«آسيا للاتصالات» تدخل محطة اتصال فضائية رقمية في كردستان وتحقق ربطا عالي التقنية بالخارج

TT

أوضح فاروق مصطفى رسول مدير شركة «آسيا للاتصالات»، ومقرها في كردستان في مقابلة خاصة لـ«الشرق الأوسط» ان الشركة انجزت صفقة شراء محطة «ساتيلايت ديجيتل» للاتصالات الفضائية في مدينة السليمانية بهدف تحقيق ربط مدن كردستان بالعالم الخارجي وتحسين شبكة الاتصال عبر الهواتف النقالة المستخدمة حاليا والتي تتولى مهمتها شركة آسيا للاتصالات، كأول شركة محلية خاصة تستثمر في مجال الاتصالات اللاسلكية في كردستان. ووجه مدير الشركة الدعوة الى المستثمرين المحليين والاجانب للاستثمار في قطاعات عديدة في كردستان بالاستفادة من الاستتباب الامني الذي كفله تطبيق قرار الامم المتحدة 986 والذي شمل منطقة كردستان العراق بحماية امنية. وفي المقابلة تحدث عن ظروف الاستثمار في ظل وجود حكومتين اقليميتين تابعتين للحزبين الكرديين الرئيسيين ومدى تأثير وجود حكومة مركزية في بغداد على سبل الاستثمار وفي يلي نص الحوار:

* هل يمكن ان تحدثونا عن حجم الاستثمار الحالي وعدد المشتركين في قطاع الهواتف المحمولة والتغطية في كردستان؟

ـ دشنت شركة آسيا عهد الاتصال بالهاتف النقال عام 2000 في مدينة السليمانية وبنطاق تغطية يبلغ 30 كيلومترا، اضافة الى الاتصال بالدول الخارجية، ويبلغ عدد المشتركين حاليا 2000 مشترك، وفيما تبلغ قيمة الجهاز 500 دولار، فان قيمة الدقيقة الواحدة لا تتجاوز بنسا واحدا داخل المدينة و25 الى 30 سنتا للاتصالات الخارجية.

وبالرغم من عدد المشتركين المتواضع الا ان حجم الاتصالات الشهرية الخارجية من والى المدينة يزيد على المليون اتصال في الشهر والاتصال من الخارج اقل كلفة وقد وقعنا اتفاقا مع احدى شركات بطاقات الاتصال بقيمة 5 دولارات للبطاقة الواحدة يستطيع المتكلم ان يجري بها اتصالا لمدة تتراوح بين 30 و40 دقيقة، وهذا ما يدفعنا الى اننا خلال سنتين من الآن علينا ان نتصدى لامكانية استيعاب من 100 الى 200 الف مشترك.

* لابد ان هذا يتطلب توسيع نطاق التغطية الحالية واعتماد تقنية حديثة، فهل مجيئكم الى لندن يلبي هذا الغرض؟

ـ قبل مجيئنا الى لندن بهدف تعاقدات لتحديث شبكة الاتصالات وتوسيعها، تم إجراء تحديث ضروري في شبكة الاتصالات المحلية في السليمانية وآربيل وكلاهما ادخل البدالات الرقمية (الديجيتل) وهي ضرورية لمواكبة التقنية العالية التي نحن بصدد جلبها الى كردستان. ولذا تعاونت حكومتا الاقليم في آربيل والسليمانية على تحديث تقنية البدالات باعتماد بدالات رقمية حديثة جرى شراؤها من الخارج وعلى نفقة الحكومتين وساهمنا في تلك التي في مدينة السليمانية عبر شركة مساهمة مختلطة هي شركة «كرد ـ تيل». وكان تجاوب القيادتين الكردية حاسما ومشجعا جدا للمضي في عملية التحديث للشبكتين وامكانية ربطهما معاً في المستقبل. وقد باشرت بالفعل حكومة الاقليم في السليمانية منذ اول من امس استبدال الشبكة والبدالات القديمة.

* اذن انتم تتحركون بالتوافق مع جهود حكومتي الاقليم، فكيف ترى أجواء الاستثمار هناك؟

ـ هذا صحيح، لقد تحدثت في البداية مع رئيس الاتحاد الوطني جلال الطالباني الذي أيد الفكرة وشجعنا عليها وكانت مفاجأة مدهشة له حين تلقى اول اتصال بالهاتف النقال من أحد مهندسينا، كما ساعد كثيرا قراره على استحداث الشركة المساهمة المختلطة «كرد ـ تيل» والتي نساهم فيها لتحديث شبكة الاتصالات الحالية في السليمانية. كما ايد رئيس الحزب الديمقراطي مسعود البارزاني مشروع التحديث في آربيل وقد التزمت حكومة اربيل بالكامل في تنفيذ مشروع التحديث كما وفر وجودي هناك مجالا للتنسيق في اعتماد نفس التكنولوجيا لتحقيق مستقبل توحيد الشبكتين على اساس تقني واحد.

* وما مدى خدمة التعاقدات الجديدة التي جئتم بسببها الى لندن لخدمة هذه الشبكة ولمستقبل الاتصالات في كردستان؟

ـ انجزنا الاتفاق الآن لشراء محطة اتصالات عالمية «ساتيلايت ديجيتل» بكلفة 3 ملايين دولار سيكون مقرها في السليمانية وتوجد محطة مماثلة في اربيل وبنفس التقنية، وهذا يعني اننا انجزنا القاعدة التقنية على اساس تكنولوجي واحد، مما يعني اننا جاهزون للربط بينهما بانتهاء استبدال شبكة السليمانية مما سيحقق ربطا ليس لمدن كردستان فقط بل ربطها بالعالم الخارجي وتحقيق امكانية الاتصال من داخل المنازل بالعالم الخارجي بسهولة رغم ان ذلك سيؤثر على سوق الهاتف المحمول لكن هدفنا هو تحقيق اوسع خدمة هاتفية للمواطنين.

كما اننا بصدد الاتفاق مع شركة اجنبية لتوسيع شبكة الانترنت وامكانية الحصول على خدمات وتسهيلات مجانية في الانترنت المستخدم في قطاع التربية والتعليم وبما يسهل عملية تسهيل رسوم الاشتراك وتوسيع قاعدته في كردستان، وهذا هو الهدف الثاني لزيارتنا، اذ ان حجم الاتصال وكلفته عبر الانترنت ما زالا دون الطموح رغم قيام شركة آسيا للاتصالات بفتح العديد من مقاهي الانترنت في السليمانية اضافة الى وجود مقاه اخرى في آربيل ومناطق تربوية اخرى.

* لا شك انك سعيد بالاستثمار في هذا القطاع ولكن هل الاستثمار آمن في منطقة ما زالت عرضة لتغيرات سياسية داخلية ومركزية، ثم ما مدى تأثير وجود محطة اتصال عالمية في كردستان على الحكومة المركزية في بغداد؟

ـ حتى الآن لا نرى الا التشجيع من القيادات الكردية في كردستان لمستوى نشاطنا، وتوسع استثمارنا دليل على ارتياحنا، كما اننا متفائلون حتى من توجه الاتحاد العالمي للاتصالات «آي تي يو» لاعتماد استثمارات في قطاع الهواتف النقالة في كردستان وهو بالتأكيد يلتقي مع توجهنا، كما ان وجود شبكة اتصالات متطورة في كردستان هو من بين حقائق اقتصادية وحضارية كثيرة اخذت مكانها في كردستان تضاف الى مشاريع عديدة نفذتها مشاريع الامم المتحدة وتشمل طرقا وجسورا وشبكات مجار وبناء مدارس وهي تمثل حقائق لا يمكن تجاهلها في وجود تطورات حضارية تستدعي توجهات استثمارية ولذلك فانا اوجه الدعوة الى المستثمرين المحليين والاجانب الى المباشرة في الاستثمار في مشاريع سياحية، وخصوصا في شركة دوكان السياحية وغيرها لاننا وجدنا كل التشجيع والنجاح ولا اعتقد ان ذلك يتعارض مع الحكومة المركزية في بغداد لان نطاق اتصالاتنا محصور في مدن كردستان ولكننا نسعى الى توسيع ذلك ونمو مدن وسط العراق وجنوبه.