رئيسة مجلس إدارة شركة السيل الشرقية: زمن القيود التجارية انتهى

نادية الدوسري لـ«الشرق الأوسط»: غالبية مشاريع سيدات الأعمال السعوديات قامت بلا دراسة جدوى

TT

كشفت سيدة الأعمال السعودية نادية الدوسري، رئيسة مجلس إدارة شركة السيل الشرقية للحديد والصلب، عن توجه مجموعة من سيدات الأعمال السعوديات للتنسيق مع الهيئة العامة للاستثمار وذلك لبحث فرص الاستفادة من المدن الاقتصادية الضخمة التي يجري الحديث عنها أخيرا بدون أن تحدد طبيعة هذه الاستثمارات المنتظرة. وأرجعت الدوسري، التي اختارها منتدى السيدة خديجة بنت خويلد بجدة أواخر شهر مارس (آذار) الماضي على رأس قائمة أفضل عشرين سيدة أعمال سعودية في إدارة الشركات، أسباب ضعف الكفاءات النسائية السعودية في إدارة المشاريع الاقتصادية الضخمة إلى ضعف الشجاعة التجارية والثقة بالامكانات التي ترى أنها تشكل أزمة لدى فئة كبيرة من السعوديات موضع الإدارة. وأفادت بأن غالبية سيدات الأعمال المسجلات في الغرفة التجارية يفتقدن للخبرة ولم يتعد العمر الزمني لأعمالهن التجارية مدة الخمس سنوات أو أقل، والتي أكدت أنها في مجملها أعمال قائمة بعشوائية وبدون دراسات جدوى، ما تسبب بفشل مجموعة كبيرة من المشاريع التجارية النسائية في السعودية. «الشرق الأوسط» التقت سيدة الأعمال نادية بنت خالد الدوسري التي تعتبر عضوا فعالا في منتدى سيدات الأعمال بالمنطقة الشرقية، إلى جانب كونها أول سيدة تتقدم بطلب ترشيح لانتخابات الغرفة التجارية بالمنطقة الشرقية التي أقيمت في عام 2006، وصاحبة أول مشروع بيئي للاستفادة من مخلفات الحديد، والتي طالبت خلال حديثها برفع الحظر عن كافة القيود الاقتصادية كونها تعيق عملية التبادل التجاري بين السعودية وباقي دول العالم، ونصحت السيدات المستجدات في عالم التجارة بالتوجه الجاد نحو الفرص الاستثمارية غير المسبوقة كمشاريع الأمن والسلامة، وإلى نص الحوار..

* بعد اختيارك على رأس أفضل 20 سيدة سعودية في إدارة الشركات.. ما الذي ترينه ينقص الكفاءات النسائية السعودية للوصول إلى مناصب الثقل الاقتصادي في البلاد؟

ـ الشيء الوحيد الذي ينقص سيدة الأعمال السعودية هو الشجاعة والثقة بالنفس، ولا ننسى أنها تعودت ولمدة طويلة الاعتماد على غيرها في كل شيء مع فرض السيطرة الذكورية الكاملة.. وبرأيي الشخصي أنه لا يوجد فرق بين الرجل والمرأة في إمكانية الوصول إلى مناصب الثقل الاقتصادي، فقط نحن نحتاج للعلم والوعي والخبرة العملية على أرض الواقع.

* كنتِ صاحبة أول مشروع بيئي للاستفادة من مخلفات الحديد (الخردة) رغم أن صناعة الحديد والصلب من أكثر الصناعات تلويثاً للبيئة.. كيف يمكن التوفيق بين إنتاج الحديد والحفاظ على البيئة؟

ـ قبل سنة أطلقنا مشروع «احساسك وطني» لمناصرة عدم تلوث البيئة، وكنا قبل ذلك في شركة السيل الشرقية قد استوردنا جميع أنظمة وقوانين البيئة العالمية الصناعية الدولية بدون أن يفرضها علينا أحد.. وللعلم فإن الحديد لا يترك تلويثاً شديداً للبيئة ما لم يكن مصنعاً كيميائياً، والأشد تلويثاً للبيئة هو البلاستيك الذي نراه منتشراً حولنا.

* بعد رفع الحظر عن تصدير المعادن (الخردة) بما يتوافق مع قواعد منظمة التجارة العالمية، ما توقعاتكم لحجم التبادل التجاري السعودي لمنتجات الحديد والصلب؟

ـ في الألفية التجارية الثالثة لا يجب حظر أي شيء، لأن زمن وضع القيود على اتفاقيات التجارة العالمية انتهى، وأخيرا نحن نشاهد نشوء العديد من المناطق الحرة وانفتاح القيود الاقتصادية السابقة وتحالفات الدول في شراكات ضخمة.. وتجارة الحديد هي واحدة من أهم الصناعات في المملكة وتعتبر من الصناعات القومية، ولذلك فإن قوانين التجارة تنطبق عليها أكثر من غيرها.

* هل هناك نية لديكن كسيدات أعمال في التوجه للاستثمار في مشاريع المدن الاقتصادية الضخمة التي يجري الحديث عنها الآن؟

ـ نحن على اتصال مع الهيئة العامة للاستثمار في المملكة، وأعتقد أن أي سيدة أعمال سعودية لديها ما تقدمه للوطن من خلال مشاركتها في المشاريع الوطنية الحديثة، فالفرص التجارية مفتوحة للجميع ولا توجد موانع لذلك سوى جهلها بالشيء ربما.

* ما الدور الذي قامت به سيدات الأعمال السعوديات لتجاوز المعوقات التي تواجههن بعيداً عن انتظار القرارات من الجهات العليا؟

ـ القرارات السامية الصادرة من الملك عبد الله هي الجدار القوي الذي تستند إليه معظم سيدات الأعمال حديثاً باعتزاز شديد، لكن الحقوق لا تأتي على صينية من فضة بل تؤخذ ولا تعطى، وهذا ما أنصح به السيدات المستجدات في عالم المال والأعمال، خصوصاً أن هذا لا يخرق أبداً القوانين المدنية والدينية، أما الأعراف والتقاليد ففيها الكثير من المرونة ونستطيع اختراقها بالكثير من الإرادة والذكاء بدون الدخول في معارك لا فائدة مرجوة منها.

* كيف ترين إمكانية خروج سيدات الأعمال السعوديات من أزمة المشاريع المتكررة والتخوف من اقتناص الفرص الاستثمارية الجديدة؟

ـ سيدات الاعمال السعوديات اللاتي يمتلكن الخبرة الطويلة قليلات، وهن إما قد نشأن في عائلة اقتصادية أو عملن منذ فترة طويلة بالتجارة.. أما غالبية سيدات الأعمال المسجلات في الغرفة التجارية فلم تتعد أعمالهن التجارية الخمس سنوات أو أقل، وينقصهن الكثير من الخبرة العملية والشجاعة التجارية، وربما الكثيرات بدأن اعمالهن بدون دراسات جدوى حقيقية، لذا فشلن من أول تجربة وقد لا يكررنها، بالرغم من أن التجارة هي سلم متواصل من الفشل والنجاح والاستمرار، وربما يكون أفضل طريق وأسهله للمرأة السعودية في عالم الأعمال هو متابعتها المستمرة لما يحدث على الساحة الاقتصادية من خلال البرامج التلفزيونية والإعلام المقروء، ما سيوسع آفاقها ويختصر لها المسافة، والمثل يقول «كل ما يأتي سريعاً ينتهي سريعاً».

* وما هي الفرص الاستثمارية الجديدة التي تنصحين سيدات الأعمال الجديدات بالتوجه لها؟

ـ كثيرة، ومن أبرزها المطاعم الراقية والمعارض الفنية والثقافية، والمشاريع السياحية العائلية، وإدارة المصانع، والأمن والشرطة.. ومشاريع أخرى لدى المرأة السعودية القدرة على الخلق والإبداع فيها.

* كيف تقيمين قدرة سيدات الأعمال السعوديات في الدخول إلى دائرة الاستثمارات الخارجية بالشراكة مع الشركات العالمية؟

ـ لا يوجد ما يمنع دخول سيدات الأعمال السعوديات في شراكات مع شركات عالمية، ولكن قبل ذلك يجب أن تدرس هذه المشاريع بدقة شديدة بدون تسرع، ومن ذلك تاريخ الشريك التجاري وسمعته وقوانين الشراكة، وفي نهاية الأمر التجارة إقدام وفرص.

* ما مدى إمكانية استثمار مشاركة سيدات الأعمال السعوديات في ملتقيات الاقتصاد الأجنبية في تحسين صورة المرأة السعودية بالخارج؟

ـ الأسبوع الماضي شاركت في تنظيم الأسبوع التجاري البريطاني الذي ضم ممثلين عن أكثر من 50 شركة بريطانية زائرة كأضخم زيارة تجارية للمملكة، وقد شكرني السفير البريطاني على حسن التنظيم وإظهار الجانب المشرف لبلدي ولنفسي، وكمثال للسيدة السعودية أتطلع للمزيد من المشاركات خلال الفترة المقبلة.