الصراع بين الطمع والخوف يسيطر على مسار سوق الأسهم السعودية

مع الترقب لتأثير الاكتتابات الجديدة وسلبية النتائج البنكية في المؤشر

TT

سيطر الصراع بين الطمع والخوف على قرارات المتداولين في الفترة الأخيرة والذي نتج عنه الحيرة الواضحة جليا في تعاملات السوق، حيث طغت على سوق الأسهم السعودية في الأيام الأخيرة ضبابية في الرؤية حول مسار المؤشر العام لينتج عنها التكافؤ بين الشراء والبيع والذي أظهر ترددا بين الارتفاع والانخفاض.

إذ لم تستطع السوق أن تحدث تغييرا ملفتا في مستوياتها النقطية خلال 3 أيام من التداول حيث ظلت تراوح بين الارتفاع الطفيف داخل التداولات وانخفاضها البسيط مع إغلاق السوق. ويعكس ذلك عدم قدرة أي من القرارات الشرائية أو قرارات البيع في زيادة نسبة أحدها على الاخر مما عكس الحيرة في معرفة الاتجاه الحقيقي للسوق وإجبار المؤشر على المسار الجانبي. ويوصف هذا المسار بالصراع بين سلوك الطمع في الربح وهو الدافع للشراء في أسواق المال وسلوك الخوف من الخسارة وهي الدافع للبيع.

وتفسر هذه السلوكيات على أن هناك من المساهمين من يطمع في الشراء وعدم تفويت فرصة المستويات السعرية المغرية الحالية آملين في الارتفاع وطامحين في تعويض جزء من خسائرهم، وقسم آخر من المتداولين يدفعه إلى البيع الخوف استمرار مسلسل الهبوط الذي يكتسح السوق بين فترة وأخرى.

ويدعم الرأي الأول المتمثل في القوى الشرائية التحليل المالي والأساسي الذي يعكس الايجابية في الأرقام التي تقاس على ضوء القوائم المالية ومدى إغرائها، بالإضافة إلى الأوضاع الاقتصادية العامة والتي تعطي دلالات واضحة على استمرار النمو وازدهار الاقتصاد المحلي.

بينما يتأثر القسم الآخر والذي يتمثل في الجانب السلبي أو قوى البيع بالإشاعات السلبية المتطايرة في أوساط المتعاملين من تمسك المؤشر العام في مساره الهابط ورغبته في تحقيق مستويات دنيا جديدة، بالإضافة إلى بعض الآراء التي ترجح الهبوط بفعل التراجع في نمو أرباح القطاع البنكي الذي تأثر بالفعل مستبقا الإعلانات في الفترة السابقة.

الى ذلك أنهت السوق تعاملاتها عند مستوى 7789 نقطة بانخفاض 38 نقطة ما يعادل نصف نقطة مئوية تقريبا عبر تداول 247.8 مليون سهم بقيمة 12.04 مليار ريال (3.2 مليار دولار).

ويشير لـ«الشرق الأوسط» أحمد التويجري وهو محلل مالي، الى أن سوق الأسهم السعودية تعاني منذ فترة من القلق حول طرح شركات ذات حجم رأس مالي كبير كما هو الحال في أسهم شركة «كيان» والتي يتخوف البعض من السلبية التي تكتنف السوق في فترة الاكتتاب بحجة استهلاكها للسيولة المدارة في السوق والتي تعتبر مغالطة للمنطق. مضيفا أن الاكتتابات الجديدة الهدف منها إيجابي وهو زيادة عمق السوق والتي تساعد على توازنها بالإضافة إلى ضم الشركات الكبرى إلى سوق المال السعودية والتي تدعم الجانب الاستثماري. وأوضح محمد السلمان مراقب لتعاملات السوق، أن المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية أظهر في الأيام الأخيرة الماضية تذبذبا في نطاق ضيق عكست مدى الحيرة التي يعاني منها المتداولون في اتخاذ قراراتهم داخل فترات التداول والتي أنعشت الجانب المضاربي والذي عانت منه السوق في الفترة الأخيرة عبر عدم اتضاح الرؤية في مسار المؤشر العام والذي يكشف عن الترقب الذي يعيشه المساهمون لنتائج الشركات المؤثرة في مسار السوق. مبينا السلمان أن التأثير السلبي الذي يتخوف منه المتداولون من سلبية نتائج القطاع البنكي غير مبرر لأن المستثمر الفعلي تمكن من فهم هذا التراجع مستبقا الإعلانات الربعية والذي نتج عن هذا الفهم التراجع السعري الذي طغى على أسهم هذا القطاع قبل الإعلان عنها مما يعني انتهاء ردة الفعل القوية من قبل المستثمر المؤثر ماليا.

وأفاد محمد الخالدي وهو محلل فني، أن المؤشر العام يعيش في مسار هابط ارتطم به المؤشر في تعاملات أمس مما يوضح استمرار المسار الهابط القصير والذي تبين البيانات الفنية الأخيرة وصوله إلى قاع سعري بعد أن بدأ السوق يخفف من حدة الهبوط من يوم إلى آخر. وأبان الخالدي أن تراجع السيولة الداخلة على السوق مع هذا الهبوط يعكس بداية تنامي القناعة بعدم البيع بهذه الأسعار والذي ينتج عنه عادة الاتجاه للمسار الصاعد، موضحا أن إغلاق السوق فوق مستوى 7790 نقطة في الأيام المقبلة تكون دلالة واضحة على خروج السوق من الاتجاه الهابط وبداية الارتفاع.