«استعادة الثقة» سلاح الشركات القيادية للمضي قدما بمؤشر الأسهم السعودية

متاخمة حاجز 9000 نقطة تحول المؤشرات من مستوى «الثقة والأمان» إلى «الحيطة والحذر»

متداولون في احدى صالات الاسهم («الشرق الأوسط»)
TT

تتسلح الشركات القيادية في سوق الأسهم السعودية بدءا من تداول اليوم بعامل «استعادة الثقة» بعد أن كانت تلك الشركات مهمشة لفترة ليست بالقصيرة. في وقت توجهت شرائح المتعاملين في سوق الأسهم السعودية إلى الانشغال بمكاسب المضاربات لاسيما في قطاع التأمين التي نمت مؤخرا بشكل مهول إضافة إلى تحركات نشطة مؤقتة تطرأ على بعض أسهم الشركات الصغيرة في قطاعات أخرى مثل الزراعة والصناعة والخدمات.

وكانت سوق الأسهم السعودية ـ أكبر سوق مالية في منطقة الشرق الأوسط ـ قد شهدت انتعاشا نسبيا في حركة أسهم الشركات القيادية الكبرى ساهمت في الحد من تراجع المؤشر العام وأضافت له قوة الصمود فوق حاجز 8000 نقطة، وسط تفاؤل منقطع النظير بمستقبل السوق القريب بين أوساط المحللين والمراقبين.

وفي هذا الصدد، يميل عبد الله بن طارق القصبي شريك في شركة رواج للاستشارات إلى التأكيد بأن المؤشرات الفنية لسوق الأسهم في الوقت الراهن تعيش مرحلة آمنة وستظل حتى حدود 9000 نقطة، حينها سيتم التحول من مرحلة الأمان النسبية إلى مرحلة الترقب والحذر.

وكرر القصبي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» بضرورة الإدراك بأن «مرحلة الأمان» ستكون مختلفة من متعامل إلى آخر، إذ أن المضارب المتوجهة إلى التعامل في أسهم ذات مخاطر عالية نتيجة لارتفاع قيمها إلى أسعار مرتفعة وبسرعة عالية أو المضارب قصير الأجل، فإن مرحلة الأمان تظل نسبية بالنسبة إليه وتعرضه لخسائر فعلية وارد.

ويتابع القصبي بينما سيكون المستثمر أمام فرصة ذهبية لتغير المراكز والبحث عن أفضل المتاح.

من جانبها، قالت مجموعة بخيت المالية حول توقعاتها لهذا الأسبوع بأن الوضع الحالي في ظل توجه المستثمرين نحو الشركات القيادية واستعادة الثقة بأداء هذه الشركات والمدعومة بالنتائج الإيجابية المحققة للنصف الأول للعام الحالي 2007، ستوجه الأنظار إلى نتائج الربع الثالث.

وشددت المجموعة في تنبؤاتها بأن توقعات الأرباح في نهاية الشهر المقبل سبتمبر (أيلول)، ستكون ذات الأثر الأكبر في توجه السوق في الأيام المقبلة، مشيرة إلى أن هذه الرؤية تنحصر بشكل أكبر في توجه نحو الأسهم الاستثمارية التي ما زالت تتداول عند مكررات ربحية حالية منخفضة تتراوح بين 12 إلى 16 مكرر.

من ناحيته، يشير لـ«الشرق الأوسط» عبد العزيز البركات خبير مصرفي ومحلل مالي إلى أن حجم السيولة التي أضيفت إلى سوق الأسهم خلال الأسبوع الماضي تعطي نوعا من الارتياح بتداولات جيدة خلال الأسبوع الجاري، مفيدا أن تكون تلك السيولة ذاهبة نحو الشراء والاستقرار دون البيع لاسيما أن هناك دخولا لصناديق استثمارية وعودة لمستثمرين كبار مجددا للسوق.

وأكد البركات أن حركة المضاربة ستواصل ازدهارها نتيجة لرجوع شريحة من صغار المتعاملين للسوق باتجاه المضاربات التي حميت مؤخرا لاسيما على قطاع التأمين، مشيرا إلى هذه الشريحة لا تزال متعلقة بحبال الأمل بتعويض (ولو نسبي) للخسائر التي تعرضوا لها منذ انهيار فبراير (شباط) من العام الماضي.

وزاد البركات بالقول «قطاع التأمين هو من سيكون الأكثر تفاعلا وجاذبية»، إلا أنه عاد للتأكيد بأن القطاع التأميني الذي يلقى إقبالا على تداول أسهمه يحوي شركات جيدة وترتكز على المستقبل الواعد لكافة الشركات العاملة فيها من دون استثناء، مبينا في الوقت ذاته أن الأسعار التي وصلت إليها شركات التأمين لا تزال منخفضة بالنظر إلى شركات التأمين في الأسواق المجاورة وتحديدا في دول منطقة الخليج والمنطقة العربية.

وبحسب تقرير بنك الرياض الأسبوعي، فإن سوق الأسهم شهدت ارتفاع متوسط قيمة التداول اليومية لتصعد إلى 11 مليار ريال (2.9 مليار دولار) يوميا، دفع إلى ارتفاع معدل مكرر الربحية العام في السوق على 16.9 مرة، واصفة في الوقت ذاته بأن نشاط المضاربة على أسهم شركات التأمين ذات مخاطر عالية جدا في حين لا يتجاوز وزن القطاع 2 في المائة من حجم السوق.