الاسترليني ينتعش أمام الدولار واليورو يجني مكاسب بعد تدخل «المركزي السويسري»

انخفاض الأسهم البريطانية وسط تراجع قطاعي الاتصالات والتكنولوجيا

TT

ارتفع سعر الجنيه الاسترليني الى اعلى مستوى له منذ اسبوع امام الدولار لليوم الثاني على التوالي مسجلا 4036.1 دولار مع هبوط العملة الاميركية بشكل عام. وتراجع الدولار بعد ان حث رئيس اتحاد المصنعين الاميركيين الحكومة على تخفيف سياستها التي تقوم على أساس قوة العملة.

لكن الاسترليني كان قد بدأ انتعاشه قبل هذه التصريحات مرتفعا باكثر من ثلاثة سنتات عن ادنى مستوياته منذ 15 عاما التي سجلها في اعقاب الانتخابات العامة البريطانية بسبب الاعتقاد بان حكومة حزب العمال التي حققت فوزا ساحقا ستسارع بالانضمام لليورو. وقال المحللون ان الاسترليني استمد المزيد من القوة كذلك من بيانات اقتصادية ايجابية اظهرت ان اسعار الفائدة البريطانية قد لا تخفض بدرجة كبيرة بل وقد تبدأ في الارتفاع قبل نهاية العام. وفي الساعة 24 : 08 جرى تداول الاسترليني بسعر 4030.1 دولار من دون تغيير يذكر عن سعره السابق ولكن بارتفاع باكثر من سنتين عن أدنى مستوى له منذ 15 عاما الذي سجله هذا الاسبوع عند 3680.1 دولار. وسجل الاسترليني 46.61 بنس لليورو منخفضا ربع بنس عن أدنى مستوى له منذ خمسة اسابيع الذي سجله الاربعاء الماضي.

من ناحية اخرى، ارتفع اليورو الى اعلى مستوياته منذ ثلاثة اسابيع مقابل الدولار امس مضيفا ثلث نقطة مئوية الى مكاسبه السابقة بعد ان تدخل البنك المركزي السويدي «ريكسبنك» بشراء الكرونة. وهبط اليورو واحدا في المائة الى ادنى مستوياته منذ اسبوعين مقابل الكرونة السويدية بعد التدخل. وقال متعاملون ان «ريكسبنك» باع كميات محدودة من العملة الموحدة بسعر 21.9 كرونة واقل. لكن ما تردد عن بيع «ريكسبنك» للدولار مقابل الكرونة بكميات كبيرة اضعف الدولار بشكل عام مما افاد اليورو الذي كان قد تدعم بالفعل اول امس باعتراضات اتحاد المصنعين الاميركيين على قوة الدولار.

وقال «ريكسبنك» ان قرار التدخل اتخذ اول من امس في اليوم الذي اعلن فيه ان التدخل احد الوسائل المطروحة لمواجهة ضعف الكرونة الذي يشكل مخاطر تضخمية. وارتفع اليورو الى مستوى 8669.0 دولار وهو اعلى مستوى له منذ 22 مايو (ايار) الماضي وبارتفاع باكثر من نصف سنت خلال تعاملات امس. لكنه تراجع عن اعلى مستوياته منذ ثلاثة اسابيع امام الين ليسجل 55.104 ين بعد ان قال محلل بارز من وكالة موديز للتصنيف الائتماني ان الوكالة لا تعتزم في وقت قريب خفض تصنيفها للدين السيادي الياباني. ودفعت تصريحات موديز الدولار كذلك للانخفاض امام الين مما دعم العملة اليابانية التي هبطت بعد قرار بنك اليابان الابقاء على السياسة الائتمانية من دون تغيير. وقال بنك اليابان ان مجلسه وافق بالاجماع على الابقاء على المستوى المستهدف لاحتياطيات البنوك وودائع المؤسسات غير المالية لدى البنك المركزي وهي خطوة كانت متوقعة على نطاق واسع. لكن التكهنات المتعلقة بخطوات البنك المستقبلية ظلت مستمرة بعد تصريحات عضو في البرلمان عن الحزب الديمقراطي الحر الحاكم قال فيها ان قرار البنك جاء اقل من المطلوب لانعاش الاقتصاد الياباني المتردي.

كما ابقى بنك اليابان المركزي على سعر الفائدة دون تغيير امس مقاوما ضغوطا سياسية لتغيير السياسة النقدية لمنع تدهور الاقتصاد بدرجة اكبر. لكن الاقتصاديين قالوا انها مسألة وقت قبل ان يضطر ماسارو هايامي محافظ بنك اليابان لاتخاذ اجراء بتخفيف عبء الاصلاحات الاقتصادية التي يعتزم رئيس الوزراء جونتشيرو كويزومي تنفيذها.

واظهرت بيانات هذا الاسبوع ان الانتاج انكمش بنسبة 2.0 في المائة في الربع الاول من العام. وتوقع وزير المالية ماساجورو شيوكاوا انخفاضا أكبر في الربع الثاني وهو ما قد يقود البلاد مرة اخرى الى الكساد. وقال البنك انه سيواصل الابقاء على المستوى المستهدف لودائع الحساب الجاري وهي مجموع احتياطات البنوك وودائع المؤسسات غير المالية لدي البنك المركزي عند مستوى خمسة تريليونات ين (2.41 مليار دولار). وتبنى البنك هذا المستوى الذي يخفض فعليا الفائدة قصيرة الاجل الى مستوى الصفر في اجتماعه في 19 مارس (اذار) الماضي وتعهد بالاستمرار في ذلك حتى تتوقف اسعار المستهلكين عن الانخفاض. واحتياطيات البنوك هي حجر الزاوية في التوسع النقدي والائتماني في الاقتصاد. لكن مع تخاذل البنوك عن الاقراض وحماس المستهلكين لتسوية ديونهم، فان الطلب على الاموال من البنك المركزي ضعف بحيث وجد البنك صعوبة في الوفاء بمستوى الخمسة تريليونات ين المستهدف.

وظل الين يتعرض لضغوط امس مع اصرار الساسة على مطالبتهم لبنك اليابان المركزي بتخفيف السياسة الائتمانية بعد ان قرر بالاجماع الابقاء عليها دون تغيير. وارتفع الين في بادئ الامر الى 40.121 ين للدولار من 65.121 ين بعد قرار البنك المركزي لكنه تراجع فيما بعد الى 70.121 ين للدولار.

وبالاضافة لذلك تضرر الين كذلك من تخفيض الحكومة اليابانية لتقييمها للاقتصاد اول من امس للشهر الخامس على التوالي ووصلت الى حد اعلان ان الوضع يتدهور. ورغم هذا الضعف الذي يشهده الين فان المتعاملين غير واثقين من ان الدولار سيتمكن من الارتفاع. وقال متعاملون ان الدولار يفقد بريقه بسبب دلائل على ضعف سوق العمل الاميركية وبيانات التضخم التي بددت الامال المعلقة على انتعاش وشيك للاقتصاد الاميركي.

على صعيد اخر انخفض مؤشر فاينانشال تايمز للاسهم البريطانية الممتازة عند بدء التعاملات امس مع هبوط اسهم شركات الاتصالات والتكنولوجيا بعد سلسلة التحذيرات الاخيرة التي اطلقتها شركات بشأن توقعات انخفاض الارباح.

وتأثر المؤشر كذلك بانخفاض وول ستريت فهبط 8.28 نقطة اي 5.0 في المائة الى 7.5723 نقطة في الساعة 14:07 بتوقيت جرينتش. وكان من ابرز الاسهم الخاسرة في قطاعات الاتصالات والتكنولوجيا اسهم انرجيس ولوجيكا بعد ان خفضت شركة جيه.دي.اس. يونيفيز الاميركية تقديراتها لمبيعاتها. وفي اوروبا حذرت فيليبس من انخفاض مبيعات اشباه الموصلات ومن انها تتوقع خسائر في هذا القطاع في الربع الثاني من العام. ومن ناحية اخرى ارتفع سهم مجموعة كناري وارف لليوم الثاني على التوالي بعد ان اعلنت المجموعة انها ستعيد ملياري جنيه استرليني على الاقل.