أزمة الائتمان مستمرة.. المركزي الأميركي يضخ 7 مليارات دولار والياباني يسحب 4 مليارات

أداء سلبي للبورصات العالمية.. وعاصفة استوائية ترفع العقود الآجلة للنفط

لا زالت الاسواق العالمية تعيش حالة من الاضطراب نتيجة ازمة القروض العقارية في اميركا رغم انحسار الازمة («الشرق الأوسط»)
TT

العواصم ـ وكالات الأنباء: في خطوتين متعاكستين ضخ مجلس الاحتياطي الاتحادي / البنك المركزي الامريكي أمس سبعة مليارات دولار في النظام المصرفي من الاحتياطيات المؤقتة في النظام المصرفي من خلال اتفاقات اعادة شراء لاجل ليلة واحدة. بينما سحب بنك اليابان المركزي أمس 500 مليار ين (4.23 مليار دولار) من سوق المال بعد يوم واحد من سحبه 1.6 تريليون ين. وقال البنك إنه قلل من حجم السيولة في الأسواق بعد أن لاحظ تراجع المخاوف بشأن الائتمان الناتجة من الخسائر المتعلقة بسوق الرهن العقاري عالي المخاطر في الولايات المتحدة (قروض الإسكان عالية المخاطر).

أمام ذلك، هزت المخاوف من أزمة القروض العقارية في الولايات المتحدة أسواق المال في العالم ومن جديد أمس الأربعاء. وبدأت ثلاث من البورصات الاوروبية جلساتها على انخفاض مواصلة تأثرها بأزمة القروض المصرفية العقارية في الولايات المتحدة قبل أن تستعيد جزءا من خسائرها. فبعيد بدء الجلسة، تراجعت بورصة باريس مجددا 1.19 في المائة قبل أن يسترد بعض خسائره ليغلق منخفضا 0.92 في المائة مع بدء التداول في وول ستريت في أميركا. فيما تراجعت بورصة لندن 0.92 في المائة بينما خسرت بورصة فرانكفورت 0.81 في المائة.

وفي طوكيو ثاني سوق مالية في العالم، سجل مؤشر نيكاي لأسهم الشركات الكبرى تراجعا كبيرا بلغت نسبته 2.19 في المائة ليقفل عند 16475.6 نقطة، كأدنى معدل له منذ ثمانية اشهر. وكان هذا المؤشر سجل بعض التحسن 0.27 في المائة أول من أمس. إلا ان «نيكاي» تأثر أمس بانخفاض أسعار أسهم «ميتسوبيشي يو اف جي فايننشال غروب»، اكبر مصرف في العالم من حيث الأصول وثاني اكبر مجموعة في بورصة طوكيو. وقد تراجعت أسعار أسهمه 5.26%.

وكانت هذه المجموعة ذكرت الثلاثاء انها ستخسر حوالي خمسة مليارات ين (42.6 مليون دولار) بسبب ازمة القروض العقارية العالية المخاطر، وهو مبلغ ضئيل بالمقارنة مع حجم هذا المصرف العملاق الذي يتوقع ارباحا صافية بمقدار 800 مليار ين (6.8 مليار دولار) هذه السنة.

وتخشى السوق المالية خصوصا ان تقوم صناديق استثمارية غير قادرة على استعادة أموال بسبب أزمة القروض العقارية، بالتعويض عن هذه الخسائر عبر بيع أسهم يابانية بكثافة مما سيؤدي الى انخفاض قيمة اسهم عدد كبير من الشركات.

وفي الوقت نفسه، تأثرت اسهم شركات التصدير اليابانية الكبرى سلبا بالتراجع الكبير لسعر الين مقابل الدولار بينما يقوم اليابانيون باستعادة اموالهم المودعة في الخارج لضمان امنها.

وفي هونغ كونغ اقفل مؤشر هانغ سينغ في جلسة الصباح على تراجع نسبته 2.8% بينما انخفضت بورصة سنغافورة في منتصف الجلسة 3.26% وخسرت بانكوك 1.76%. اما بورصة شنغهاي فتراجعت قليلا بنسبة 0.06% بسبب عمليات سحب للأرباح.

وقال متحدث باسم مجموعة «كاسيكورن سيكيوريتيز» في بانكوك «حجم مشاكل القروض العقارية في الولايات المتحدة ليس واضحا. هذه النقطة التي تثير القلق ما زالت تؤثر على معنويات المستثمرين».

وعند الاغلاق سجلت بورصة سيدني انخفاضا نسبته 3.03% وتايبيه 3.7% ومانيلا 4.08 ونيوزيلندا 1.53%. أما بورصة سيول المغلقة أمس، فقد تراجعت 1.7% عند الإغلاق الثلاثاء إذ ان عددا كبيرا من المستثمرين باعوا اسهما خوفا من عاصفة يمكن ان تضرب بورصات العالم في يوم العطلة. واغلقت بورصة بومباي ايضا بمناسبة عيد استقلال الهند. وكانت بورصة نيويورك شهدت تراجعا لمؤشرها الرئيسي بلغ اكثر من 200 نقطة اي ما نسبته 1.57% ليقفل عند 92،13028 نقطة.

ويشعر المستثمرون الاميركيون بالقلق من الأنباء التي تتحدث عن احتمال تعليق صندوق الاستثمار «سانتينيل» الذي يدير اصول بقيمة 1.5 مليار دولار، دفع الاموال لعملائه. كما اثر إعلان شركة التوزيع الاميركية العملاقة «وول مارت» خفض توقعاتها لنتائج السنة، على معنويات المستثمرين.

وفي نيويورك فتحت الاسهم الامريكية منخفضة أمس مع نزول مؤشر داو جونز عن مستوى 13 ألف نقطة للمرة الأولى منذ 25 ابريل (نيسان) لتفاقم مشكلات سوق الائتمان.

من جانب آخر استقر الدولار الامريكي مقابل اليورو الاوروبي والين الياباني أمس بعد أن أظهر تقرير حكومي أن أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة خلال يوليو (تموز) كانت متفقة مع التوقعات بصفة عامة.

وقالت وزارة العمل الامريكية أمس ان أسعار المستهلكين ارتفعت في الشهر الماضي بنسبة أقل قليلا من المتوقع بلغت 0.1 في المائة مع تراجع أسعار البنزين.

وكان الاقتصاديون يتوقعون أن يرتفع مؤشر أسعار المستهلكين وهو المقياس الاساسي الذي تستخدمه الحكومة للتضخم بنسبة 0.2 في المائة. وانخفضت العملة الاوروبية الموحدة 0.4 في المائة الى 1.3479 دولار من 1.3480 دولار قبل صدور التقرير. وأمام العملة اليابانية انخفض الدولار 0.6 في المائة إلى 116.79 ين من 116.75 ين قبل صدوره.

وفي لندن، انخفض سعر صرف الجنيه الاسترليني الى أدنى مستوى منذ شهرين مقابل الدولار وأدنى مستوى منذ أكثر من أربعة أشهر مقابل الين الياباني أمس بعد أن أدت بيانات ضعيفة عن سوق العمل الى تقليص التوقعات بزيادة أسعار الفائدة البريطانية.

وكانت العملة البريطانية تراجعت أول من أمس عن مستوى دولارين بعد أن أظهرت بيانات أسعار المستهلكين لشهر يوليو (تموز) أن التضخم هبط دون المستوى الذي يستهدفه بنك انجلترا المركزي وهو 2 في المائة للمرة الاولى منذ مارس (آذار) 2006. واستمر المستثمرون في خفض مراكزهم التي كونوها بالاقتراض بعملات منخفضة الفائدة لتمويل استثمارات بعملات ذات عائد أعلى مثل الجنيه الاسترليني مع تزايد العزوف عن المخاطرة بفعل المخاوف من مشاكل الاسواق الائتمانية.

من جانب آخر، ارتفعت العقود الآجلة للنفط الخام الامريكي بأكثر من دولار أمس بسبب التهديد المتزايد لعمليات الانتاج في خليج المكسيك جراء عاصفة استوائية.

وجاء الارتفاع قبل أن يظهر تقرير حكومي لبيانات المخزون تراجع امدادات الخام أكثر من المتوقع الأسبوع الماضي. وفي الساعة 1438 بتوقيت جرينتش ارتفع سعر الخام تسليم سبتمبر (أيلول) في بورصة نيويورك التجارية /نايمكس/ دولارا واحدا أو 1.38 في المائة الى 73.38 دولار للبرميل بعد تداوله في نطاق 72.32 الى 73.8 دولار.

وفي لندن ارتفع سعر مزيج برنت خام القياس الاوروبي دولارا أمس وسط مخاوف من تعطل إمدادات الخام جراء العاصفة ونقص أكبر من المتوقع في مخزونات الخام الامريكي. وفي الساعة 1430 بتوقيت جرينتش ارتفع سعر برنت دولارا الى 71.51 دولار للبرميل وزاد بعد ذلك الى 71.9 دولار.