مدير مشروع

علي المزيد

TT

لفت انتباهي إعلان متكرر في الصحف السعودية عن طلب مدير مشروع، ورأيت أن المؤسسات المعلنة لا تطلب شروطا تعجيزية في طلبات توظيف مديري المشاريع، وذلك على غير العادة في شروط طلبات الوظائف الأخرى. قررت أن أبحث عن مدير مشروع من دون تحديد نوع المشروع، لأن لكل مشروع مديرا مختلفا، فالمشروع الخدمي يحتاج مديرا بمواصفات تختلف عن مدير المشروع الصناعي.. المهم بحثت في من حولي من الشباب، فلم أجد من يصلح للمهمة، بدأت أوصي معاريفي بالبحث معي عن من يصلح مدير مشروع فيمن يعرفون، لم أجد إجابة مبكرة، بدأت أرفع مرتب المدير شيئا فشيئا فلم أجد. بحثت عن السبب بشكل مكثف، سألت رجال الإدارة في السعودية عن سبب هذا النقص الذريع، أجمعوا أن سبب النقص في الوظائف الاقتصادية، يعود لعدم تناسب مخرجات التعليم مع سوق العمل، فالجامعات السعودية لا تزال تخرج علوما نظرية، وتعتمد على التلقين والحفظ دون المهارة. سألت أحد أصحاب المشاريع الناجحة: كيف تحصلون على مديريكم الناجحين ومن أي سوق؟ قال: بعد أن أطلق زفرة حارة: معظمهم خريجو جامعات خارجية، والبعض الآخر درب نفسه بنفسه عبر حبه لبعض المهارات التي تعلمها ذاتيا، ولم يتعلمها من منظومة التعليم ونظمه للأسف. أردف قائلا: البعض الآخر دربناه عبر ما يعرف بإعادة التأهيل، وهؤلاء كانوا خامات جيدة دمرها أسلوب الحفظ، تعبنا معهم دربناهم عبر الدورات وعلى رأس العمل، حتى أصبحوا جاهزين. استطرد رجل الأعمال متابعا حديثه: الملاحظة التي رصدتها في سوق العمل عبر الإعلان والمتمثلة في نقص المؤهلين لإدارة المشاريع عانينا منها جميعا نحن وغيرنا من رجال الأعمال، ولم نجد لها حلا كاملا حتى الآن، فالحل كان جزئيا عبر شغل قلة من الوظائف فيما بقي معظمها شاغرا. التفت إلى رجل الأعمال وقال بنبرة متغيرة وجادة: هل تستطيع أن تشاركني لفتح جامعة تلبي متطلبات سوق العمل الاقتصادية، وأنا أؤكد لك أنها ستربح، فقد درست ذلك جيدا، ورأيت أن جامعتنا التي سننشئ ستتمتع بمرونة، لا تتمتع بها الجامعات الأخرى الحكومية، حيث بإمكان هذه الجامعة التكيف مع متطلبات سوق العمل، مما يحقق لها أرباحا، ويجنب الاقتصاد خسائر محتملة عبر إدارته من غير متخصصين أو قل من غير مؤهلين. وأضاف بإمكاننا تصميم البرامج التي نريد مصرفية، استثمار، إدارة مشاريع صناعية، وغير ذلك صدقني أن النجاح مضمون وسيتجاوز الربح 30 في المائة. أكمل المسببات وضمانات الربح، وطلب مني إجابة إذا كنت راغبا في المشاركة، ضحكت وقلت له: نحن الكتبة نجيد التنظير والنقاش، ولكننا لا نجيد العمل التجاري، وكذلك لا نملك رأس المال الكافي، لذا أنصحك بالبحث عن شريك جاهز.

*كاتب اقتصادي