لبنان: تراجع النمو ودخول الرساميل في النصف الاول من 2007

«إريكسون» السويدية تنشئ مركز خدمات إقليمياً في بيروت

TT

أكد تقرير اقتصادي ان نسبة النمو ودخول الرساميل الى لبنان تراجعا عما كانا عليه في الفترة نفسها من العام الماضي. وعزا تقرير بنك عودة عن النصف الاول من العام الجاري وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية، هذا التراجع الى الأزمة السياسية المستمرة بين الاكثرية والمعارضة منذ نحو تسعة اشهر، اضافة الى النفقات المترتبة عن إعادة الاعمار بعد الحرب الاسرائيلية صيف عام 2006. واشار التقرير الى «تراجع في اجمالي الناتج المحلي بنسبة 2% «خلال هذه الفترة مما سيعطي نموا سلبيا للعام الثاني على التوالي». وكان الاقتصاد اللبناني قد سجل عام 2006 نموا سلبيا نسبته 5% من اجمالي الناتج المحلي.

يذكر أن رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة أعلن في مايو (أيار) الماضي ان النمو المتوقع عام 2007 سيكون بنسبة 2%. وافاد التقرير «ان الرساميل الوافدة تراجعت باكثر من 23.8% خلال الاشهر الخمسة الاول مقارنة مع ما كانت عليه في الفترة نفسها من عام 2006».

يذكر أن لبنان يعاني ازمة اقتصادية بنيوية، خصوصا بسبب الديون التي يرزح تحتها والمقدرة بحوالى 41 مليار دولار. ولفت التقرير الى ان «خدمة الدين العام زادت بنسبة 3.4% قياسا بالفترة نفسها من العام 2006».

ووعد مؤتمر (باريس 3) الذي انعقد في يناير (كانون الثاني) الماضي في العاصمة الفرنسية لبنان بنحو ثمانية مليارات دولار، لكن صرفها يتطلب تطبيق مشاريع إصلاحية؛ أبرزها الخصخصة التي ترفضها المعارضة. لكن مع ذلك، خالفت شركة «اريكسون» السويدية المتخصصة في حقل الاتصالات الرأي السائد بهروب الاستثمارات، وأعلنت تجديد ثقتها القديمة بلبنان من خلال افتتاح مركز جديد للخدمات الاقليمية، انطلاقاً من مكتبها في بيروت، الذي باشر اعماله في يناير (كانون الثاني) 2006. ومن شأن هذا المركز، كما يقول المدير العام لـ«اريكسون لبنان» هانس سيفيران، ان يسمح للشركة بتعزيز مركزها في المنطقة، ودعم تطوير سوق الاتصالات المحلي ونموه. وأضاف سيفيران «ان الموقع الجغرافي الاستراتيجي للبنان وعلاقاته الثقافية مع منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا لعب دوراً مهماً في قرار اريكسون التمركز في بيروت».

وعدد سيفيران مميزات تمنح لبنان أفضلية على باقي دول المنطقة من بينها وجود نحو 3 آلاف مهندس مزدوجي اللغة، يتخرجون كل سنة في الجامعات. ومعلوم ان شركة «اريكسون» حافظت على وجودها طوال سنوات الحرب في لبنان، لذلك فهي على اقتناع تام بأن لبنان سيجتاز الازمة الراهنة.

وعلم ان الشركة السويدية أعدت مسبقاً خطط توسع سيتم اللجوء اليها في حال توفر النجاح للتجربة الحالية، التي وفرت فرص عمل لنحو 150 موظفا سينضمون الى الشركة، من اجل تأمين مختلف الخدمات في حقول الانظمة المتكاملة والاستشارات التكنولوجية.

يذكر ان «اريكسون» دخلت الى لبنان عام 1950 وحتى منتصف الستينات، كانت المزود الوحيد لوزارة البريد والبرق والهاتف آنذاك (وزارة الاتصالات حالياً) قبل ان تتحول الى «الشركة اللبنانية لهواتف اريكسون» عام 1970. وكانت «اريكسون» ايضاً قد بدأت ببناء أول بنية تحتية للهواتف الجوالة في لبنان عام 1994.