تقرير مالي: قطاع الاتصالات السعودية الأكبر في العالم العربي بإنفاق 10.6 مليار دولار العام الماضي

وسط توقعات باستمرار معدلات النمو في عدد المشتركين والإيرادات

توقع مستقبل واعد لقطاع الاتصالات في السعودية الذي يمثل الأكبر في الدول العربية («الشرق الاوسط»)
TT

ذكر تقرير مفصل لمجموعة مالية تعمل في السعودية إلى تمتع سوق الاتصالات السعودية بعدد من المزايا الجاذبة، بالإضافة إلى قوة القطاع الذي يعد الأكبر في العالم العربي من حيث حجم الإنفاق على خدمات الاتصالات، والذي بلغ 10.6 مليار دولار العام الماضي، وهو ما اعتبرته المجموعة مساويا لضعف مثيله في اقرب دولة عربية للمملكة من حيث حجم الإنفاق.

وتوقعت مجموعة هيرمس المالية من خلال تقريرها إن يشهد قطاع الاتصالات السعودي معدلات نمو حقيقية من حيث عدد المشتركين والإيرادات في معظم المجالات خلال الاعوام الثلاثة المقبلة كما توقعت إن تحقق سوق خدمات النطاق العريض معدلات نمو قوية، بجانب استمرار خدمات الاتصال الصوتي التقليدي كمصدر رئيسي للإيرادات للقطاع، إلا إن التقرير نبه إلى إن إيرادات الخدمات الصوتية قد لا تستمر بذات الإيرادات القوية خاصة بعد الأجل المتوسط الذي قدرته من سنتين إلى ثلاث سنوات، وأرجعت ذلك للانخفاض المتوقع لأسعار المكالمات مع زيادة المنافسة في الفترة المقبلة.

إلا إن التقرير عاد وأكد إن حجم النمو المتوقع للاقتصاد السعودي وزيادة حجم الطلب في قطاع الاتصالات بالإضافة إلى متوسط العائد الشهري المرتفع للمستخدمين يجعل من سوق الاتصالات في السعودية سوق جذاب للاستثمار مقارنة بالأسواق الأخرى.

واعتبرت المجموعة المالية «هيرمس» إن هناك عدة عوامل تدعم توقعاتها المتفائلة بشأن مستقبل قطاع الاتصالات السعودي، يتصدرها النمو الاقتصادي القوي وسياسة الحكومة الرامية لجذب الاستثمارات الأجنبية، والإنفاق المنخفض نسبيا على خدمات الاتصالات الذي يتوقع إن يرتفع ليلحق بمستوى الدول الإقليمية والعالمية المناظرة، بجانب التركيبة السكانية في السعودية التي تتسم بغلبة شريحة شباب ذات ثراء مرتفع وارتفاع نسبة العمالة الأجنبية.

وبينت هيرمس في تقريرها المختص بسوق الاتصالات في السعودية، انه ومع التوقعات بتزايد حمى التنافس في السوق خلال العام المقبل مع دخول المشغل الثالث للجوال وثلاثة مشغلين جدد للخطوط الثابتة، إلا إن موقف شركة الاتصالات السعودية سيكون جيدا وستظل التدفقات النقدية الحرة للشركة مستقرة بسبب ارتفاع حجم الطلب والنمو المتوقع في السوق السعودي.

وتوقعت المجموعة المالية إن يصل إجمالي الحصة السوقية لشركة الاتصالات السعودية في سوق الخطوط الثابتة إلى 91 في المائة بنهاية عام 2010، فيما سيبلغ إجمالي خطوط الشركة الثابتة إلى 4.1 مليون خط بنهاية العام الجاري.

وأشارت هيرمس إلى إن حصة شركة الاتصالات السعودية في سوق خدمات النطاق العريض قد تكون اقل من حصتها في سوقي الجوال والخطوط الثابتة «نظرا لإمكانيات النمو الهائلة لخدمات النطاق العريض والتي تمنح للمشغل الجديد فرصة الفوز بحصة كبيرة في السوق»، ونبهت إلى إن الإنفاق «الرأسمالي» على الخطوط الثابتة للشركة قد يتزايد في السنوات الثلاث القادمة بتأثير تحديث الشركة لجزء من شبكة الخطوط الثابتة إلى تكنولوجيا الجيل التالي (NGN).

وذكرت المجموعة المالية ان شركة الاتصالات السعودية لديها واحدة من أعلى مستويات التدفقات النقدية الحرة بين جميع شركات الاتصالات في المنطقة، وأوضحت إن توزيع الشركة لمعظم التدفقات النقدية الحرة في شكل توزيعات نقدية يؤدي إلى ارتفاع معدل توزيع الأرباح وارتفاع العائد على الأرباح الموزعة.

وبينت هيرمس إن تقديراتها للقيمة العادلة لشركة الاتصالات السعودية تبلغ 88.4 ريال (23.5 دولار) للسهم أي 46 في المائة أعلى من السعر الحالي للسهم، وأوصت في هذا الصدد بشراء السهم على المديين القصير الأجل والطويل الأجل.

وأكدت «هيرمس» إن خطوة شركة الاتصالات السعودية في الاستحواذ على 25 في المائة من شركة ماكسيس «اكبر مشغلي الجوال في ماليزيا» و51 في المائة من شركة NTS الاندونيسية بمبلغ 3.05 مليار دولار، يمثل بداية لانطلاق الشركة نحو توسعات خارجية اكبر.