مصرفي: عائدات الخليج النفطية تتجاوز 3 تريليونات دولار في عقد

قيمة الأصول المدارة تصل إلى 200 مليار دولار في خمس سنوات

TT

توقع مصرفي عربي امس ان تصل عائدات منطقة الخليج من صادراتها النفطية في عشر سنوات الى 3 تريليونات دولار على اساس مستويات الانتاج الحالية وبسعر 40 دولارا للبرميل.

وقال زياد مكاوي الرئيس التنفيذي للبنك الاستثماري الجبرا كابيتال ومقره دبي ان العائدات النفطية الضخمة لدول الخليج تحتاج الى قنوات استثمارية في جميع انحاء العالم وليس منطقة الشرق الاوسط. ودأبت حكومات المنطقة على ضخ مليارات الدولارات في شراء اصول متنوعة في مناطق مختلفة من العالم وخاصة في اوروبا والولايات المتحدة خلال السنوات الاربع الماضية حينما بدأت اسعار النفط بالارتفاع المستمر بهدف تنويع مصادرها وجني فوائد افضل من عائداتها البترولية. وقال مكاوي ان حجم الاصول الاستثمارية المدارة في المنطقة سوف يتضاعف ثلاث مرات خلال خمس سنوات.

وتوقع ان يحقق قطاع إدارة الأصول في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا والمقدر حاليا بنحو 70 مليار دولار، نمواً سنوياً لا يقل عن 23.5% لتصل قيمة الأصول إلى ما يزيد عن 200 مليار دولار وذلك بحلول عام 2012 بفضل التطور السريع لأسواق رأس المال الاقليمية، بما في ذلك الادوات الاستثمارية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية.

وتجتذب السيولة الهائلة في المنطقة اصلا العديد من اللاعبين الكبار الى المنطقة التي لم تكن موجودة من قبل على شاشات رادارها. وساعدت اسعار النفط المرتفعة على جني دول الخليج خلال الاعوام الاربعة الماضية عوائد مرتفعة وصلت الى مئات المليارات. كما ساعدت هذه المداخيل على احداث فورة انتعاش كبيرة في المنطقة وخاصة اسواق المال والقطاع العقاري حيث وجهت الحكومات جزءا كبيرا من مداخيلها النفطية الى دولها. كما ظهرت دلائل على دخول صناديق دولية لقطاع العقار حيث قال مطورون عقاريون في دبي ان هناك دلائل على دخول صناديق استثمارية اوروبية سوق العقارات في الامارة التي تعتبر من اكثر البقع العقارية سخونة في منطقة الشرق الاوسط. وقال مكاوي الذي كان يشغل قبل منصبه الحالي وظيفة الرئيس التنفيذي لبنك دبي «تتوجه الخدمات الآن نحو إدارة الأصول المحلية التي يتم تعزيزها بالتطور السريع لأسواق المال والفرص الاستثمارية المغرية».

وقال ان المعطيات الحالية تشير الى تجاوز قيمة الأصول الإقليمية حيث كانت توقعات قيمة الأصول قبل ثلاث سنوات 75 مليار دولار بحلول عام 2010، وفي حال الاستمرار على هذا التوجه فإن القيمة ستتجاوز 200 مليار دولار أميركي وذلك في أقل من 5 سنوات. وقال مكاوي ان بنكه الاستثماري يستهدف جذب الاموال الاقليمية والدولية لاستثمارها عبر منتجاتها المختلفة من صناديق مشتركة ومنتجات مهيكلة ومحافظ استثمارية، مشيرا الى ان اسعار النفط المرتفعة تساهم جزئيا في نمو قيمة الاصول المستثمرة. وقال مكاوي ان الجبرا تهدف الى ادارة 4 مليارات دولار من الاستثمارات خلال خمس سنوات. واعتبر مكاوي في مؤتمر صحافي ان السوق تتمتع بإمكانات نمو ضخمة اذ تملك المنطقة حاليا حصة من الأصول التي تحت إدارتها كنسبة من القيمة السوقية للأسهم 7.2% فقط بالمقارنة مع معدل الأسواق النامية المقدر بـ25%، ومعدل يتراوح قدره بين 70 ـ 80% في السوق المطورة.

وأضاف ان إمكانيات سوق إدارة الاصول أكبر من أن يتم تجاهلها، ولزيادة حجم الأصول الإقليمية التي تحت إدارتها ثلاثة اضعاف لتصل إلى 200 مليار دولار، فإن معدل نمو هذه الصناعة بنسبة 23.5% خلال 5 سنوات كاف لتتماشى بسهولة مع معدلات النمو الفعلية المسجلة في الأسواق النامية الأخرى خلال هذه المرحلة من تطويرها لأسواق رؤوس أموالها. وتحظى كل من سنغافورة والبرازيل والصين بنمو بمعدلات مدمجة تتراوح بين 20% و40%. وبما أن سوق إدارة الاصول في ارتفاع وكذلك تدفقات رؤوس الأموال بين الشرق الأوسط وشمال افريقيا ومناطق آسيا النامية، فقد أشار البحث الذي أجرته الجبرا كابيتال إلى إنه من المتوقع أن يزيد اجمالي الاستثمارات الخارجية بين دول آسيا ودول مجلس التعاون الخليجي من 15 مليار دولار اليوم الى 300 مليار دولار.