السعودية: نضوب «الرمل» يهدد بشل قطاع المقاولات

سعر الشحنة يقفز من 426 دولارا إلى 853 دولارا خلال 3 أشهر

TT

دخل الرمل السعودي ماراثون الارتفاع المطرد في أسعار مواد البناء، بزيادة بلغت 50 في المائة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، والتي أرجعها الخبراء إلى شح المعروض مع الطفرة الكبيرة في حجم المشاريع العمرانية، وزيادة الطلب على كافة مواد البناء ومن بينها الرمل، رغم كونه المادة الوحيدة البعيدة عن تكلفة التصنيع والإنتاج.

وقال عبد العزيز حنفي، رئيس لجنة المقاولين بالغرفة التجارية بجدة لـ«الشرق الأوسط» إن زيادة الطلب على الرمل محلياً جاء بعد ركود المقاولات لفترة طويلة، ومع القفزة العقارية وانتعاش الحركة الإنشائية، تولدت أزمة نضوب الرمل التي باتت تهدد قطاع المقاولات السعودي، مفيداً بأن أسعار الرمل (البطحاء) للشحنة التي تبلغ 15 طنا كانت بـ1600 ريال (426 دولارا)، والآن تصل تكلفتها إلى حوالي 3200 ريال (853 دولارا)، بزيادة 50 في المائة عن السابق، وأن سيارات النقل الكبيرة التي كانت تعمل طيلة اليوم على طلب واحد، أصبحت الآن تأخذ حوالي 10 طلبات يومياً.

ويختلف حنفي مع آراء بعض الاقتصاديين الذين يرون أن هذه الزيادة تأتي امتداداً لارتفاع الأسعار عالمياً بعد ارتفاع أسعار البترول وتخصيص فوائض الميزانيات للتطوير العمراني، مؤكداً أن كميات العرض والطلب كانت ولاتزال هي المتحكم الرئيسي بالتقلبات السعرية لكافة مواد البناء. وإلى جانب التأثير السلبي لتفاقم مشكلة تسرب العمالة ونقل الكفالة التي أثرت بشكل كبير على إمكانيات تداول ونقل الرمل، مضيفاً «في أوقات كثيرة أحتاج فئة محدودة من العمالة لفترة معينة، لكن في ظل الأنظمة الحالية أضطر لاحضارهم لمدة عام كامل، وتحمل كافة مصاريفهم ودفع رواتبهم، رغم جلوسهم لفترات طويلة بلا عمل».

ويرى حنفي ضرورة تقنين الاقتصاد الحر وضبط الطلب المتزايد على الرمل، خاصة أن هناك مشاريع حكومية كبيرة تتطلب مواد وإمكانات ضخمة مما يكبد المقاولين الكثير من الخسائر مع ارتباطهم بالعقود المبرمة، محذراً من مغبة أن يؤثر هذا الطلب المتنامي مع شح المعروض من الرمل والارتفاع المتلاحق بالأسعار في إحداث شلل تام لقطاع المقاولات في المستقبل القريب.

من جهته، أرجع مقاول سعودي ـ فضل عدم ذكر اسمه ـ أزمة الارتفاع الكبير في أسعار الرمل إلى ارتفاع تكلفة أجور النقل التي تجاوزت زيادتها نسبة 70 في المائة خلال الأشهر الأخيرة، متهماً أصحاب الشاحنات بالجشع والاستغلال، مما شكل نقصاً حاداً في توافر كميات الرمل التي لم تعد تكفي لتغطية الطلب المتزايد مع طفرة المشاريع الحديثة.

تجدر الإشارة إلى أن كافة مواد البناء السعودية ما زالت تحقق قفزات سعرية كبيرة، حيث وصل سعر طن الحديد إلى 1600 ريال بعد أن كان بـ1400 ريال، وبلغت قيمة لفائف الأسلاك 100 ريال بعد أن كانت بـ60 ريالا، في حين سجل كيس الإسمنت الواحد ارتفاعاً من 13 ريالا إلى 25 ريالا في الأيام الأخيرة.