«بلاك روك»: هبوط اقتصادي ناعم في الولايات المتحدة

وسط استمرار أسواق الأسهم في الصعود

TT

افاد تقرير اقتصادي انه يتوقع ان يحدث هبوط اقتصادي ناعم في الولايات المتحدة، مبينا انه رغم القلق المتزايد على مستقبل اقتصاد الولايات المتحدة خلال النصف الاول من العام 2007، فقد ابتدأ الاقتصاد الاميركي ينمو بمعدل دون المنحنى الطويل الأمد ثم استمر بالضعف ومن المرجح ان يبقى على هذا المنوال حتى آخر العام. وقال التقرير الصادر عن «بلاك روك» وتلقت «الشرق الاوسط» نسخة منه امس ان سوق المساكن يبقى يلقي بظلاله على المشهد الاقتصادي فكان للتطورات الاخيرة في سوق الرهونات من الصنف الرديء وقع سلبي هائل. مع ذلك، نستبعد، كما يقول التقرير، ان يحصل ايّ هبوط عنيف. اما عالمياً، فلم تؤثر مشاكل الولايات المتحدة على الظروف الاقتصادية في غيرها من البلدان، فقد ظلت صامدة وبقي النمو فوق المنحنى الطويل الأمد. وفي رأينا، ان النمو الحقيقي دعمه ذاتي، وخلافاً للماضي من السنين، ليست الولايات المتحدة المحرّك الأوحد للنمو العالمي.

وتعتقد بلاك روك اننا، إذ ندخل في النصف الثاني من 2007، نلاحظ ان الموضوع الاقتصادي المحوري في الأسواق العالمية هو التقلب.

اما السبب الرئيسي وراء تقلبات هذه الاسواق فيكمن في المخاوف من ركود ممكن في الولايات المتحدة وقلق متزايد من تباطؤ النمو الاقتصادي وضعف في نمو الارباح. وتتساءل فهل إمكانية الضعف في الارباح الآن تشكل ريحاً معاكسة تؤثر على أسواق الأسهم العالمية وهل الأرباح الاستثنائية التي سبق ان شهدتها الشركات حملت في طياتها بذور التدمير؟ يستطيع المرء ان يجادل، بحسب التقرير، ويقول انه من المهم ان نقدّر حق القدر ان خلفية الارباح هي في طور التغيّر وان القوة الكبيرة الدافعة للسوق تختفي تدريجياً، وان لهذه تداعيات على عائدات الأسهم (لأدنى) وتحرك أسواق الأسهم (لأعلى). غير انه من المبكر جداً ان تؤدي الشدة المنتشرة في سوق الارباح الى تهيئة الجو لسوق نزولية. اما على صعيد الدخل الثابت، فنرى ان اتجاهات معدلات الفائدة ستستمر في السيطرة على أسواق العملات حيث التفاوت في معدلات الفائدة يعمل ضد الدولار الاميركي وفي مصلحة اليورو.

ووفقا لرأي «بلاك روك» ان فترة متمادية من النمو الاقتصادي الضعيف سيخفف من ارتفاع التضخم، ليؤدي بالتالي الى خفض في معدلات الفائدة يقوم به مجلس الاحتياطي الاتحادي في وقت لاحق من هذا العام. اما خارج الولايات المتحدة، فإننا نتوقع ان ينبسط منحنى المردود في اوروبا واليابان.

وتشدد هنا «بلاك روك» قائلة «لسنا من الرأي القائل ان الاشهر الاخيرة شهدت تدهوراً واضحاً في خلفيات الاقتصاد العالمي الشامل. رؤيتنا الاساسية تظل دون تغيير: هبوط ناعم في الولايات المتحدة ونمو اقتصادي منيع عالمياً. فبناء على ذلك، ان صندوقنا الاستثماري العالمي مثقل بالأسهم الآسيوية (في اليابان وخارجها) ولا يملك سوى نسبة ضئيلة من الاصول في الاسهم الصينية».