«ياهو» تغير رئيسها التنفيذي في محاولة لاستعادة المبادرة أمام «غوغل»

«يانغ» الثلاثيني خلف «سيميل» الستيني على رأس الشركة

TT

استقال تيري سيميل الرئيس التنفيذي لشركة «ياهو» يوم أول من امس، كجزء من اعادة ترتيب الإدارة يهدف الى تغيير أوضاع الشركة التي تواصل فقدان القدرة على التنافس مع غوغل.

وسيبقى سيميل، 64 عاما، الذي قاد «ياهو» لفترة ست سنوات وساعد على تجديد الشركة، بعد انفراط فقاعة الانترنت، رئيسا غير تنفيذي ويقوم بدور استشاري بينما تولى جيري يانغ، المؤسس المشارك لـ«ياهو»، منصب الرئيس التنفيذي. وتتولى مهمة الرئيس سوزان ديكر، نائبة الرئيس التنفيذي التي ترأست مجموعة ياهو للاعلان والنشر.

وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، دشن سيميل اعادة تنظيم للشركة قال عنها مديرون كبار يوم أول من أمس، انها ساعدت «ياهو» على اعادة تركيز جهودها، وتخفيف البيروقراطية وتعزيز عملياتها. ولكن نتيجة تلك الجهود لم تترجم على أرض الواقع في شكل تحسن في الايرادات والأرباح، وهو ما اثار مشاعر عدم ارتياح بين أوساط المساهمين والموظفين.

وفي اجتماع سنوي لللمساهمين في الأسبوع الماضي، اشتكى بعضهم من أن كبار مديري الشركة يتسلمون رواتب ضخمة، ودعوا الى ربط مستوى الراتب بنوعية الأداء. وفشل ذلك الاقتراح في الحصول على أغلبية.

وقالت شارلين لي، المحللة في فورستر ريسيرتش «نحن جميعا نعلم انهم ظلوا يصارعون من اجل ايجاد انفسهم في اطار الاتجاه الاستراتيجي». واتخذت «ياهو» عددا من الخطوات في الأشهر الأخيرة لإعادة ترتيب وضعها في السوق. وقالت ان «الخطوة الخيرة هي القول من سيقود عملية التغيير. ومن الواضح انه لن يكون تيري».

وأعلنت ياهو في ابريل (نيسان) الماضي، ان ارباحها للربع الأول من العام انخفضت بنسبة 11 في المائة، بالمقارنة مع الربع ذاته من العام الماضي، مما خلق خيبة أمل لدى المحللين الذين كانوا يأملون برؤية نتائج أفضل من برنامج الاعلان الجديد للشركة. كما أن «ياهو» شهدت انخفاض سهمها في سوق البحث الحاسم على الانترنت، حيث تتقدم غوغل عليها.

وقال سيميل في محادثة هاتفية مشتركة مع المحللين والصحافيين يوم أول من أمس، انه كان قد تحدث الى مجلس «ياهو» حول استقالته «خلال فترة قريبة»، مضيفا «انني انظر الى نفسي باعتباري مدربا اكثر من كوني لاعبا يتقدم الى أمام».

ووصف يانغ، 38 عاما، ما حصل بأنه «فترة عاطفية بالنسبة لنا في ياهو». وقال يانغ «ان ياهو الآن تشهد فترة تحول، وانه من الضروري التعامل مع الأشياء بوضوح وسرعة وانضباط». وفيما اعترف بأن الشركة لا بد ان تتفاعل مع التغيرات المثيرة، التي من أنشطها ان تعيد صياغة اقتصاد الانترنت، فإن يانغ ومسؤولين آخرين كبارا أعربوا عن ثقتهم بنفوذ «ياهو» وامتدادها العالمي وقوتها العاملة. وحاول مسؤولو «ياهو» طمأنة المحللين بأن تغييرات الإدارة لم تنتج عن تدهور مفاجئ في مالية الشركة. وقال المسؤولون ان أداء «باناما»، البرنامج الذي تستخدمه الشركة لبيع الاعلانات على شبكة الانترنت، وهو مرتبط بنتائج محركات البحث، فاق توقعات «ياهو». إلا ان مسؤولين قالوا إن عائدات الإعلان على الشبكة لم تكن بالمستوى المتوقع بسبب بطء عائدات الاعلانات باستخدام تقنية الغرافيك في الاعلانات. وبوسع ديكر، 44 سنة، بوصفها رئيسة مواصلة الإشراف على جهود «ياهو» في مجال الإعلان. وكانت ديكر قد أدارت العام الماضي التحالف بين ياهو وناشري صحف بغرض تشكيل شبكة لاقتسام الاعلانات على شبكة الانترنت. ويضم هذا الائتلاف حاليا 264 صحيفة اميركية.

* خدمة «واشنطن بوسط» ـ (خاص بـ«الشرق الأوسط»).