قلل من التأثيرات السلبية للتباطؤ الأميركي واضطراب أسواق المال

صندوق النقد: الاقتصاد العالمي مقبل على نمو بنسبة 4.9 % خلال 2007 و2008

TT

قال صندوق النقد الدولي أمس «إن الاقتصاد العالمي يبدو مقبلا على نمو قوي. وعلى الرغم من استمرار المخاطر الا انها أقل تهديدا للنمو مما كانت عليه قبل ستة أشهر. وهون الصندوق في مراجعته نصف السنوية للاقتصاد العالمي من شأن تهديدات التباطؤ الاميركي بسبب سوق الاسكان والمخاوف من اضطرابات متزايدة في أسواق المال واحتمال عودة الضغوط التضخمية للظهور اذا ارتفعت أسعار النفط مرة أخرى.

ونقلت وكالة «رويترز» عن الصندوق في تقريره عن توقعات الاقتصاد العالمي قوله «الاقتصاد العالمي ما زال يبدو جيدا ومن المتوقع ان يواصل نموه القوي في عامي 2007 و2008». وأضاف الصندوق أنه على الرغم من تباطؤ الاقتصاد الاميركي بدرجة أكبر من المتوقع الا ان أثر ذلك عبر الحدود كان محدودا.

وابقى الصندوق على توقعه لنمو الاقتصاد العالمي عند 4.9 بالمائة في عام 2007 وقال ان النمو من المتوقع أن يظل عند هذا المستوى في عام 2008 وان كان منخفضا عن 5.4 بالمائة في العام الماضي. ومع نمو الاقتصاد الاميركي بمعدل أبطأ الان بدون أن يدخل في مرحلة كساد يقول الصندوق «ان المسألة الرئيسية في تقييم المخاطر هي ما اذا كان الاقتصاد العالمي سيتمكن من عزل نفسه اذا استمر الاقتصاد الاميركي في التباطؤ بدرجة اكبر». وحتى الان اقتصر التباطؤ الاميركي على عملية تصحيح في قطاع الاسكان وبخاصة سوق الرهن العقاري.

ومع ذلك حذر الصندوق من ان الازمة التي شهدها سوق الرهن العقاري قد يمتد أثرها على شكل خسائر في اسواق ائتمان استهلاكي اخرى في الولايات المتحدة منها بطاقات الائتمان وقروض السيارات بضمانات التي تعتبر عالية المخاطر.

وفي مناطق أخرى من العالم قال الصندوق ان النمو في منطقة اليورو التي تضم 13 دولة سيتراجع هذا العام بعد الاداء القوي في عام 2006 فيما يعكس جزئيا التراجع التدريجي عن مبدأ التكيف مع الاوضاع في رسم السياسة الائتمانية وأخذ خطوات أخرى نحو توحيد المعايير المالية. وفي اليابان توقع الصندوق أن يبقى النمو عند نفس مستواه في عام 2006. وبشكل عام من المتوقع أن تنمو الاسواق الناشئة والنامية بقوة ولكن بمعدل أبطأ من عام 2006. وأشار الصندوق الى أن الصين والهند ستقودان هذا النمو.

وقال الصندوق «العديد من الاسواق الناشئة والدول النامية تواجه تحدي الابقاء على استقرار الاقتصاد الكلي والاوضاع المالية في مواجهة التدفقات القوية بالعملات الاجنبية». وكان الصندوق اقل قلقا من الاختلالات الاقتصادية العالمية مما كان عليه في العام الماضي. وقال إن بعض التحركات حدثت باتجاه اعادة التوازن الى الاقتصاد الذي يعاني من عجز أميركي ضخم وفوائض كبيرة في اسيا والدول المنتجة للنفط. ونتجت عملية الموازنة جزئيا عن انخفاض قيمة الدولار الاميركي وزيادة مرونة بعض الدول من أصحاب الفوائض في اسيا وانخفاض أسعار النفط. وقال الصندوق «ومع ذلك فان مجموعة هذه التطورات لم يغير التوقعات بدرجة كبيرة».

وأضاف «التوقعات التي تستند الى اسعار الصرف الحقيقية واسعار الفائدة الراهنة تشير الى أن الاختلالات العالمية ستظل كبيرة في المستقبل المنظور». وتترافق اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين ومجموعة الدول السبع هذا الاسبوع في واشنطن مع افق اقتصادي واعد رغم التباطؤ الاميركي واستمرار التفاوت في الموازين المالية. واضافة الى دراسة الافاق الاقتصادية العالمية، ستشكل اجتماعات الربيع للجمعيتين العموميتين في المؤسستين الماليتين الدوليتين السبت والاحد، لصندوق النقد الدولي فرصة لعرض اول تقرير مرحلي حول عملية اصلاحه. وقال صندوق النقد ان اول اقتصاد في العالم واجه تدهور سوق العقارات السكنية، سيسجل على العكس «قفزة سريعة جدا».

واضاف «عندما تصاب الولايات المتحدة بالزكام نميل الى التخوف من انتقال العدوى الى دول اخرى». لكنه اكد «المخاطر من الاصابة بزكام شديد تبقى اضعف». وسينشر صندوق النقد الدولي توقعاته بالارقام للعامين 2007 و2008.