الأسهم السعودية: نجاح المقاومة فوق منعطف 7500 نقطة

المؤشر العام يتهيأ لاختراق نقطتي مقاومة خلال مدى يمتد للأسبوع المقبل

TT

نجحت مقاومة الشراء الشرسة في سوق الأسهم السعودية من إغلاق المؤشر العام على مستوى نقطي فوق منعطف 7500 نقطة من أمام قوى البيع، وذلك لليوم الثاني على التوالي من حيث التداولات، لتعطي دلالة واضحة بارتضاء محركات السوق للمستوى النقطي الخالي على الأقل في هذه الفترة. وشهدت سوق الأسهم حالة مماثلة أخرى في تداولات الأسبوع الماضي إذ راوح المؤشر العام بين الهبوط تارة والصعود تارة أخرى حتى استطاعت قوى الشراء من تعديل الكفة لصالحها ورفع السوق عند مستوى نقطي فوق حاجز 7500 نقطة، بارتفاع نقطة واحدة فقط. ويعني وقوف المؤشر العام فوق مستوى يتخطى الحاجز المذكور لأكثر من مرة أن هذه المساحة هي التي اختارتها قوى السوق لتكون منطقة تأسيس سعرية جديدة وتكون بالتالي مركز انطلاق السوق لمستويات أخرى وتعتمد عليها كـ«أرضية صلبة» في تسجيل اختراقات جديدة. وراوغ المؤشر العام في تداولات الأمس بين ارتفاع وانخفاض حتى أغلق نهاية التعاملات عند مستوى 7503.32 نقطة، تم خلالها تداول 186.8 مليون سهم، بلغت قيمها الإجمالية 8.1 مليار ريال (2.1 مليار دولار)، نفذت عبر 303.4 ألف صفقة، صعدت خلالها أسهم 42 شركة، مقابل هبوط 36 شركة من أصل 96 شركة مدرجة في السوق ويتم تداول أسهمها حاليا. يشار إلى أن شركتي «أنعام» و«بيشة» موقف تداول أسهمهما لتآكل جزء كبير من رأسمالهما.

وذكر لـ«الشرق الأوسط» حسن بن عبد الله القاضي وهو محلل مالي سعودي أن الأجواء العامة المحيطة بسوق الأسهم تضفي مزيدا من الارتياح على مستقبل السوق، إذ أن هناك ما يسمى بـ«الحركة النفسية للسوق» والتي هي في الأساس المحرك الفعلي لسلوك المتعامل (مضارب أو مستثمر) تساهم بشكل كبير في تحديد مسار المؤشر العام وتتحكم في مصيره.

وزاد القاضي أن البيئة المحيطة بسوق الأسهم حاليا تدعوا للتفاؤل وتدعم وجود حركة شراء ومقاومة لأي هبوط، مفيدا أن من بين الأجواء الإيجابية التوقف عن طرح اكتتابات خلال الفترة المقبلة والتي من شأنها إعادة الثقة النفسية المطلوبة وبالتالي عودة السيولة من جديد، مضيفا أن من الأمور الداعمة لمقاومة المؤشر ومواصلة ميسرته الخضراء النتائج الإيجابية لأقوى وأثقل سهم في السوق المحلية وهو «سابك».

إلى ذلك، أوضح سليمان الجربوع وهو محلل فني مستقل في حديث لـ"الشرق الأوسط" أن الوقوف أمام حاجز 7500 نقطة تأتي للتأسيس نحو اختراق نقطتي مقاومة قويتان وهما حاجز 7580 نقطة وتليها 7666 نقطة، قبل التقهقر نحو مستوى 7222 نقطة التي ستكون نقطة الدعم القصوى، مفيدا أن تفاعل التداولات ينطلق من الحالة النفسية المؤمنة بأن فترة الصيف تعد مرحلة للارتفاعات.

وأضاف الجربوع أن المؤشر العام فقد جزءا من قوة الدفع التي لديه هذا الأسبوع، لافتا إلى أن ذلك لا يدعو للقلق أو التشاؤم إذ أن التراجع والهبوط بعد مرحلة الصعود تعد من طبيعة السوق، كما أن التراجع يدخل ضمن مظلة التفاؤل الكبيرة بمستقبل المؤشر العام يدعمه في ذلك سياسة صناعة نقاط الدعم السريعة.

وقال الجربوع إن المدى الذي يرجح أن تخترق فيه سوق الأسهم نقطتي المقاومة المشار إليها لن تتجاوز الأسبوع المقبل إذ أن السوق مرشحة للتراجع في يومي تداول من هذا الأسبوع، في الوقت الذي يمكن فيه استثناء تداولات الأربعاء من كل أسبوع والذي عود المتعاملين فيه على الإقفال بألوان خضراء. وعودة على فعاليات السوق، اتضح ما تنبأت إليه مؤسسات مالية سعودية من أن حركة المضاربة الحامية ستستمر إذ تصدر قطاع التأمين حركة المضاربات وسجل سهم «سند» المرتبة الأولى في قائمة الشركات الأكثر ارتفاعا يليه سهم «ساب تكافل»، بعده سهم «سلامة»، فسهم «ولاء للتأمين».