدودة التكاليف من النقل والتوزيع إلى عمليات جرد المواد الخام والأعمال تحت التشغيل والسلع التامة الصنع، ولاستيفاء مستوى خدمات العميل بأدنى تكلفة فإنها لا تركز على خفض تكلفة النقل أو المخزون الاستراتيجي لأدنى حد فقط بل تعمل جهدها على معالجة كل النظام ورفع كفاءته وضمان إنتاجيته، تتكون خدمات الإمدادات المساندة التي يشار إليها أيضا بشبكة الإمدادات من إدارة تدفق المعلومات والسلع بين الموردين والمصانع والمستودعات ومراكز التوزيع ومنافذ البيع بالجملة والتجزئة بالإضافة إلى المواد الخام والمخزون تحت التشغيل والمنتجات تامة الصنع التي تتدفق بين المنشآت لذا يستوجب أداء العمل التناغم والدقة في الربط بين هذه المكونات ومعالجة الثغرات بشكل تقني دقيق يحقق فوائد عالية مع ضمان الجودة في الأداء وحتما العائد المجزي.

* لكن كم عدد الشركات المتخصصة في مجال خدمات الإمدادات المساندة حتى الآن؟

ـ لا يمكن أن أحدد بالدقة ولكن توجد في هذا المجال شركتان فقط على حد علمي إحداهما تحمل اسم شركة عالمية تعمل بالسوق السعودي بناء على رخصة (وكيل)، والثانية هي شركة محلية سعودية بكامل رأسمالها وهي شركة هلا لخدمات الإمدادات المساندة.

* دعونا نتحول إلى شركة هلا للإمدادات، كشركة سعودية كيف ترون بداية الشركة وإمكانياتها المتاحة حاليا؟

ربما أشير هنا فقط بأن هناك شركات تدعي أنها تعمل في مجال الإمدادات ولكن إذا نظرت بدقة لا يوجد إلا القليل الذي تتوفر لديه معايير ومقومات جميع ما هو متعلق في هذا المجال، وعلى صعيد «هلا للإمدادات» فيوجد لدينا 9 مخازن ومواقع توزيع ويصل حجمها ما يقارب 200 ألف متر مربع، ونخطط حاليا للقيام ببناء «هلا بارك» ليكون مخزن متكامل بجميع ما يحتاج من مقومات لكي يتم التعامل مع المنتجات وتوزيعها، في مساحة يرجح أن تكون 50 ألف متر مربع، وما فوق على الموقع.

* ما هو حجم استثمارات الشركة وحصتها في السوق المحلي؟

استثمارات الشركة 230 مليون ريال (61.3 مليون دولار) وحصتها في السوق المحلي 25 في المائة، علماً بأننا نقوم بقياس ودراسة حصتنا من السوق بشكل دوري حتى يتلازم عملنا مع خططنا المستقبلية للتطور.

* ما هي أبرز الاتفاقيات التي عقدتموها محليا ودوليا؟

ـ لدينا اتفاقيات عمل لإدارة وتنظيم مخزونات وإدارة مستودعات وتطبيق نظم تقنية وفنية مع شركات محلية وعالمية منها اتفاقيات محلية مع القطاع الخاص والحكومي، كما وقعنا أخيرا اتفاقية وكالة حصرية لعدد من الشركات العالمية لبيع وإدارة منتجاتها في السعودية والخليج.

* كم تبلغ نسبة توطين الأعمال وزيادة عدد الوظائف وهل ترون أن الكوادر المحلية قارة على تطبيق هذه الوسائل والنظم التقنية الجديدة؟

ـ كما تعلم نحن واحدة من الشركات السعودية القليلة التي يتجاوز نسبة السعوديين فيها 80 في المائة، وهو الأمر الذي ينبع من القناعة بضرورة إسهام القطاع الخاص في تنمية المجتمع ورفع كفاءته والنهوض به وتحمل الأعباء مع القطاع العام، والكوادر المحلية أخذت دورات أساسية تقنية وفنية وإدارية مكنتهم من استيعاب المطلوب منهم، استطيع أن أقول إنهم يؤدون أدوارهم بكفاءة في ظل إشراف مباشر من خبراء شركة سوبر جروب (جنوب أفريقيا) ومن الإدارة العليا للشركة. وتعمل جميع الكوادر المحلية في جميع أقسام ومستويات الشركة كعمال ومشرفي مستودعات ومدخلي بيانات وموظفي استقبال وإداريين بالأقسام التقنية والفنية علاوة على الإدارة العليا في الرياض وفروعها في الشرقية والغربية، كما أن الشركات العاملة في نشاط الإمدادات تعمل على تهيئة ظروف خاصة وجيدة لتوظيف بعض النساء في مجال مركز خدمات العملاء والبيع بالهاتف.

* هل هنالك نية في طرح الشركة للاكتتاب مستقبلا وتحويلها لشركة مساهمة؟

ـ نعم النية موجودة ونحن في صدد استيفاء الشروط والمتطلبات.

* ماذا عن برامج التدريب والتأهيل للكوادر المحلية ومواكبتها لاحتياجات الشركة؟ ـ كما أسلفت قمنا بتدريب الكوادر تقنياً وفنياً وإداريا، ونعمل على تزويدها بدورات تدريبية تتسق مع هذا المجال الحديث، مع تزويدهم بالنظم الفنية والتقنية التي تستحدث كل يوم بالعالم حتى نسهم في تحضير فريقنا لحجم العمل والعملاء لدينا وكذلك للعملاء المحتملين، وهنا لا بد أن أشير إلى أن سياسة التدريب والتأهيل هي منظومة ثابتة نراعي فيها متطلبات العمل وتأهيل كل فريق بما يمكنه من أداء المهمة على أكمل وجه.

* هل هناك نية في الاندماج مع شركات أخرى في ظل المنافسة القوية التي يشهدها السوق السعودي خصوصا بعد الانضمام لمنظمة التجارة العالمية؟

ـ حاليا لا يوجد اتجاه للاندماج مع شركة محليا، ولكن نحن في صدد إدخال شريك أجنبي مؤهل تقنياً وفنياً حتى نتابع المواكبة لأحدث التطورات في هذا المجال ونقوم بدورنا بتزويدها بالكوادر الوطنية.