الأسهم السعودية: «قراءة النتائج» تحدد مسار المؤشر العام الأسبوع الحالي

تقارير تحليلية تتوقع انتعاشة جديدة وتوقعاً بارتفاع حدة المضاربات

متداولون في احدى صالات الاسهم («الشرق الأوسط»)
TT

ستعتمد تداولات سوق الأسهم السعودية هذا الأسبوع على مدى قراءة المتعاملين لنتائج الشركات ولاسيما شريحة الشركات القيادية والمؤثرة في المؤشر العام، إذ ستبني القراءة المتأنية في «عطلة الأسبوع» تحديد مصير مسار المؤشر خلال الفترة المقبلة. فبافتراض نتيجة قراءة غير متفائلة بنتائج الشركات القيادية عقب الإعلان عن معظمها في نهاية الأسبوع الماضي، فإن ذلك ربما يعرض المؤشر العام لتذبذب تكون فيه احتمالية تفضيل التراجع هو الأساس، في وقت تتفاءل فيه مؤسسات مالية سعودية بعكس ذلك. وكانت الشركات القيادية قد أعلنت عن نتائج مالية تراوح مدى قبولها ما بين الرضاء وعكسه، حيث أعلنت الشركة السعودية للصناعات الأساسية «سابك» والتي تشكل 25 في المائة من إجمالي حجم السوق، أنها حققت أرباحا قياسية بقيمة 12.8 مليار ريال (3.4 مليار دولار) للنصف الأول من العام الجاري 2007 بارتفاع قوي قوامه 45 في المائة عن أرباح النصف الأول 2006، بينما أعلنت شركة الاتصالات السعودية، وهي ثاني أكبر الشركات المدرجة عن تحقيق أرباح بقيمة 5.9 مليار ريال (1.5 مليار دولار) للنصف الأول 2007 تمثل انخفاضا نسبته 14.5 في المائة عن أرباح النصف الأول من عام 2006. في حين سجلت شركة الكهرباء السعودية أرباحا قوامها 351 مليون ريال (93.6 مليون دولار) بارتفاع كبير عن نتائجها لذات الفترة من العام الماضي.

وتقول مجموعة بخيت الاستثمارية، إحدى المؤسسات المالية السعودية المرخصة، إن سوق الأسهم تقف هذا الأسبوع أمام وضوح صورة بعد صدور النتائج المالية للشركات المساهمة، مما يعني دخول سوق الأسهم في مسار جديد. وذكرت المجموعة أن نتائج الشركات أظهرت ارتفاعا جيدا لأرباح الربع الثاني 2007 لمعظم الشركات القيادية، متوقعا أن يشهد السوق انتعاشاً في الأيام المقبلة تفاعلا مع هذه النتائج.

وفي توجه مقارب، ذهبت مجموعة كسب المالية، وهي شركة وساطة مالية سعودية مرخصة، إلى أنه مع انتهاء إعلان الشركات لنتائجها الربعية والتي جاءت ايجابية يتوقع أن تزداد حدة المضاربة في الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن بعض المتعاملين سيستغل النتائج في سبيل تحقيق أهداف المضاربة.

وباتضاح رؤية المؤسسات المالية السعودية، لابد من الإيضاح بأن السوق ستكون أمام منعطف جديد يتمثل في ترقب إدراج 315 مليون سهم في «المملكة القابضة» لتنضم إلى قافلة الأسهم الثقيلة والأكثر تأثيرا في مؤشر السوق، إذ تم يوم الأربعاء الماضي الانتهاء من الاكتتاب في أسهم الشركة، حيث تذهب الآراء بأن سهم «المملكة القابضة» سيشكل إضافة في دعم تحركات مؤشر السوق.

من جهتها تبين «كسب المالية» أن ثبات أسهم الشركات القيادية وفي حال استمرار صعودها التدريجي سيساعد على استقرار السوق حيث يعتمد بالدرجة الأولى على مدى ثقة المتعاملين في أداء تلك الشركات واقتناعهم بفكرة الاستثمار المنخفض المخاطر نسبة إلى المضاربات التي مازالت تكبد المتعاملين خسائر كبيرة.

وفي هذا الصدد، أشارت مجموعة بخيت إلى أن أسهم المضاربة واصلت ارتفاعها ولكن بشكل تدريجي للأسبوع الثاني على التوالي، إذ رصد مؤشر بخيت للأسهم الصغيرة ارتفاعا بنسبة 5 في المائة لهذا الأسبوع، مؤكدة في ذات الوقت ارتفاع أسعار النفط بشكل طفيف بسبب عمليات المضاربة من المتعاملين بشكل أساسي، ليصل بذلك سعر برميل نفط غرب تكساس يوم الثلاثاء إلى 74 دولاراً للبرميل بزيادة 1.2 دولار أو ما نسبته 1.7 في المائة تقريباً عن سعره في الأسبوع ما قبل الماضي. ولكن مجموعة كسب المالية تعود إلى التفاؤل بهذا الأسبوع، حيث ترى أن سوق الأسهم السعودية شهدت الأسبوع ضغوطات كبيرة على المؤشر العام حاولت تكوين موجة هبوط على الرغم من النتائج المالية الإيجابية لكثير من الشركات، في مقدمتها الشركات القيادية، مؤكدة أن شركة الاتصالات برغم نتائجها إلا أنها تعتبر حققت أرباحا جيدة مع دخول المنافس في طور تحقيق الأرباح. وأضافت «كسب المالية» أن الشركات التي تعثر أداؤها خلال الفترة الماضية بسبب الانخفاض الشديد في إيراداتها الاستثنائية أن تحقق معظمها تحسنا في إيرادات نشاطها الرئيسية هذا الربع مما يدل على التوجه السليم لتلك الشركات واستمرار تحقيقها نتائج جيدة في المستقبل، الأمر الذي يضفي تفاؤلا بحال السوق مستقبلا.