سورية: ارتفاع ملحوظ لسعر الليرة أمام الدولار

خبير يؤكد لـ أن العملة المحلية تعيش أفضل حالاتها منذ أكثر من 17 عاما

مواطنان سوريان يستخدمان الصراف الالي في دمشق («الشرق الأوسط»)
TT

تمر الليرة السورية بمرحلة انتعاش واضحة إلى درجة أن الخبير الاقتصادي السوري محمد العكش قال إن الليرة تعيش أفضل حالاتها منذ أكثر من 17 عاما.

العكش أوضح في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن قوة الليرة الحالية تعكس متانة الاقتصاد السوري وقدرته على استيعاب التحولات التي يمر بها. إلا أنه يشير إلى جملة عوامل جعلت من الليرة تستعيد قوتها بعد تراجع كبير أصابها نتيجة الضغوط والظروف السياسية التي عصفت بسورية عقب مقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.

ويرى العكش أن من أهم هذه العوامل الإصلاحات النقدية والمصرفية التي بدأت بها الحكومة منذ عام 2000 وتسارعت في العامين الأخيرين بشكل استعاد معه مصرف سورية المركزي دوره حيث مضى في إنجاز الكثير من الإصلاحات التي كانت آثارها مباشرة على الليرة، كتصحيح الفوائد وتوسيع دائرة تمويل المستوردات من المصارف العاملة بشكل تم الاستغناء فيه الى درجة كبيرة عن مصارف الدول المجاورة، وهذا أعطى ثقة كبيرة لليرة السورية وخفف من الطلب على الدولار في السوق السوداء.

ويشير العكش كذلك الى عمليات الاكتتاب الواسعة التي قامت بها المصارف من شركات التأمين وبعض الشركات الأخرى والتي امتصت جزءا مهما من المدخرات التي كانت ساكنة.

ويتوقع العكش أن يشهد العام الحالي والعام القادم حملات اكتتاب واسعة يقدر أن تجذب ما لا يقل عن نصف مليار دولار إليها، عبر شركات تأمين عادية تكافلية بالإضافة إلى مصارف إسلامية وتجارية، وقد تقوم الشركتان القابضتان اللتان أعلن عن تأسيسهما مؤخرا (شام وسوريا) بعمليات اكتتاب عام في إطار المشاريع التي تصدت لتنفيذها.

إلى ذلك يقول مازن طباع صاحب شركة ديار إلكترونيك سيرفسيز وهي أول شركة صيرفة خاصة بدأت العمل في السوق السورية، أن وضع الليرة جيد جدا متوقعا أن تشهد المزيد من الارتفاع أمام الدولار.

وقال: إن هناك معروضا واسعا من الدولار في السوق، تقابله زيادة طلب على الليرة، وهذا يعود إلى عدة عوامل أهمها، عمليات الاكتتاب وبدء العديد من المشاريع الاستثمارية بالتنفيذ وهذه إلى تزايد بالإضافة إلى تحويلات المغتربين السوريين في الخارج والتي نمت 100% في العام الماضي والحالي، وذلك بعد أن سهلت الدولة قضايا المغتربين الذين أقبلوا بكثافة على شراء عقارات والمساهمة في مشاريع استثمارية هذا بالإضافة إلى التحويلات التي يقومون بها إلى ذويهم وهي مبالغ كبيرة.

طباع أشار إلى أهمية انطلاق شركات الصيرفة الخاصة في السوق السورية بعد انقطاع دام أكثر من 40 عاما، الأمر الذي من شأنه منح المزيد من الاستقرار لليرة وحمايتها من المضاربات التي كانت تتم سابقا في السوق السوداء، هذا بالإضافة إلى الحد من تهريب الليرة، حيث لم يعد هناك حاجة لذلك مع السماح للمصارف بتمويل المستوردات.

الليرة تعيش أحسن حالاتها، وتسجل أسعارا منافسة أمام الدولار، حيث وصل سعرها إلى 49.50 ليرة لكل دولار في تعاملات الأيام الأخيرة، وهو سعر جيد ومازال في الإطار المعقول ولكن ينصح الخبراء بعدم السماح بانخفاض سعر الصرف أكثر من ذلك حماية للتصدير، خاصة وأن ارتفاع أسعار اليورو قد انعكست على أسعار السلع في الأسواق السورية إذ من المعروف أن تعاملات الحكومة تتم كلها باليورو إلى جانب الجزء الأكبر من مستوردات القطاع الخاص.