«التأمين» يفك أسر تعاملات الأسهم السعودية لتتجه للقطاعات الخاملة

في ظل ارتفاع 57% من شركات السوق المالية.. وأسهم «القياديات» تلفت الانتباه

TT

تناثر اللون الأخضر، أمس، على إغلاقات أسهم أغلب الشركات في سوق الأسهم السعودية، بعد أن كان هذا اللون محصورا في السابق على أسهم شركات التأمين المقترنة بتفرد أحد أسهم الشركات القيادية في الارتفاع. لتأتي تعاملات الأمس كاشفة عن تحول ملحوظ في التداولات والانتقال من الجري خلف أسهم شركات التأمين إلى الاهتمام بأسهم الشركات الأخرى. حيث كشفت التداولات الأخيرة عن رغبة السيولة في التوجه إلى الأسهم الخامدة في الفترة الماضية والمتمثلة في أسهم الشركات في بعض القطاعات المضاربية والتي عانت منذ فترة من عزوف السيولة عنها بسبب الاهتمام المتزايد المنصب على شركات قطاع التأمين والناتج عن الإغراءات التي تعكسه أسهم شركاته من خلال الارتفاعات التي توصف بالخيالية.

واتضح هذا التوجه للقطاعات الأخرى من خلال ارتفاع أسهم 57.1 في المائة من شركات السوق بعد أن تفاوتت حركة أسهم شركات التأمين بين الارتفاع الطفيف والتراجع، خصوصا بعد تواتر المسائلات الصادرة من قبل هيئة لسوق المالية لشركات التأمين حول أسباب هذا الارتفاع، والتي كان آخرها أمس الاستفسار الذي وجه لأسهم «سلامة»، بالإضافة إلى إعلان الهيئة عن التدقيق في التعاملات التي جرت على أسهم «ملاذ» بعد صعوده المتواصل بعد استفسارات الهيئة للشركة.

كما لفتت الأنظار أمس حركة أسهم الشركات القيادية بعد أن توصلت إلى شبه اتفاق على التحرك الايجابي، بعد أن اتضح ذلك جليا في داخل تعاملات الأمس، وجاء ذلك بعد استرخاء أسهم شركات قطاع الاتصالات التي لجأت إلى التراجع بعد أن أدى تحركها خلال هذا الأسبوع إلى الارتفاع بنسبة قاربت 8 في المائة. لكن هذا الاتجاه التصاعدي الجماعي للأسهم القيادية بعد تراجع أسهم شركات الاتصالات أمس لم يستمر إلى الإغلاق بعد أن قلصت أسهم شركة سابك من أرباحها لتغلق على استقرار بعكس أسهم مصرف الراجحي الذي واصل تألقه الذي بدأ في تعاملات أول من أمس ليحقق صعودا قدره 2.8 في المائة بالإضافة إلى أسهم شركة الكهرباء السعودية التي ارتفعت بمعدل 2.2 في المائة.

وأنهت سوق الأسهم السعودية تعاملاتها أمس عند مستوى 7750 نقطة كاسبة 46 نقطة تعادل 6 أعشار النقطة المئوية عبر تداول 188.1 مليون سهم بقيمة 9.3 مليار ريال (2.48 مليار دولار) لتصعد السيولة المدارة داخل تعاملات الأمس بمعدل 13.4 في المائة، بعد أن اتفقت جميع القطاعات على الارتفاع عدا قطاع الاتصالات المتراجع بنصف النقطة المئوية. من جانبه، أشار لـ«الشرق الأوسط» عبد الله الدخيل مراقب لتعاملات السوق، أن الاهتمام الذي ظهر في التعاملات الأخيرة خلال هذا الأسبوع بالأسهم القيادية يأتي نتيجة للأنباء الإيجابية التي كشفت عنها هذه الشركات حول نيتها للتوسعات الخارجية ورصدها لمبالغ كبيرة لهذا الخصوص والتي تصب في صالح المساهمين من خلال تنويع مصادر الدخل لدى هذه الشركات بما يضمن خروجها للمنافسة على نطاق أكبر مما كان عليه. ويؤكد الدخيل أن هذا التوجه للأسهم القيادية يعد محمودا بالنظر إلى قوائمها المالية بعكس ما كان يحدث من تلهف المتداولين للحاق بأسهم شركات المضاربة، خصوصا أن هذه الشركات القوية المالية بدأ ينعكس أداؤها خارج سوق الأسهم على حركة أسهمها مما يوحي بتنامي ثقافة السوق. من ناحيته، أوضح لـ«الشرق الأوسط» محمد الخالدي محلل فني، أن المؤشر العام للسوق تمكن في تداولات أمس من الاقتراب من القمة السابقة المتمثلة في مستوى 7800 نقطة تقريبا بفارق 25 نقطة، مفيدا بأن هذا التحرك من الأسهم القيادية يأتي كمحاولة من الصناع لإعطاء المؤشر قدرة لاختراق هذه المستويات العنيدة. ويشدد المحلل الخالدي على أن السوق تدخل اليوم تعاملات حاسمة لتثبت من خلالها الايجابية، بعد أن تعكس قدرتها في تخطي مستوى المقاومة عند 7800 نقطة والتي باختراقها تفتح الطريق أمامها للوصول إلى منطقة 8000 نقطة.