الأسهم السعودية تعيش «محنة تصارع» بين قوى البيع والشراء لتأسيس «المنطقة الجديدة»

المؤشر العام يقف أمام تحدي اختراق حاجز 7600 نقطة

متعاملون يراقبون حركة الأسهم السعودية («الشرق الاوسط»)
TT

عاشت سوق الأسهم السعودية أمس تجاذبا في حركة المؤشر العام شكلت «محنة تصارع» بين صعود وهبوط بشكل طفيف جدا في مسار صاعد تارة وهابط تارة أخرى، كشفت عن تجاذب بين قوى الشراء والبيع تدعم كل منهما وجهة مقومات. وما ساعد قوى الشراء يوم أمس هي الفرصة المتاحة لمعظم المتعاملين للشراء في الشركات وخاصة التي لم تعلن عن نتائج أعمالها على أمل أن تكون فرصة لتملك سهم ربما تكون أرباحه جيدة وقوية، في المقابل تتوجه شريحة الباعة لاستغلال عملية صعود المؤشر خلال الأيام الماضية، لتسجل مكاسب فعلية.

وهنا، ذكر يوسف الرحيمي الخبير السعودي في مجال التحليل الفني أن مؤشر السوق سجل تراجعا يمكن أن يوصف سيره بـ«الطبيعي» نتيجة أن جني الأرباح مرشح في أي وقت ولو بصعود نسبي لشريحة من الشركات، في الوقت الذي لو سجل المؤشر العام صعودا لاعتبر كذلك مواصلة لرتم مسيرة الصعود بعد موجة الهبوط السابقة.

وأغلقت تداولات الأمس بتراجع المؤشر العام خاسرا 0.24 في المائة، تمثل 18.2 نقطة ليقف عند 7445.50 نقطة، تداول المتعاملون خلالها 179.6 مليون سهم، بلغت قيمتها الإجمالية 7.4 مليار ريال (1.9 مليار دولار)، نفذت عبر 215.5 ألف صفقة، صعدت معها أسهم 40 شركة مقابل تراجع أسهم 40 شركة من أصل 94 شركة يتم تداول أسهمها حاليا. وأكد لـ«الشرق الأوسط» الرحيمي أن الرحلة لتخطي نقاط المقاومات ستكون مشوبة بعمليات بيوع من قبل المحافظ لجني أرباح فعلية، وربما تكون معرضة لهزات مختلفة جراء أنباء جوهرية لبعض الشركات المؤثرة، مشيرا إلى أن موجات الصعود دائما ما تكون مصحوبة بتحرك فعال للشركات المستفاد منها في عمليات المضاربة.

من جهته، قال محمد العمران وهو محلل مالي سعودي أن تراجع الأمس لا يزال يمثل موجة جني أرباح تعبّر عن هبوط طفيف ضمن موجة صعود استمرت خلال 10 تداولات ماضية، مشددا على أهمية دعم المؤشر لقواه لتخطي حاجز 7600 نقطة والتي تعد نقطة المقاومة المهمة. وأضاف العمران في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أنه في حال استطاعة المؤشر اختراق حاجز 7600 نقطة حيث تمثل ارتضاء المنطقة النقطية الممتدة حاليا بين 7300 نقطة و7600 نقطة لتكون أساسا ومنطلقا جديدا للمؤشر العام، مضيفا أن اختراق المقاومة المقبلة لن تتم ما لم يكن مدعوما بكمية تداول وقيم إجمالية كبيرة.

ولكن يرى الرحيمي أن المؤشر العام أسس لمرحلة جديدة من عمره باعتبار نقاط المقاومة المقبلة إذ أن الموجة الحالية ترشح أن تكون نقطة المقاومة المقبلة عند ملامسة 7800 نقطة، لتكون بوابة جديدة للانطلاق لاختراق حاجز 8000 نقطة وهو الأمر المرشح مدعوما بحركة السيولة الجيدة خلال الفترة المقبلة.

ويعود العمران إلى الإشارة بأن ترقب نتائج الشركات الكبرى له تأثير على سير المؤشر العام، ولكن من المهم التأكيد على أن سوق الأسهم باتت كتلة واحدة لأن السوق ليس فقط سهم «سابك» أو «الكهرباء» بل هناك أسهم قوية وأضيفت أسهم ثقيلة أخرى لها ذات التأثير، مؤكدا على أن الانعكاس يرجع إلى قوى السوق وتفسيراتها في نتائج الشركات الكبرى ولا يمكن أن تحددها القراءات الفنية.

وأفاد العمران أن هذا المزيج من التفسيرات والترقب لنتائج الشركات سيكون أحد العوامل البارزة في تحديد ملامح اتجاه السوق خلال الأيام المقبلة، مشددا في ذات الوقت أن السمة العامة في سوق الأسهم حاليا هي التفاؤل يدعمه كسر منحنى مؤشر السوق الذي كان في فبراير (شباط) من العام الماضي، إضافة على تجاوز مدة 50 يوما التي أثبتت منطقية تداولات السوق وتحركاته.