الأسهم السعودية: تفاعل نسبي لسهمين يدعمان المؤشر العام للتماسك

عُشر نقطة مئوية معدل خسارة تداولات الأمس و2.6 مليار دولار حجم السيولة

جانب من تداولات الاسهم السعودية («الشرق الاوسط»)
TT

ضخ سهما «مصرف الراجحي» و«الاتصالات السعودية» روح التماسك والمقاومة لسوق الأسهم السعودية في تداولات الأمس بعد أن بدأ المؤشر العام في الخضوع لقوى البيع وبدء مسلسل التقهقر وتسجيل خسائر أمام المكاسب التي حققتها السوق خلال الأيام الماضية ودعمت بقاء المؤشر العام فوق حاجز 8000 نقطة.

وبرغم أن تراجع السوق أمس بأقل من نقطة واحدة إلا أن ذلك لا يمكن اعتباره تسجيل خسارة فعلية بل هو وقوف «تماسك» لاسيما أن المؤشر العام عاد من نقطة قريبة في الأسفل وهي عند 8054 نقطة، ولكن الحيوية النسبية التي كان عليها سهمي «مصرف الراجحي» و«الاتصالات» دفعا إلى عودة المؤشر لملامسة نقاط إغلاقه أول من أمس، وبالتالي تحقيق التماسك للمؤشر.

وكان سهم «سابك» هو العامل الأساسي لتسجيل المؤشر العام خلال الأيام الماضية تحركا إيجابيا مخترقا حاجز 8 آلاف نقطة وباقيا فوقها لعدة أيام، قد سجل في تداولات الأمس تراجعا قوامه 0.19 في المائة ليخسر السهم ربع ريال ويقف عند 132.25 ريال.

أمام ذلك، أكدت مجموعة كسب المالية ـ إحدى شركات الوساطة المرخصة من قبل هيئة سوق المال ـ أن المؤشر العام ربما يكون معرض لتذبذبات نسبية منطقية، إذ ربطت تعرض سوق الأسهم للتذبذب بمدى ملامسة المؤشر العام لنقاط جديدة فوق حاجز 8000 نقطة وهو ما وقع بالفعل.

وسجل سهم «مصرف الراجحي» ارتفاعا نسبيا قوامه 0.86 في المائة عند 88.25 ريال، بتداول 2.6 مليون سهم، في حين صعد سهم شركة الاتصالات السعودية 2 في المائة عند 73.50 ريال، بتداول 1.8 مليون سهم. وبرغم أن معدلات الارتفاع تعد ضعيفة والتحرك هنا يعد «نسبيا»، إلا أن ثقل أسهم الشركتين في المؤشر العام مؤثر جدا وبإمكانه قيادة السوق إلى تسجيل نقاط جديدة.

من جهته، أوضح لـ«الشرق الأوسط» عبد العزيز البركات وهو مصرفي سابق ومحلل مالي سعودي، أن النظرة التحليلية القائمة حاليا حول سوق الأسهم هي إيجابية دون النظر إلى عمليات التراجعات المرشح أن يتعرض لها المؤشر العام بين وقت وآخر. وقال البركات إن المؤشر العام ومن خلال تحركاته الأخيرة التي بدأها منذ أكثر من شهر ونصف أثبتت وجود اعتبارات ملموسة على أرض الواقع تتمثل في دخول «السيولة» التي كانت هي المصدر الأساسي في اضطراب السوق في الفترة السابقة.

وزاد البركات أن المؤشر العام وحتى تداولات البارحة لديه القوة والقدرة على البقاء في مساحة نقطية تتراوح بين 7500 نقطة في أدنى تشاؤم ممكن للتعاملات، و9500 نقطة في أقصى تفاؤل محتمل وذلك بفضل معدلات السيولة وتنامي حركة التداولات والتدوير، مفيدا أن التفاعل مع شركات التأمين وبدء استراتيجيات الصناديق الاستثمارية حاليا وتشجيع المستثمرين للدخول تمثل أقوى مبررات التفاؤل. وتتوقع مجموعة كسب المالية أن سلوك المؤشر العام حاليا يرجح استمرار التعرض والتهيؤ لتأثير عمليات جني أرباح خلال الفترة المقبلة عبر تذبذبات ستزداد تفاعلاتها تبعا لارتفاع المؤشر ووصوله إلى نقاط جديدة. وتعود مجموعة كسب للتأكيد على أن سوق الأسهم السعودية قدم أداء إيجابيا ملموسا نظير أداء جميع قطاعاتها بدعم جميع أسهم الشركات القيادية وبعض أسهم الشركات الجيدة، لافتة إلى أن الارتفاع جاء مصحوبا بأسعار مغرية للاستثمار لمعظم أسهم الشركات ذات الأداء الجيد، خلافا عن التوقعات المتفائلة لتحقيق بعض الشركات أرباحاً قياسية نهاية العام الحالي. وأقفل المؤشر العام أمس عند 5074.43 نقطة، تمثل خسارة مئوية قوامها 0.01 في المائة، تم خلالها تداول 194 مليون سهم، بلغت قيمتها الإجمالية 10.1 مليار ريال (2.6 مليار دولار)، نفذت عبر 255.5 ألف صفقة، تفاعلت معها أسهم 15 شركة فقط فيما سجلت باقي الشركات خسائر فعلية.