سعر برميل نفط برنت يتجاوز 78 دولارا في لندن

فيما تتوقع «أوبك» نموا معتدلا في الطلب على النفط في 2008

عيون مشرئبة مع ارتفاع أسعار النفط («الشرق الأوسط»)
TT

تجاوز سعر برميل النفط المرجعي لبحر الشمال (برنت) أمس عتبة 78 دولارا في لندن عندما سجل 78.38 دولارا، وهو اعلى مستوى له منذ التاسع من آب (اغسطس) 2006، مدفوعا بمضاربات صناديق الاستثمار والمخاوف المرتبطة بإمدادات البنزين في الولايات المتحدة والوضع في نيجيريا.

وجرى التداول ببرميل نفط برنت، تسليم اغسطس في سوق لندن بسعر 78.31 دولار، بزيادة 74 سنتا.

وفي نيويورك، لامس سعر برميل النفط المرجعي الخفيف، تسليم اغسطس اعلى سعر له ايضا منذ الحادي عشر من اغسطس 2006 ليصل الى 74.35 دولار. وبلغ سعر البرميل في سوق نيويورك لفترة التسليم نفسها 74.37 دولار بزيادة 44 سنتا.

وتلامس اسعار النفط حاليا ارقامها القياسية التاريخية لشهر اغسطس 2006. فقد اقترب سعر النفط المرجعي الخفيف من 78.40 دولار في نيويورك في 14 يوليو (تموز) 2006. وبعد ثلاثة اسابيع، اي في السابع من اغسطس 2006، بلغ سعر برميل برنت 78.64 دولار في لندن.

ومنذ اسابيع عدة، ترتفع اسعار النفط بفعل المخاوف من عدم القدرة على تلبية الطلب الموسمي على البنزين في الولايات المتحدة، وبفعل الاضطرابات في نيجيريا حيث عمليات الخطف والهجمات تتلاحق بوتيرة تدعو الى القلق، وبفعل نشاط المضاربات بين صناديق الاستثمار التي تراهن على الافادة من ارقام قياسية جديدة.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن توبين غوري المحلل في «كومنولث بنك اوف استراليا» في سيدني قوله «نتجه نحو اوج الطلب الصيفي (...)، ويبدو ان الطلب قوي جدا». واضاف «ومن الممكن ايضا ان ترتفع الاسعار اكثر».

من جهة أخرى قالت «أوبك» أمس ان الطلب العالمي على النفط في عام 2008 سيشهد نموا معتدلا في حين ستزيد الامدادات من المنتجين المنافسين ما يخفض الطلب على نفط المنظمة.

ويؤكد التقييم الذي جاء في التقرير الشهري لـ«أوبك» عن سوق النفط في يوليو (تموز) وجهة نظر المنظمة القائلة بان امدادات النفط الخام وفيرة، وان ارتفاع أسعار النفط مقتربة من أعلى مستوياتها على الاطلاق يعكس قيود طاقة المصافي وعوامل اخرى خارج سيطرتها.

ونقلت رويترز عن «اوبك» قولها ان الطلب العالمي على النفط في 2008 سيزيد بواقع 1.34 مليون برميل يوميا أو ما يوازي 1.6 بالمائة وهو ما يمثل تباطؤا بسبب عوامل من بينها ترشيد استهلاك الطاقة واستخدام انواع اخرى من الوقود.

وتقترب توقعات «أوبك» للعام 2008 من تقديرها لنمو الطلب 1.3 مليون برميل يوميا في 2007 وهو رقم لم يتغير كثيرا عن التقدير السابق ويقل كثيرا عن بعض التوقعات للعام المقبل. وقالت وكالة الطاقة الدولية التي تقدم المشورة لستة وعشرين بلدا صناعيا في تقريرها الشهري يوم الجمعة الماضي ان الطلب سينمو بمقدار 2.2 مليون برميل يوميا في 2008.

وحثت وكالة الطاقة الدولية «اوبك» مرارا على ضخ المزيد من النفط لخفض الاسعار وهو ما ترفضه «اوبك». وتجتمع المنظمة التي تضم 12 عضوا في 11 سبتمبر (أيلول) لتحديد سياسة الامدادات.

وقدرت «اوبك» الطلب في عام 2008 على نفطها بواقع 30.71 مليون برميل يوميا انخفاضا من 30.78 مليون برميل يوميا هذا العام وذلك لاسباب من بينها ارتفاع الامدادات من خارج المنظمة والمعروض من انواع الوقود المختلفة مثل الوقود الحيوي. وابدت المنظمة قلقها من أن بدائل النفط قد تقوض سوقها في السنوات المقبلة. ورغم ذلك رفعت «اوبك» في تقرير (في الشهر الجاري) الطلب المتوقع على نفطها في عام 2007 عن التقدير الوارد في تقرير الشهر السابق وهو 30.56 مليون برميل يوميا في ضوء عوامل من بينها تراجع الامدادات عن المتوقع من منتجين مستقلين مثل بريطانيا والنرويج.

كما أن «اوبك» أكثر تشاؤما من وكالة الطاقة الدولية بشأن توسع المصافي النفطية في العالم العام المقبل. وتتوقع المنظمة نمو الطاقة التكريرية بواقع مليون برميل يوميا بما يقل عن معدل نمو الطلب في أدنى تقديراته.

وقال التقرير ان الاستهلاك العالمي قد يشهد زيادة كيبرة تصل الى 1.45 مليون برميل يوميا أو صغيرة لا تتجاوز 1.2 مليون برميل يوميا في عام 2008 ويتوقف ذلك على عوامل غير مؤكدة مثل الطلب الهندي واحتمالات مجيء فصل شتاء دافئ للغاية.

واتفقت «أوبك» التي تضخ أكثر من ثلث انتاج العالم من النفط العام الماضي على خفض الانتاج 1.7 مليون برميل يوميا، وأظهر تقرير أمس أن الاعضاء يكبحون المعروض. وقال التقرير نقلا عن بيانات من مصادر ثانوية ان أعضاء «أوبك» العشرة المقيدين باتفاقات خفض الانتاج ضخوا 26.381 مليون برميل يوميا في يونيو (حزيران) نزولا من 26.403 مليون برميل يوميا في مايو (أيار)، ولا يخضع العراق وأنغولا لتلك الترتيبات.