في تقرير للبنك الكويت الوطني حول أسواق النقد

اليورو يعزز موقعه في أسواق الصرف مع توقع بتباطؤ الاقتصاد الأميركي

TT

شهدت أسواق العملات خلال الأسبوع الماضي تداولا مختلطا حيث سجل الدولار الأميركي بعض المكاسب على حساب الجنيه الإسترليني والين الياباني، إلا أنه تراجع بالمقابل أمام اليورو والدولار الاسترالي وحافظ على موقعه مقابل الفرنك السويسري. ووصل سعر اليورو إلى 1.3441 وهو أعلى مستوى له منذ سنتين، بعد أن واجه مقاومة شديدة عند اختراقه لمستوى الـ 1.3410. وقد بقي الدولار الاسترالي فوق مستوى 0.80 وإن وصل في وقت ما إلى مستوى 0.82، وهو أعلى مستوى له منذ 10 سنوات. ومن ناحية أخرى، اهتز موقف الجنيه في نهاية الأسبوع وانخفض إلى 1.86 للدولار بعد أن كان قد بلغ مستوى 1.9822 في وقت سابق من الأسبوع. هذه، وقد كان أداء الين الياباني هو الأضعف حيث هبط سعره إلى 119، وهو أدنى مستوى له منذ 5 أسابيع. وسوف يكون حجم التداول في الأسواق المالية محدودا للغاية، لأن الأسواق المالية ستكون مقفلة لعدة أيام على التوالي بسبب عطلة عيد الفصح.

وتتوقع الأسواق المالية أن يشهد الاقتصاد الأميركي بعض التباطؤ، وبالتالي فإن الشعور العام تجاه الدولار غير متفائل على الإطلاق. وفي الوقت الحالي، أصبحت أسعار الفائدة في الوقت الحالي تأخذ بعين الاعتبار أن هناك فرصة بواقع 60 في المائة من أن مجلس الاحتياطي الفدرالي قد يلجأ إلى تخفيض سعر الفائدة من 5.25 في المائة إلى 5.00 في المائة في شهر اب (أغسطس) . ولكن، بالنظر إلى اختلاط المؤشرات الاقتصادية، والتي تتراوح بين الجيد والسيّئ ، سوف يواجه مجلس الاحتياطي الفدرالي تحديا كبيرا على صعيد السياسة النقدية، وسينطبق الأمر ذاته على الاقتصاديين والمشاركين في الأسواق المالية أيضا.

وسجل الدولار الاسترالي تراجعا طفيفا خلال الأسبوع الماضي بعد أن أبقى بنك الاحتياطي الاسترالي (البنك المركزي) على أسعار الفائدة عند مستواها السابق، بعكس ما كانت تتوقعه الأسواق التي كانت قد أسست العديد من تحركاتها على أساس التوقع بنسبة 70 في المائة بأن البنك المركزي سوف يرفع أسعار الفائدة بربع في المائة إلى 6.50 في المائة. وفي الهند، فاجأ بنك الاحتياطي الهندي الأسواق بتشديد سياسته النقدية بغية مكافحة الضغوط التضخمية، حيث قام برفع أسعار الفائدة بـ25 نقطة أساس، لتصل إلى 7.75 في المائة وهو أعلى مستوى لها منذ أربع سنوات ونصف السنة.

أما في أوروبا فقد اخترق اليورو خلال الأسبوع الماضي حاجز الـ1.3410 مقابل الدولار، مواجها بذلك مقاومة شديدة، وهو الأمر الذي كان متوقعا منذ فترة طويلة، فسجلت العملة الأوروبية مكاسب مقابل جميع العملات الرئيسية. ومن المتوقع أن يلجأ البنك المركزي الأوروبي إلى رفع أسعار الفائدة مرة أخرى بالنظر إلى النمو الاقتصادي المطرد الذي تشهده منطقة اليورو.

وفي بريطانيا هبط الجنيه الإسترليني الأسبوع الماضي بعد قرار بنك إنجلترا إبقاء أسعار الفائدة بدون تغيير عند مستوى 5.25 في المائة وذلك في اجتماعه الشهري المخصص لتحديد السياسة النقدية. وقبل الاجتماع، كان رأي المحللين الاقتصاديين هو أن آراء السوق موزعة بشكل متساو حول ما إذا كان لجنة السياسة النقدية في البنك المركزي ستوصي برفع أسعار الفائدة بواقع ربع في المائة أم لا، بيد أن من المتوقع أن يلجأ بنك إنجلترا إلى رفع أسعار الفائدة في اجتماعه القادم.