وكالة الطاقة تجدد الدعوة لزيادة إنتاج أوبك وسط ارتفاع الأسعار

توقعت زيادة الطلب العالمي على النفط..وأوبك تحتاج لدلائل ملموسة على نمو الطلب

TT

دعت وكالة الطاقة الدولية امس منظمة أوبك الى تزويد انتاجها قبل فصل الصيف لمنع انخفاض حاد في مخزونات النفط الخام بالدول الصناعية.

وقالت الوكالة في تقريرها الشهري عن سوق النفط ان امدادات البنزين في الولايات المتحدة أكبر مستهلك له في العالم بلغت أدنى مستوى لها منذ 16 عاما في مثل هذا الوقت من العام، مما أدى إلى ارتفاع سعر المستهلك عن ثلاثة دولارات للجالون مقتربا من مستواه القياسي.

وتقرير مايو هو التقرير الثالث على التوالي للوكالة ومقرها باريس الذي تحث فيه منظمة البلدان المصدرة للبترول (اوبك) على زيادة الانتاج بهدف خفض الاسعار وزيادة المخزونات.

وقال لورانس ايجلز مدير وحدة صناعة وأسواق النفط بالوكالة لرويترز «نتوقع زيادة كبيرة بمقدار 1.6 مليون برميل يوميا في الطلب العالمي في يونيو(حزيران) ومازالت هناك قيود على التكرير»، وأضاف «نحتاج البدء الان في زيادة الخام لتجنب خفض المخزونات».

وقالت الوكالة، التي تقدم النصح لست وعشرين دولة صناعية في مجال الطاقة، ان السحب من مخزونات الوقود لدى الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية زاد بالفعل الى «مستوى مرتفع بشكل غير معتاد» بلغ 900 الف برميل يوميا خلال الاشهر الستة الماضية متزامنا مع تخفيضات أوبك للانتاج، ومخزنات البنزين منخفضة خاصة في الولايات المتحدة التي تستهلك 40 في المائة من وقود السيارات في العالم.

وقال ايجلز «المجال الذي لا شك في تعرضه لضغوط هو سوق البنزين». وتفاقم الوضع بتوقفات أخرى في إمدادات نيجيريا ثامن أكبر مصدر للنفط في العالم. وأدت هجمات متشددين الى توقف ربع انتاج نيجيريا العضو في أوبك من الخام الذي تفضله المصافي لغناه بالبنزين.

وقدرت الوكالة الدولية ارتفاع اجمالي الانتاج المتوقف في نيجيريا الى 815 ألف برميل يوميا في أوائل مايو (ايار) الجاري. وأدى طول أمد توقفات الانتاج في نيجيريا وخفض امدادات أوبك والطلب القوي على البنزين الى رفع اسعار النفط متجاوزة مستوى 65 دولارا للبرميل أي أعلى بكثير من مستوى 50 دولارا للبرميل في يناير (كانون الثاني) الماضي.

ويواصل وزراء أوبك تجاهل الدعوات لزيادة الانتاج ويصرون على أنهم يمدون الاسواق بما يكفي لتلبية الطلب العالمي البالغ 85.5 مليون برميل يوميا. وقررت المنظمة التي تضخ أكثر من ثلث النفط العالمي الابقاء على خفض الامدادات في اجتماعها في مارس (آذار)، ومن المقرر أن تجتمع في سبتمبر (أيلول) المقبل لتحديد سياسات الانتاج، لكن الوكالة تقول إنه يتعين على أوبك اتخاذ اجراء قبل هذا الموعد.

ويأتي احجام اوبك عن الالتزام برفع طاقتها الانتاجية بعد عام 2009 استجابة لاثر من المحتمل أن يكون كبيرا على الطلب المستقبلي من جانب ترشيد الطاقة وأنواع الوقود البديلة وارتفاع الاسعار.

وعدم التيقن بشأن الطلب لا يوفر حافزا كافيا لمنتجي النفط للمخاطرة باستثمار مليارات الدولارات في مشروعات طويلة الاجل لزيادة الطاقة الانتاجية اذ يخشون أن تبقى بدون استخدام.

وقال ديفيد كيرش مدير معلومات السوق في شركة بي.اف.سي انرجي الاستشارية في واشنطن لرويترز «هذا يمثل عامل قلق كبيرا بالنسبة للمنتجين».

وأضاف كيرش انه بافتراض تنفيذ اجراءات حماية البيئة تتوقع بي.اف.سي ان يقتصر نمو الطلب على اربعة ملايين برميل يوميا بين عامي 2007 و2015 ليبلغ الاستهلاك العالمي 89 مليون برميل يوميا من نحو 85 مليون برميل يوميا حاليا، وتابع أنه بدون سياسات حماية البيئة قد يرتفع الطلب الى نحو 95 مليون برميل يوميا.

وقدرت وكالة الطاقة الدولية أن يبلغ الاستهلاك بافتراض عدم ظهور أية عوائق مستوى أعلى يصل الى 99 مليون برميل يوميا في عام 2015.

وفي مواجهة هذه التوقعات وجه وزير النفط السعودي علي النعيمي في الاسبوع الماضي أقوى اشارة حتى الان من أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم تفيد انها تحتاج الى دلائل ملموسة على نمو الطلب قبل أن تلتزم بزيادات أخرى في الامدادات تتجاوز مستوى 12.5 مليون برميل يوميا تستهدف الوصول اليه في عام 2009.

وقال النعيمي بعد اجتماع لوزراء الطاقة في اسيا والشرق الاوسط عقد في الرياض انه يشعر نظرا للتوسع في اجراءات حماية البيئة وترشيد الاستهلاك واستخدام البدائل انه ليست هناك حاجة لتجاوز مستوى 12.5 مليون برميل يوميا. ودعا النعيمي الى تحسين نشر البيانات عن الطلب المستقبلي ملقيا الكرة في ملعب المستهلكين الذين يطالبون المنتجين بالالتزام بزيادة الطاقة الانتاجية.

وقالت الوكالة ان الطلب على خام اوبك سيرتفع بنحو 400 الف برميل يوميا في الربع الثالث وحده بسبب تباطؤ انتاج دول من خارجها. وخفضت الوكالة توقعاتها لنمو الامدادات من الدول غير الاعضاء في أوبك بمقدار 100 ألف برميل يوميا ورفعت تقديرها للطلب على نفط أوبك في الربع الثالث بما يصل الى 400 ألف برميل يوميا.

وأبقت الوكالة على توقعاتها لنمو الطلب العالمي هذا العام بدون تغيير عند 1.8 في المائة أي ما يعادل 1.5 مليون برميل يوميا.

وعلى صعيد اسواق النفط ارتفعت أسعار مزيج برنت في لندن والخام الاميركي الخفيف في التعاملات الآجلة أمس مدعومة بتعطل الامدادات من نيجيريا وارتفاع أسعار البنزين الاميركي.

وبداية التعاملات ارتفع سعر برنت 55 سنتا الى 66.34 دولار للبرميل وزاد الخام الاميركي 24 سنتا الى 62.05 دولار للبرميل، وارتفع سعر البنزين الاميركي 0.26 في المائة الى 2.3222 دولار للجالون.