214 مليار دولار قيمة سوق المعلومات المالية عام 2010

وسط تصاعد العراقيل أمام اندماج «رويترز» و«تومسون».. واشتداد المنافسة في القطاع

TT

قال تقرير اقتصادي امس، إن قيمة سوق المعلومات المالية سترتفع الى في عام 2010 حوالي 214 مليار دولار من 140 مليار دولار عام 2005.

وطبقا لبيانات مؤسسة «انسايد ماركت داتا» عن عام 2006، فإن قطاع وسائل المعلومات الرئيسية، تسيطر عليه 3 مؤسسات رئيسية، حيث تصدرت «بلومبيرغ» السوق بحصة وصلت 33 في المائة، يتبعها في المركز الثاني وكالة رويترز بنصيب 23 في المائة، ثم تأتي «تومسون كورب» الكندية بحصة تبلغ 11 في المائة. وفي الحقيقة فإن قطاع الصحافة المالية في غليان منذ اطلاق «نيوز كوربوريشن»، الشركة القابضة التي يملكها روبرت ميردوخ.

ويعكس هذا التوجه بروز اهمية قطاع وسائل المعلومات المالية ومستقبله الايجابي بالنسبة للمستثمرين، وقد لخص روبرت ميردوخ عندما قدم عرضه الأخير أهمية القطاع بقوله «إن الشيء العظيم بالنسبة للمعلومات المالية، انك يمكن ان تبيعها في السوق».

وبدأت العروض بقطب الاعلام روبرت موردوخ بالتقدم بعرض شراء بقيمة 5 مليارات دولار لشراء شركة داو جونز، وهي الشركة التي تمتلك صحيفة وول ستريت جورنال.

وتصدرت أخيرا صفقتان كبيرتان آخريان عناوين الصحف. فقد أفادت صحيفة نيويورك بوست، التي يمتلكها ميردوخ ان شركة مايكروسوفت العملاقة لبرامج الكمبيوتر مهتمة بشراء الشركة صاحبة موقع (ياهو) الشهير على الانترنت في صفقة قد تصل قيمتها إلى 50 مليار دولار.

في حين أفاد بيان مشترك يوم الثلاثاء بأن شركة تومسون كورب للنشر الالكتروني، تجري محادثات لشراء مجموعة رويترز العالمية للأنباء والمعلومات المالية مقابل 8.8 مليار جنيه استرليني (17.6 مليار دولار).

ووصفت مجلة إيديتور أند بوبلشر الموقف في عددها بأنه «جنون إعلامي». وتتسم كل صفقة بسمات فريدة تمثل دافعا للبائعين والمشترين على حد سواء، الا انها تشير فى مجملها الى ان عالم قطاع المعلومات المالية يمر بحالة تغير وتحول مثلما هو الحال مع الانترنت، الذي يمثل تحديات وفرصا جديدة. وفي حال تمكنت «تومسون كورب» الكندية من الاستحواذ على رويترز، فإنها ستصبح المؤسسة عالميا في تقديم المعلومات المالية، تتبعها «بلومبيرغ». وكانت قيمة سهمي «رويترز» و«طومسون كورب» قد تراجعت أول من أمس، وهو هبوط تراجع يعود على حد قول المحللين الاقتصاديين الى المخاوف من التحديات التشريعية والقانونية والاندماجية للصفقة المتوقعة بين المجموعة و«طومسون» بقيمة 8 مليارات جنيه استرليني (16 مليار دولار تقريبا). ويؤكد محللون اقتصاديون، ان صفقة الاندماج بين رويترز وتومسون لن تتم قبل عام 2008 بسبب عمليات التدقيق والتمحيص في المسألة النظامية أو القانونية. وحسب مؤسسات الأبحاث الدولية، فإن الإندماج المتوقع بين الجانبين سيشكل شركة تسيطر على نحو 34 في المائة من السوق العالمية لشاشات المعلومات المالية للتقدم على شركة «بلومبرغ» التي تسيطر على حصة 33 في المائة من السوق. ولهذا تجري المفاوضات بين الجانبين بسرية كاملة وبين أعضاء محدودين من مديري الشركتين، حتى لا يتم تسريب أية معلومات لأهمية الصفقة، وتأثيرها على السوق الدولية بشكل عام.

وقد رفضت كل من رويترز وطومسون التعليق على قضية تسلم ديفيد تومسون رئاسة المجموعة المدمجة، بعدما أكد البيان الخاص الذي نشرته وكالة «رويترز» في البداية قد اشار ان توم جلوسر رئيس «رويترز» هو الذي سيكون رئيسا تنفيذيا للمجموعة. وقالت صحيفة «الفاينانشال تايمز» الصادرة امس، إن على مجموعة «تومسون» الكندية بيع «تومسون ليرنينغ» (القسم الخاص بالتعليم في المجموعة) لمنحها المزيد من القوة الشرائية للاندماج مع «رويترز». وتقدر قيمة القسم بـ3 مليارت جنيه استرليني (6 مليارات دولار تقريبا).

وحذر المحللون من وجود مخاطر في هذا المضمار، مؤكدين أن السلطات المسؤولة عن المسألة التنافسية في بروكسل وواشنطن، ستقومان بعملية تفحص شاملة ودقيقة لمسألة الإندماج.

الصفقة المقترحة بين الشركتين، تأتي في وقت تشهد فيه الاسواق طفرة في صفقات الإندماج في القطاع الإعلامي، إذ تسعى بعض الشركات التي نجت من انفجار فقاعة الإنترنت الى التوسع.

وقال لـ«الفاينانشال تايمز» الين فان داين، إن الأمر يعود الى الحاجة الماسة الى المعلومات الدقيقة في السوق، بالإضافة الى استعداد الزبائن في المستقبل لدفع ما هو مطلوب للحصول على هذه المعلومات الدقيقة المتعلقة بعالم المال والأعمال.

وفي محاولة للمقارنة بين الصفقة المتوقعة بين «رويترز» و«تومسون كورب» وبين محاولات «نيوز كورب» التابعة لروبرت ميردوخ شراء شركة «داو جونز» التي تملك صحيفة «وول ستريت جورنال»، يؤكد فان داين ان قيمة السوق المعلومات المالية، هي التي تدفع الشركات الى شراء بعضها البعض او اللجوء الى عمليات الاندماج.

وتعتبر شركة «بلومبرغ» الخاصة أكبر شركات قطاع المعلومات المالية في العالم، حتى الآن إذ بلغت عائداتها العام الماضي حوالي 4.7 مليار دولار 1.5 مليار دولار منها ارباحا. بأية حال يبدو أن حركة التغيير في خارطة الشركات العالمية الكبرى المتخصصة في سوق المعلومات المالية مثل «وول ستريت جورنال» و«نيويورك تايمز» و«رويترز» و«فاينانشال تايمز» لا تعول فقط على ما امكانات الأسواق الدولية الحالية، بل على انفتاح اهم الأسواق الصاعدة والضخمة في الصين والهند، حيث تجري عملية تأهيل البنية التحتية لتلقي وارسال المعلومات على قدم وساق.